"الوطن" تجرى مواجهة حول معركة انتخاب نقيب الأطباء
إبراهيم الزيات وجمال شعبان
قال الدكتور جمال شعبان، عميد معهد القلب السابق، المرشح على منصب نقيب الأطباء، فى الانتخابات المزمع إجراؤها فى أكتوبر المقبل، إن عدداً من الشباب طالبوه بالترشح وألحوا عليه لخوض تجربة العمل النقابى، خاصة أنهم يعانون من مشكلات كثيرة على المستوى المهنى، وأن المجلس الحالى لم يقدم ما يطمحون إليه. وأكد «شعبان»، فى حوار لـ«الوطن»، أنه سيعمل أيضاً على إبعاد النقابة عن العمل السياسى، وإعادتها إلى أهدافها الأساسية.. وإلى نص الحوار.
عميد معهد القلب السابق: النقابة غارقة فى العمل السياسى منذ 2011.. ولا بد من إعادتها للمهنة
لماذا ترشحت على منصب نقيب الأطباء؟
- ترشحت مدفوعاً بطموحات ومطالب الشباب، الذى يعانى من مشكلات كثيرة، منها عدم وجود مظلة تأمينية تحميه، وعدم وجود شهادات تدريبية موحدة، والفشل فى تحسين بيئة وظروف العمل، كما أننى أرغب فى إبعاد النقابة عن العمل السياسى، فلا بد من عودتها للعمل المهنى مرة أخرى، خاصة أن السياسة أضرت بها وبحق الأطباء فى تحقيق طموحاتهم ومطالبهم.
هل تقصد أن المجلس الحالى أقحم النقابة فى أمور سياسية؟
- ليس المجلس الحالى فقط، فالنقابة منذ عام 2011 وحتى الآن، غارقة فى السياسة، وأؤكد أن الأحزاب هى القنوات الرسمية لمزاولة السياسة لا النقابات، ومن يريد ممارسة السياسة فعليه أن يلتحق بحزب أو يترشح للبرلمان، لكن الطبيب فى النقابة لا بد أن تكون مهمته خدمة غيره من الأطباء والعمل الطبى وألا تكون له أجندات سياسية خاصة.
ما تقييمك لجهود المجلس الحالى لخدمة النقابة؟
- عايزهم يقولوا لى عملوا إيه لصالح الأطباء؟ جهودهم مشكورة لكنها لا ترقى إلى طموحات أعضاء النقابة، المجلس الحالى عندما جاء إلى النقابة كان يرفع شعار «أطباء بلا حقوق»، وشباب النقابة كانوا ينتظرون الكثير ولديهم تطلعات ومطالب يمكن تحقيقها، لكنه المجلس لم يحقق ما جاء من أجله، وهو ما جعل عدداً كبيراً من الشباب يطالبنى بالترشح ويلح علىَّ، لأننى دائماً ما أعلن أن مبدئى هو أن «أحتوى الصغير حتى يكبر لأن الصغير دائماً لديه الكثير من المشكلات مع القليل من الخبرة ويريد من يحتويه ويوجهه».
وماذا ستقدم للأطباء حال فوزك؟
- سأوفر كل الخدمات الحكومية داخل النقابة تسهيلاً على الأطباء، ومن بينها الخدمات البريدية والأحوال المدنية، وغيرها، وسأسعى لتنفيذ الحكم القضائى بزيادة بدل العدوى وسأغير طريقة عرض المطالب الخاصة بالأطباء، فلا يجوز رفع شعار المواجهة دائماً، مثلما فعل المجلس الحالى، فالحوار والتفاوض مطلوبان مع المواجهة.
