اعتاد التوكؤ على عصاه لإصابته بجلطة أبطأت حركته، لكنها لم تمنعه من أداء صلاة الفجر فى مسجد «عبدالكريم»، بمنطقة شرق السكة بالأقصر، فوضعت له الأقدار سائق تاكسى كان ماراً بالصدفة أمام المسجد، فتوقف ليعرض عليه توصيله إلى منزله، ومن هنا نشأت علاقة صداقة فريدة من نوعها.
"عايش": ينتظرنى قبل صلاة الفجر يومياً
«عايش عبداللطيف» أُحيل إلى المعاش بعد أن قضى عمره فى التربية والتعليم، ولم تمنعه إصابته بجلطة من صلاة الفجر بانتظام فى المسجد، يقول لـ«الوطن»: «فى نهاية شهر رمضان، وكعادة بعض الأصدقاء الذين يساعدوننى للخروج من باب المسجد بعد صلاة الفجر، توقف سائق تاكسى وعرض بإلحاح مساعدتى، وتوصيلى إلى المنزل، وحين عرضت عليه مبلغاً بسيطاً (حق التوصيلة)، رفض غاضباً، وقال: دى حاجة باعملها لله ومش منتظر مقابل، وأصر على انتظارى يومياً على مدار أكثر من شهر ونصف، لتوصيلى إلى المسجد، وتوطدت بيننا العلاقة، منذ أيام قليلة غاب لبضعة أيام، وهو ما دفعنى للسؤال عنه، لأعرف بالصدفة البحتة أنه مسيحى».
«سمير عياد»، سائق التاكسى، اعتاد على الاستيقاظ قبل الفجر سعياً وراء رزقه، وعن تطوعه بتوصيل «عايش»، يقول: «ده واجب على أى شخص، ولازم الناس تمد إيديها للى محتاج مساعدة»، مشيراً إلى أن الأقصر من أكثر المحافظات تعايشاً بين المسلمين والمسيحيين.
تعليقات الفيسبوك