فرحة كبيرة لا تقتصر على العائد من الأراضى السعودية بعد قضاء فريضة الحج، وإنما يشعر بها أقاربه، جيرانه وأصحابه، يسعدون له بشكل كبير، ويحضرون لاستقباله فى يوم يندر تكراره، لكن اختلفت طقوس استقبال الحجاج والاحتفال بهم بمرور السنوات، بداية من مراسم استقباله قديماً بالزغاريد وبكتابات ومباركات أشبه بالجرافيتى على أبواب البيت مع رسمة طائرة أو كعبة، والتى اختلفت بمرور الوقت وتحولت إلى أشكال مختلفة كالطباعة على البانر أو الاكتفاء بتقديم المباركات على مواقع التواصل الاجتماعى.
يتذكر مصطفى محمود وقت أن كان يستقبل الأهالى الحاج بفرحة شديدة فى منطقته بالدرب الأحمر، منذ عشرات السنوات وكأن عودته يوم عيد.. أيام لا ينساها الرجل الستينى، خاصة إذا كان الاستقبال خاصاً بأحد جيرانه أو أصحابه: «نرسم على الحيطة، ونكتب حج مبرور، واسم العائد من الحج، مع صورة طيارة وكعبة».
"مصطفى": الناس زمان كانت بتزف الحاج لحد بيته
العائد من الحج كان يُعتبر نجم المنطقة، وله شأن آخر: «ده الناس كانت تستقبله بالزفة لحد بيته اللى عليه الرسومات بتاعة الاستقبال». منازل عدة بالمناطق الشعبية ما زالت محتفظة بالرسومات الخاصة باستقبال الحجاج وقت رجوعهم.. فى شبرا مصر، تتذكر صفاء حسن يوم عودة والدها ووالدتها جيداً فى التسعينات، استقبلهم الأهالى بدموع الفرح والزغاريد، مع رسم صورة للطائرة والكعبة، وفى صفط اللبن أيضاً، لا ينسى أشرف سيد يوم رجوع أحد جيرانه بعد أداء فريضة الحج: «كنا لازم نرسم على الحيطة، ونكتب حج مبرور وشكل طيارة، ده كان واجب، لكن قليل اللى يعمل كده دلوقت».
من رسومات وكتابات على الحائط، اختلفت الأمور كثيراً، وأصبح البعض يطبع البانرات والصور ذات الحجم الكبير مطبوعاً عليها صور الحاج، مع كتابة كلمات من قبيل: «حج مبرور»، ومرتبطة بخلفية الكعبة، يقول وليد مازن، مصمم جرافيك ويعمل فى إحدى شركات الدعاية والإعلان، إنه يقوم بتصميم عدد كبير من الصور على نفس الشكل: «طبعاً دلوقت الأمر اختلف، كله بيعمل صورة بانر أو صورة كبيرة مقاس 30 فى 40 سم مثلاً».
تعليقات الفيسبوك