الجرائم الأسرية.. تعددت الأساليب والاعتراف واحد: "كنت خايف عليهم"
نجل المرسي أبو العباس قبل الحكم بإعدامه
على مدار العام الماضي، شهدت محافظات الجيزة وكفر الشيخ ومؤخرا الفيوم، جرائم قتل أسرية نفذها الأزواج وراح ضحيتها الزوجات والأطفال فى مشاهد مأساوية، وكانت الحجج الواهية موحدة فى الجرائم الثلاث، ورغم اختلاف طريقة تنفيذ الجريمة، إلا أن عبارة "كنت خايف عليهم" هي الإجابة الموحدة فى الاعتراف الذي يأتي بعد تطوير مناقشة الأب المتهم، بعدما تؤكد كافة الأدلة المطروحة أمام أجهزة الأمن والتحقيق تورطه فى الجريمة، وتفشل كل أكاذيبه وحيله فى إنقاذه من الجريمة وحبل المشنقة أيضا.
وترصد "الوطن" تفاصيل الجرائم الثلاث، والتى قال القضاء كلمته فى قضيتين منهم، بينما من المقرر أن تُحال الأخيرة إلى محكمة الجنايات، خلال الأيام القليلة القادمة.
مذبحة بولاق الدكرور
وقعت هذه الجريمة فى يونيو 2018، بالتزامن مع مباراة مصر وروسيا فى كأس العالم، ونفذها الزوج صلاح المرسي أبو العباس، بحقة زوجته المجنى عليها "هبة" وطفلتيه "حبيبة الله" و"جنة" داخل شقتهم بشارع العشرين ببولاق الدكرور.
وأثبتت التحقيقات أن القاتل تخلّص من زوجته خنقا أثناء الصلاة، ثم توجه إلى غرفة طفلتيه وانقضّ عليهما خنقا حتى لفظتا أنفاسهما الأخيرة.
وإمعانا منه فى الهروب من المسؤولية الجنائية توجه إلى أقرب مقهى وشاهد مباراة كرة القدم، ثم عاد إلى الشقة وبدأ فى الصراخ وطلب النجدة مُدعيا أنه فوجئ بمقتل زوجته وطفلتيه.
وبعد تضييق الخناق على "صلاح" أقرّ واعترف بارتكاب الجريمة، وقال فى التحقيقات "كنت خايف عليهم"، وأكد أنه خسر فى تجارته وكان يخشى عليهم من الفقر.
وأسدلت محكمة الجنايات برئاسة المستشار محمد علاء الدين عباس، الستار على القضية، وقضت بإعدام القاتل.
مذبحة كفر الشيخ
نفذها طبيب بحق زوجته الطبيبة وأطفاله الثلاث، صباح 31 ديسمبر 2018، داخل شقتهم بحي سخا بمدينة كفر الشيخ، بعد خلافات مع زوجته. حيث اشترى سكينا بعدما عقد العزم على قتل زوجته، إلا أنه أدخل تعديلا عن خطته الشيطانية وقرر التخلص من أطفاله خوفا عليهم، على حد قوله.
60 يومًا استغرقتها القضية برمتها، فبعد ساعات من التنفيذ، توصلت تحريات أجهزة الأمن إلى أن الجاني دخل بطريقة غير مشروعة، فضلا عما أثبتته المعاينة من عدم وجود بعثرة فى محتويات الشقة أو سرقة منقولات منها، حيث تعارض ذلك مع رواية الأب الذي قال إنه غاب عن المنزل لمدة 15 دقيقة فقط، وعاد ليجد زوجته وأطفاله "مذبوحين"، إلا أنه سرعان ما اعترف بجريمته، وقال إنه بدأ بذبح زوجته المجنى عليها "منى"، ثم تسلل إلى غرفة أطفاله "ليلى وعبدالله وعمر"، ثم ذبحهم واحدا تلو الآخر، وبرر ذلك بقوله "كنت خايف عليهم لو قتلت أمهم وانا دخلت السجن.. مين هيرعاهم".
وبعد شهرين من الواقعة، وتحديدا يوم 2 مارس 2019، قضت محكمة جنايات كفر الشيخ، بإعدامه شنقا حتى الموت.
مذبحة الفيوم
نفذها مدرس، صباح الأحد الماضي، بحق زوجته وأطفاله الأربعة، داخل شقتهم بمنطقة المسلة بالفيوم.
ووفقا لاعترافاته أمام النيابة العامة وتحريات أجهزة الأمن، فإن الأب المتهم كان يمارس نشاطا إجراميا فى التنقيب عن الآثار، ودبّت الخلافات بينه وشركاءه الذين هددوه بقتل زوجته وأطفاله، ففعلها هو وسلّم نفسه.
وقال المتهم أمام النيابة "أنا عملت كده عشان خايف عليهم من الفقر"، وذلك في معاينة تصويرية مثّل خلالها جريمة قتل زوجته "كريمة" وأطفاله "تسنيم وآية ومنة وأنس"، مستخدما ساطور، حيث أصاب كل منهم بضربة على الرأس ولقوا مصرعهم فى الحال، ثم توجه إلى قسم الشرطة، وأبلغ عن جريمته.
ومن المقرر أن تصدر النيابة العامة أمرا بإحالة المتهم إلى المحاكمة الجنائية، بعد تسلم تقارير الطب الشرعي واكتمال تحريات الشرطة.