إصدار 5 آلاف رخصة وتصريح عمل للعاملين بالوظائف الحرجة في السكة الحديد
سائقون: علاج بسيط لمرض مزمن اسمه حوادث القطارات
أحد قطارات السكة الحديد - صورة أرشيفية
نظام جديد تعمل هيئة السكة الحديد على تطبيقه تدريجيا، حتى التنفيذ الكامل في عام 2020، ألا وهو إصدار رخصة قيادة للقطارات، وتصاريح العمل، لجميع العاملين بالوظائف الحرجة وطوائف التشغيل، وذلك لمواجهة حوادث القطارات والحد من مخاطرها.
وطبقا للنظام الجديد، يخضع جميع العاملين، للكشف الطبي والنفسي وفقا لجداول موضوعة، وهم عمال "البلوكات، المناورات، المزلقانات، الكمسارية، قائدو القطارات، مساعدو قائدي القطارات، التحويلات"، لاستخراج رخصة مزاولة المهنة وتصاريح العمل.
وأوضحت الهيئة أنها انتهت من إصدار 5 آلاف رخصة وتصاريح للعاملين حتى الآن منهم ألفي رخصة لقيادة القطارات للسائقين، ومثلها تصريح عمل لعمال "المزلقانات، البلوكات، المناورات، الكمسارية، التحويلات"، والف رخصة لمساعدي سائقي القطارات.
قائدي القطارات: المنظومة متهالكة.. والجرارات والعربات تعمل منذ 40 عاما
قال محمد حسين، 53 سنة، قائد قطار، يعمل في الهيئة منذ 36 عاما، إن فكرة الهيئة في إصدار رخصة لقيادة القطارات جيدة ولكنها لن تقضي على حوادث وكوارث القطارات، مشيرا إلى أن الأسباب الحقيقية وراء حوادث القطارات هي أن معظم الجرارات وعربات القطارات وصلت لحالة متردية للغاية، كما أننا نواجه مشاكل عدة خلال الرحلات في المسافات الطويلة.
وأوضح أن الهيئة تعلم جيدا أن هناك بعض الجرارات وعربات القطارات تعمل منذ 40 عاما، وكذلك كهربة الإشارات والسيمافورات أصبحت متهالكة، لأنها لم تشهد أي تحديث منذ 50 عاما.
وأشار "حسين" خلال تصريحاته لـ"الوطن"، إلى أن هناك نقصا حادا في قطع الغيار داخل ورش السكك الحديدية، كما أن معظم آلات الجر المتواجدة بالجرارات لا تعمل، ومعطلة، وأن قضبان السكك الحديدية أصبحت متدهورة، قائلاً: "احنا مجبرين نشتغل باللي موجود علشان الدنيا ماتوقفش.. لأن لو السكة الحديد وقفت، هيحصل شلل تام بمختلف محافظات الجمهورية".
ونوه إلى أن تصاريح العمل ورخصة القيادة، علاج بسيط لمرض مزمن اسمه حوادث القطارات.
أما محمود الجمال، 55 سنة، قائد قطار منذ 30 عاما، فيقول إن تطبيق رخصة قيادة القطارات مطلع 2020 لن يحد من مخاطر حوادث القطارات، مشيرا إلى أنه لا بد من إنجاز مشروعات تطوير الجرارات وعربات القطارات وتحديث البنية التحتية للحد من مخاطر الحوادث.
وأكد في تصريحاته لـ"الوطن"، أن "الرخصة" قد تعمل على الحد من الحوادث بشكل ضئيل للغاية، مطالبا رئيس هيئة السكة الحديد بسرعة تنفيذ مشروعات تحديث البنية التحتية، من نظم كهربة الإشارات والإتصالات ووحدة التحكم المركزي، ورفع كفاءة وتحسين المحطات، وتغيير أسطول عربات القطارات القديمة المتهالكة بأخرى حديثة، وتغيير القضبان، وتوفير جميع قطع الغيار داخل الورش، والاستعانة بفنيين على مستوى عالٍ لإجراء الصيانات العاجلة والسريعة لجميع القطارات والجرارات، فكل ذلك سيسهل من مهمة قائد القطار في إنجاز الرحلة، وأيضاً ضمان أمن وسلامة الركاب.
رئيس "السكة الحديد": إصدار تصاريح العمل والرخصة يحد من حوادث القطارات
ومن جهته، أكد المهندس أشرف رسلان، رئيس هيئة السكة الحديد، أن إصدار تصاريح العمل والرخصة للعاملين بطوائف التشغيل والوظائف الحرجة، سيعمل على الحد من حوادث القطارات، حيث يتم تطبيقه بشكل تدريجي، ليكون بشكل كامل مطلع 2020.
وأشار "رسلان" في تصريحات لـ"الوطن"، إلى أن الهيئة تحاول بشتى الطرق تقليل حوادث القطارات، للحفاظ على أرواح وسلامة المواطنين المسافرين على جميع الخطوط بالوجهين القبلي والبحري.
وأوضح أن مدة سريان الرخصة ستكون عامين، وأنها ستحدد خط السكة الحديد الذي سيعمل عليه العامل، مضيفا: "مثل خط السير بالنسبة لسيارات الأجرة".
وأكد أنه يمكن سحب الرخصة في حالة مخالفة العامل لتعليمات أو اشتراطات التشغيل، كما الحال بالنسبة لرخص السيارات، وسيتم إصدارها عقب خضوع جميع العاملين للكشف الطبي والنفسي، كما أن تجديدها يستلزم الخضوع مجددا لنفس الاختبارات، بحيث لا يستطيع العامل العمل دون استصدار هذه الرخصة.
ونوه "رسلان"، إلى أن الهدف من إصدار التراخيص والتصاريح للعاملين بجميع طوائف التشغيل والوظائف الحرجة، هو عودة الانضباط والسلامة، والحد من مخاطر القطارات، وتقليل الحوادث، حفاظًا على أرواح وسلامة المواطنين والعاملين معًا، مؤكدا أن الهيئة تعمل على قدم وساق لتطوير المنظومة، حفاظا على أرواح وسلامة المواطنين والعاملين، حيث سيحملها جميع العاملين مع نهاية 2020.
حسن مهدي: النظام الجديد يعمل به في الدول المتقدمة
وقال الدكتور حسن مهدي، خبير النقل، إن عزم هيئة السكة الحديد على تطبيق نظام رخصة قيادة القطارات وتصاريح العمل للعاملين بطوائف التشغيل بالشكل الكامل مطلع العام المقبل، شيء جيد للغاية، خاصة وأن هذا النظام حديث، ويعمل به في جميع الدول المتقدمة للحد من مخاطر القطارات، والحفاظ على أرواح وسلامة المواطنين والعاملين معا.
وأكد أن نظام الرخصة لم ولن يقضي على الحوادث، ولكن سيعمل على تقليلها، موضحا أن تدهور حال منظومة السكة الحديد خلال السنوات الماضية أدى إلى حدوث كوارث للقطارات، ووفاة المئات من المواطنين.
وأشار "مهدي" في تصريحات لـ"الوطن"، إلى أنه في حال نجاح الهيئة في تنفيذ مشروعات تحديث البنية الأساسية وتطوير الجرارات وعربات القطارات وتوفير قطع الغيار اللازمة وتطبيق الرخصة بالشكل الأمثل ومحاسبة جميع المخالفين، ستقل حوادث القطارات إلى 40%، موضحا أن الهيئة تحتاج إلى مجهودات جبارة لتصبح السكك الحديد آمنة لجميع المسافرين على جميع خطوط الوجهين القبلي والبحري.