بعد إنهائه لامتحانات الثانوية العامة قبل أسابيع قليلة، قرر التوأم ملك ومريم في اليوم نفسه، إزالة كل ما يتعلق بهما تمهيدا لبدء حياة جديدة، ولكن على طريقتهما الخاصة، حيث جمعتا كتب الشعبتين العلمتين، لتنظيم جلسة تصوير بسيطة في المنزل معهم، لتوديع مرحلة "عنق الزجاجة".
"ملك ومريم" أبو زيد، لم يرتبطا فقط برابطة الأخوة، إنما كونهما توأم أيضا، فبدأت حياتهما معا، تشاركا صرخات الولادة، وحاولتا الحركة والحديث والمشي سويا، ثم التحقن بالمدرسة في مختلف مراحلها ليجمعهما الفصل والمقعد نفسه، قبل أن تختار كل منهما مسارا مختلفا بالثانوية العامة، فتحدد الشقيقة الكبرى ملك مجال علم رياضة، بينما اختارت مريم علم علوم.
أظهرت المرحلة الثانوية اختلاف ميول الشقيقتين بين محبة المجالات الرياضية والعلمية، لتتجه كل منهما في اتجاه آخر، ولكنهما حافظتا على مذاكرتهما سويا المعتادين عليها في المواد المشتركة طوال تلك الفترة، ليكونا من المتفوقين بمدرسة الشهيد أحمد محمد، في منطقة العمرانية بالهرم، حتى كللتا تلك المرحلة الأصعب التي ينتقل فيها الطلاب من ضيق المدرسة لباحة الجامعة، بنجاح متميز.
حصلت ملك، الطالب بعلم الرياضة على 95%، بينما حازت شقيقتها على 97%، وهو ما أهلهما للالتحاق بالكليات التي يتمونها منذ صغرهم، حيث قالت الشقيقة الكبرى للتوأم: "أخيرا أنا هدخل كلية هندسة القاهرة، وأختي مريم هتقدم للصيدلة، بس لسه هتعمل تظلم لأنها المفروض تجيب أكتر من كده"، مبدية سعادتهما بتلك النتيجة.
"السنة دي كانت صعبة جدا بالنسبة لينا وللبيت، وكان في قوانين زي قوانين كده وأخواتي راحوا عند جدتي في الامتحانات، وفضلنا نذاكر ونسمع لبعض".. بهذه الكلمات لخصت ملك تفاصيل رحلتهما على مدار عام الصف الثالث الثانوي، والتي انتهت بسعادة بالغة يوم الأحد الماضي، عقب إعلان النتيجة، لتسود مشاعر متضاربة بين البكاء والفرحة والسعادة على جميع أفراد الأسرة.
بعد إعلان النتيجة، قرر التوأم نشر الصور التي التقطاها في المنزل بعد انتهاء الامتحانات بين تلال الكتب والأقلام التي كانوا يدرسوها، بجوار لافتة كبيرة كتبن عليها "هنا ترقد الثانوية العامة"، عبر صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، لتكون نهاية للمرحلة الأصعب في حياتهن، لتلقى إعجاب الآلاف من رواد "فيس بوك".
مريم أبو زيد، الشقيقة التوأم الصغرى، لم تعتد حتى الآن على فكرة افتراقها في الجامعة عن "ملك"، التي شاركتها وتعتمد عليها في كل شئون حياتها، قائلة: "من واحنا صغيرين واحنا بنتقاسم وبنتشارك في كل حاجة سوا، وحياتنا واحدة، كنا بنذاكر سوا ونصلح لبعض ونسمع لبعض ونقسم المادة الواحدة، ونسند بعض فيها، حاسة أن غريب أوي بالنسبة لينا أن حياتنا هتختلف في الدراسة بعد كده"، وهو ما يجعلها تشعر بالضيق من الجامعة، رغم سعادتها بنتيجتها وتحقيق حلمها في دراسة الصيدلة.
تعليقات الفيسبوك