قدرات مميزة لـ3 من أصحاب الإعاقة أهلتهم لمشروع 1000 قائد إفريقي
احد المشاركين في اعداد 1000 قائد افريقي
قدرات مميزة يمتاز بها ذوي الإعاقة من أصحاب "متلازمة داون"، تحدوا بها الظروف المحيطة بهم، من قدرة عالية على التركيز والاستيعاب، ومهارات التواصل مع الآخرين، وفرضوا أنفسهم على المجتمع.. أهلتهم هذه القدرات للفوز ببطولات وجوائز محلية ودولية، وإنشاء مشروعات إنتاجية خاصة بهم لتصبح مصدر دخل أساسي لذويهم، ما أعطى لهم الفرصة للمشاركة في مشروع إعداد 1000 قائد إفريقي الذي تنفذه كلية الدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة، بتنظيم دورات تدريبية تساعدهم على امتلاك شخصية قيادية قادرة على إدارة مشروعات ريادية، الذي أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ إعلان رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي لعام 2019، لتصبح خطوة جديدة متقدمة لجهود الدولة المبذولة لدمج ذوي الإعاقة بالمجتمع.
مشروعات إنتاجية لذوي الإعاقة مصدر دخل أساسي لذويهم
"كريم هو اللي بيصرف على البيت وشغله مصدر دخل أساسي لينا بعد وفاة والده"، عبارة رددتها السيدة إيمان والدة كريم، المصاب بمتلازمة داون، في حديثها لـ"الوطن"، معبرة عن فخرها بابنها الذي واجه رفض المجتمع له في بداية حياته، مشيرة إلى أنها لم تيأس من رغبتها في دمجه بالمجتمع.
وقالت إنها منذ صغره كانت تؤمن بأن لديه قدرات فائقة يحتاج إليها المجتمع، والتي ستساعده على تحقيق حلمه في أن يصبح قائدا أو صاحب مشروع كبير ذات يوم، "مكنتش أتوقع إنه يوصل لمرحلة اختياره ضمن قائمة إعداد 1000 قائد إفريقي، والحكومة بتعمل اللي عليها عشان ياخدوا أبسط حقوقهم"
وأضافت أن ابنها كان يحلم أن يكون له دور مؤثر، وأنها حرصت منذ صغره على أن يتم دمجه في المجتمع بمشاركته في الكثير من الأنشطة الاجتماعية، وبعد التحاقه بمؤسسة "أولادنا" ازدادت مهاراته الاجتماعية وظهرت لديه هوايات أخرى تؤهله لإنشاء مشروع إنتاجي خاص به، لافته إلى أن فكرة المشروع بدأت لديه من المدرسة والتي كانت تسعى إلى تعليمهم أشغال يدوية بسيطة، من صنع إكسسوارات وأشغال يدوية من الكروشية.
وتابعت: "هو متميز في صنع الأشغال اليدوية، هذا ما ساعدني على استكمال ذلك الطريق معه، وبدأت بجلب المواد الخام للكروشية والإكسسوارات وتعليمه، حتى أصبح ذو مهارة عالية في صناعة مشغولات من الكروشية والإكسسوارات بحرفية، وأصبح لديه زبائنه من أقاربه، ومن هنا جاءت فكرة تجميع أعماله وعرضها في معرض مشغولات يدوية تحتوي على أعمال فنية من التريكو والتطريز ولوحات مرسومة وبيعها بأسعار رمزية".
وواصلت: "حصل كريم على عدة جوائز بكثير من المهارات المختلفة من تصوير ورسم، فضلاً عن فوزه بالمركز الأول في المهرجان السنوي الأفروصيني للأشغال اليدوية الذي تنظمه مؤسسة أولادنا، بمشاركة 36 دولة".
والدة يحيى: "مصدر إلهام كبير لكل اللي حواليه.. بيديني أمل في الحياة"
أما والدة يحيى عماد، أحد المشاركين بمشروع إعداد 1000 قائد إفريقي، من مصابي متلازمة داون، ويدرس بالصف الثاني الإعدادي، تقول إنه حصد الكثير من الجوائز والمراكز الأولى ببطولات في السباحة، ومن ضمنها بطولة الأولمبياد الخاصة لمنتخب شباب إفريقيا عام 2014، ومن ثم بدأ بالمشاركة في جميع البطولات المحلية والدولية، فضلاً عن ممارسته لكثير من الأنشطة الأخرى، حيث حصد المركز الأول بمسابقة الباليه من المركز الثقافي الروسي، ونظراً لما حصده من ميداليات كثيرة تم اختياره من ضمن المشاركين في مشروع إعداد 1000 قائد إفريقي لتدريبه على امتلاك شخصية قيادية قادرة على إنشاء شركات ومشروعات خاصة بهم، "يحيى مصدر إلهام كبير لكل اللي حواليه.. بيدينى أمل كبير في الحياة".
والدة سيد: "اهتمام الدولة الواضح بذوى الإعاقة هون علينا معاناة كبيرة في مشوار رعايته"
حكاية أخرى، ترويها والدة سيد محمد، صاحب الـ17 عاما، المصاب بالتوحد، إلا أنه متفوق رياضيا، وحاصل على بطولة الجمهورية في السباحة أكثر من مرة، مشيرة إلى أن حياته تغيرت بعد أن كان يشعر بأنه ليس له قيمة، حيث كان يرغب في تكوين صداقات مع الآخرين ولكن شعوره بالخوف تجاه سوء معاملة الآخرين له كان عائقا كبيرا أمام محاولاته للاندماج معهم، ومن هنا جاءت فكرة حبه لممارسة السباحة، التي تشعره بكينونته وبوجوده بعد تحقيقه لأي إنجاز أو فوز ببطولة سواء كانت محلية أو دولية، وعندما تم اختياره للمشاركة في مشروع إعداد القادة الأفارقة تحقق حلم حياته، الذي طالما كان ينتظره بدخوله للجامعة.
سعادة كبيرة، تشعر بها والدة سيد، تجاه اهتمام الدولة الواضح بذوي الإعاقة في الفترات الأخيرة: "اختياره لإعداده كقائد هون علينا معاناة كبيرة في مشوار رعايته"، لافتة إلى أن حالته أصبحت في تحسن مستمر حتى يكاد يشك من يتحدث معه بأنه عانى في يوم من الأيام من مرض التوحد، "أنا بحمد ربنا عليه، بيخاف عليا من الهوا مين عارف لو كان معايا حد غيره كان ممكن يعمل فيا أيه".