وأيضاً هدفى سمو مهنة الطب، بعدما أصبح الأطباء يخشون السير بالبالطو الأبيض خوفاً من الاعتداء عليهم، وأؤكد مرة ثانية أنه لا بد من خلق مساحة تعاون مع مؤسسات الدولة، وأرى أن قنوات الحوار مغلقة تماماً الآن، والمجلس الحالى لم ينجح فى فتحها، وأزعم أننى أستطيع إذابة الجليد، وخلق مساحات الحوار بين الأطباء وبعضهم وبينهم وبين مؤسسات الدولة والشعب.
كيف ستعيد فتح قنوات الحوار كما تقول؟
- هناك صورة سلبية صدرتها بعض المنابر الإعلامية والدرامية عن الطبيب المصرى، أساءت إليه، وتم ترسيخها فى وجدان الشعب، مفادها أن الطبيب جزار وسفاح، ما خلق حالة من الاستعداء ضد الطبيب، وأنا سأسعى لأن تكون هناك آلية لتعديل الخطاب الإعلامى، لتحسين العلاقة بين الطبيب والشعب، فهذه الخطوة الأولى لتأمين الطبيب، منع الاعتداء عليه من قِبل أهالى المريض، قبل أى تشريع لا بد من إعادة هيبة الطبيب، فالقوانين بمفردها لن تحل تلك الأزمة.
جمال شعبان: ضعف الرواتب والتكليف وشهادة الدراسات العليا وراء هجرة الأطباء
هناك أعداد كثيرة من الأطباء تسعى للهجرة إلى الخارج، فكيف ستتعامل معهم؟
- لا بد أن يتم تعديل نظام التكليف، حتى يراعى المناطق الجغرافية والرغبات، على أن تكون منصفة للطبيب، بالإضافة إلى ضرورة تعديل نظام الأطباء المقيمين، مع توفير مميزات للتخصصات النادرة، وتحسين الوضع المادى للأطباء برفع الرواتب الهزيلة، التى لا تتماشى مع طبيعة المهنة، فالأطباء يريدون الحق والعدالة، ولا بد ألا يساوى الطبيب بخريج البكالوريوس الأربع سنوات فقط، فمن المهم أن تحسب له الأقدمية أكبر من خريج الأربع سنوات، وألا تقل البدلات عن بدلات القضاء، كما أن نظام التسجيل للدراسات العليا عقيم وطارد للأطباء.
نقيب أطباء الدقهلية: مشروع الكادر وتعديل قوانين النقابة على رأس برنامجى الانتخابى
قال الدكتور إبراهيم الزيات، نقيب أطباء الدقهلية المرشح على منصب نقيب الأطباء، إنه قرر الترشح، لنقل تجربته فى النقابة الفرعية إلى العامة، مؤكداً أنه نجح فى تطوير النظام الإدارى والتقنى بنقابته، وأضاف خلال حواره لـ«الوطن»، أن مشروع الكادر وتعديل قانون المهنة على رأس أولوياته، وأنه يسعى للتواصل مع الجهات التنفيذية لتحقيق مطالب الأطباء، وإجراء تعديلات تشريعية لعدد من القوانين التى تخص أعضاء النقابة.
لماذا قررت الترشح على منصب النقيب؟
- مبدئياً أنا لست جديداً على العمل النقابى، فأنا نقيب لأطباء الدقهلية، ونجحت فى تنفيذ برنامجى الانتخابى كاملاً فى السنة الأولى من دورتى الانتخابية، وهو ما دفعنى للترشح ونقل التجربة إلى النقابة العامة حتى يستفيد بها الأطباء فى جميع المحافظات، وأؤكد أن جميع المرشحين لديهم برامج انتخابية طموحة ومعبرة عن مشاكل الأطباء، إلا أن آلية التنفيذ هى الأهم وهو ما أسعى إليه خلال الفترة المقبلة حال فوزى بالمنصب.
