قنوات الإخوان تسطو على حفل افتتاح "أمم أفريقيا" وخبراء: على "الكاف" اتخاذ الإجراءات القانونية ضدها
حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية 2019 تعرض للسرقة من قبل القنوات الإخوانية
فى واقعة تكشف حجم التناقضات والاعتداء على الحقوق من قبل جماعة الإخوان الإرهابية، أذاعت قنوات «الشرق ومكملين ووطن» التى تبث من تركيا و التابعة لتنظيم الإخوان والتى يعمل بها كل من معتز مطر ومحمد ناصر الهاربين فى تركيا، محتوى حفل افتتاح بطولة كأس الأمم الأفريقية، فى عملية سطو وقرصنة على حقوق البث الخاصة بالتليفزيون المصرى وسرقة المواد الخاصة بالفضائيات المصرية.
"الكنيسى": سرقة وتخالف المواثيق والمعايير الإعلامية والإنسانية
وقال عضو الهيئة الوطنية للإعلام حمدى الكنيسى، فى اتصال هاتفى مع «الوطن»، إن هذا الأمر ليس جديداً على القنوات التى تبثها جماعة الإخوان الإرهابية من قطر وتركيا وبعض مواقع التواصل الاجتماعى، مضيفاً أن هذه القنوات لا تعترف بأى مبادئ أو أى قيم ولا تلتزم بالمواثيق والمعايير الدولية والإنسانية.
وتابع «الكنيسى»: «هذه الواقعة تظهر وتؤكد بجلاء خلفيات وحقائق وطبيعة هذه القنوات التى تجعلها أبعد ما تكون عن العمل الإعلامى الحقيقى، لأنها ترتكب جرائم على المستوى الدولى تتعلق بانتهاك حقوق الملكية الفكرية».
وأضاف: «فى رأيى الشخصى أن ما تمت سرقته مثل حفل افتتاح بطولة كأس الأمم الأفريقية، يتطلب تدخلاً عاجلاً من الاتحاد الأفريقى لكرة القدم (CAF)، كطرف مباشر فى هذه القضية، وإن لم يفعل ذلك الاتحاد الأفريقى فسيكون فى مرمى الاتهام بأن لديه علاقة مريبة مع قطر كما ظهر ذلك من قبل»، مشيراً إلى أن مصر يجب أن تتجه إلى ساحة القضاء الدولى، لأن ما قامت به القناة الإخوانية يعتبر جناية، وفى هذه الحالة يكون الهدف الأول كشف وتعرية حقيقة هذه القنوات، وإلزامها لاحقاً بما تقضى به العقوبات.
وبسؤاله عما إذا كانت القناة الإخوانية قد نقلت عن «بى إن سبورتس» القطرية، قال «الكنيسى»: «لو كان هناك أى اتفاق مع الشركة المحتكرة كان يجب أن يعلن ذلك فوراً، نحن على سبيل المثال التزمنا بذلك ولكن نحن أمام واقعة خارج إطار الاحتكار وهو الجانب الأرضى»، وتابع: «كنا واضحين تماماً من البداية وأعلنا قبل البطولة بفترة عن البث الأرضى من خلال قناة مخصصة لذلك».
كانت قناة «الشرق» الإخوانية قد قامت بعرض المسلسل المصرى «كفر دلهاب» من قبل وزعمت أن لديها حقوق إذاعة المسلسل، وبعد افتضاح أمرها أوقفت بث المسلسل على الفور.
من جانبه، قال الخبير الإعلامى الدكتور ياسر عبدالعزيز إن احترام الحق فى الملكية الفكرية ضمانة أساسية وشرط جوهرى فى العمل الإعلامى، وقيام إحدى القنوات بانتهاك هذا الحق يعد مخالفة مهنية من جانب، وجريمة تستوجب العقاب من جانب آخر، لأن القوانين والعهود تنص على حماية حقوق الملكية، ومثل هذه القنوات تقوم بهذه الممارسات ضمن جملة كبيرة من الأخطاء والتجاوزات التى ترتكبها».
"عكاشة": نمط شاذ على مستوى العالم
«هذا أمر ليس غريباً ولا جديداً على قنوات الإخوان التى تشكل حالة شاذة»، بهذه الجملة علق الخبير الأمنى الدكتور خالد عكاشة، مدير المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، على واقعة قناة «الشرق»، وقال إن هذا هو منهج جماعة الإخوان الإرهابية، لأنها تتجاوز كل الأعراف والقوانين التى تعود بالإعلام إلى صورة قميئة لا علاقة لها بالعرف الإعلامى، لا فى شكل الحديث ولا فى احترام حقوق البث ولا الملكية الفكرية، مضيفاً: «قنوات تقوم على استقطاع واجتزاء أحاديث المسئولين المصريين وحتى المواطنين، وسطت على حفل افتتاح بطولة الأمم الأفريقية، وهذا أمر غير موجود فى أى مكان بالعالم، فهذه ليست معارضة وإنما نمط شاذ على مستوى العالم لا يوجد إلا فى قنوات الإخوان الموجودة فى تركيا وقناة الجزيرة القطرية».
وتابع: «هذا الشكل من الإعلام لا يوجد إلا عند الإخوان فقط، وهو أمر مثير للانتباه ويجب سرعة الالتفات له وفضحه وكشفه».
وأوضح أحمد طه، رئيس الإدارة المركزية للشئون القانونية بالهيئة الوطنية للإعلام، أن مصر حصلت على حقوق البث الأرضى فقط على قناة «تايم سبورت»، أما البث الفضائى الخاص بافتتاح ومباريات كأس الأمم الأفريقية فمملوك للاتحاد الأفريقى لكرة القدم، وهو المسئول عن بيع حقوق العرض، وهو الوحيد الذى يملك اتخاذ إجراءات قانونية ضد انتهاكات القنوات التى تقوم بسرقة البث.
وأضافت الدكتورة ليلى عبدالمجيد، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة سابقاً، إن هناك عدداً من القوانين تحمى الملكية الفكرية، فقناة «bein سبورت» القطرية هى التى تمتلك البث الحصرى الفضائى للمباريات الخاصة بالأمم الأفريقية، وبالطبع قطر تساهم فى دعم هذه القنوات وتساعدها فى الاعتداء على هذه الحقوق، وقالت: «يجب عدم التساهل فى هذه المسألة ويجب مخاطبة الكاف لاتخاذ الإجراءات القانونية لأن الأمر لا يقتصر على البث الرياضى فقط، بل هناك حالة واضحة من الاعتداء على إنتاجنا السينمائى والفنى بنفس الطريقة دون مراعاة حقوق الملكية الفكرية».