وما تفاصيل تجربتك فى نقابة الدقهلية التى تود نقلها إلى النقابة العامة؟
- قدمت برنامجاً فى التعليم الطبى المستمر، استفاد منه عدد كبير من الأطباء، علاوة على تطوير النادى الخاص بالأطباء وقدمنا خدمات اجتماعية وأنشطة ثقافية ولقاءات شهرية وأدبية، كما أننا سعينا إلى تطوير الجانب القانونى فى النقابة، وأصبح لدينا مكتب قانونى يضم 28 محامياً منتشرين على مستوى المحافظة، خاصة أن عدد الأطباء فى المحافظة يصل إلى 20 ألف طبيب، كما أن لدينا مشكلتين كبيرتين، هما الاعتداء على الأطباء، والإهمال الطبى الذى يواجهه أعضاء النقابة أثناء تأدية عملهم، وسعينا للسيطرة على هذه المشكلات حتى صدور قانون المسئولية الطبية، ومن حسن حظى أن علاقاتى بالتنفيذيين فى المحافظة قوية، فاتفقنا مع المحامى العام الأول ألا يتم حبس الأطباء احتياطياً إلا بعد تقرير ثلاثى من لجنة متخصصة، فالتعاون بين التنفيذيين والنقابة ساعدنا كثيراً فى تحقيق الأهداف، وهو ما أسعى لنقله إلى النقابة العامة.
إبراهيم الزيات: المجلس الحالى واجه مواقف صعبة وله نجاحات وإخفاقات
هل لديك أهداف أخرى ضمن برنامجك؟
- نعم، سأسعى إلى التطوير الإدارى فى النقابة وحل المشكلات المالية والإدارية، خاصة أننى اجتزت تلك المرحلة فى الدقهلية، فعندما توليت مهام نقيب الدقهلية وجدت النظام الإدارى عقيماً، ونظمت برنامجاً لمهارات التواصل بين الموظفين، وبرنامجاً إدارياً لتحسين أدائهم، ولائحة ثواب وعقاب، بالإضافة إلى تطوير تقنى خاص بتراخيص العيادات إلكترونياً، فالخبرات التى اكتسبناها من خلال تجربة الدقهلية سننقلها إلى العامة.
ما الفرق بين البرنامج الانتخابى فى النقابة العامة عن الفرعية؟
- النقابة العامة تحتاج إلى جهود أوسع ودبلوماسية فى التعامل مع التنفيذيين وجميع مؤسسات الدولة حتى نستطيع تحقيق مطالب الأطباء، فلابد أن يكون هناك تداخلات مع البرلمان ووزارة الصحة، فهناك العديد من التشريعات المهمة التى تخص النقابة لا تزال داخل أروقة مجلس النواب، وتحتاج إلى أن تخرج للنور وبعضها يحتاج إلى تعديل.
ماذا عن تعديل أجور الأطباء؟
- سأسعى لتطبيق كادر الأطباء، فهناك أيضاً مشروع قانون خاص بذلك وهو مهم جداً، لحل مشكلة نقص الأطباء التى نعانى منها، خاصة أنها لن تحل بزيادة أعداد الخريجين، فهذا القانون أشمل من بدل العدوى فقط، خاصة أننا خسرنا القضية وقال القاضى فى حكمه إنه يستلزم تشريعاً قانونياً عن طريق مجلس النواب.
وماذا عن التعليم الطبى المستمر؟
- الضمان الحقيقى لمهنية وشطارة الأطباء، هو استمرار التعليم الطبى، فنحن نختلف عن باقى المهن ومن حق كل طبيب أن يتعلم ويطور نفسه، فلا يجوز أن يحصل طبيب القاهرة على تدريب وفى المحافظات لا يجدون تلك الفرص، فأريد تعميمها على جميع المحافظات.
وما تقييمك لأداء مجلس النقابة الحالى؟
- المجلس الحالى، واجه مواقف صعبة وحاول تقديم حلول، وكانت له نجاحاته وإخفاقاته، والجو العام كان صعباً، إلا أننى سأسعى إلى الوصول إلى الجهات التنفيذية بشكل أقوى، لاسيما أن النقابة العامة لا بد أن تكون ممثلة فى كل القرارات.