حذرت الدكتورة منى يسري، الطبيبة النفسية والمستشارة العائلية، من فيلم "الفيل الأزرق 2" الذي يُعرض حالياً بدور العرض، قائلة إن هذا الفيلم له خطورة شديدة على الأطفال دون سن الـ18، مضيفة: "ممكن يتسبب في مشكلات قلق وتوتر لمن فوق 18 سنة، أيضاً وأعتقد أنه سيزيد من زيارات الأطباء النفسيين في خلال الفترة المقبلة".
وأوضحت الطبيبة النفسية في منشور عبر صفحتها الشخصية على "فيس بوك": "ليه نحاول نقنع الناس إن في قوة خفية ممكن تتحكم فيهم، ومش فاهمة ليه اتجاه السينما للهدم بدل من البناء؟ ما نعمل أفلام تحفيزية للشباب تشجعهم على إصلاح العالم أو أفلام مضحكة ترفه عن النفسية، أرجو تنبيه جميع الأهالي والشباب الحساسين".
وأثار هذا المنشور ضجة حول الطبيبة النفسية حيث اعتبره البعض مبالغة في وصف الفيلم بالمرعب، حيث علقت إسراء أحمد بسخرية: "دكتورة أنا اتفرجت عليه وعادى ماجننتش، أنا كده في خطر على"، فيما كتبت منال عبدالماجد "يا سلام ده أنا عايشة في أفلام الرعب ليل ونهار، ولما أحب أتبسط بادور على فيلم رعب".
وأضافت رضوى هشام الدين: "الفيلم عادي جداً، هو انتو ليه ضد أي نجاح؟ الفيلم تحفة وناجح من أحسن الأفلام اللي اتعملت ليه الأوفر ده".
ومن جانبها، أوضحت الدكتورة منى يسرى لـ"الوطن"، أن سبب تحذيرها يرجع إلى الشكاوى التي وردت من بعض الأسر الذين اصطبحوا أبناءهم إلى الفيلم وشباب تعرضوا إلى نوبات خوف زائد، مشيرة إلى أن الفيلم يصور المرض النفسي على أنه مس من الجن وهذا يشجع على الدجل، حيث يتصور الشخص أن الشر يحدث له نتيجة قوة خفية ليس له سيطرة عليها "الفيلم يؤكد على الخرافات".
وأضافت أن الناس يختلفون عن بعضهم باختلاف الشخصيات والبيئة المحيطة بهم، فهناك شخص حساس أكثر عرضة للتأثر، موضحة أن خلق الخوف بداخلنا ليحذرنا من الخطر يؤدي إلى زيادة ضربات القلب والتنفس وشد العضلات، كما أن أفلام الرعب تسبب لدى الأطفال فى خلط الواقع بالخيال زيادة العرضة لأمرىض التوتر والمخاوف واضطرابات النوم، زيادة غير منطقية للعنف في المدرسة، انخفاض في مستوي التعاطف مع الغير وحب أذية الحيوانات.
وأوضحت خطورة أفلام الرعب على مشاهديها قائلة إنها تتسبب في نوبات الهلع والمخاوف غير المنطقية بالنسبة للشخص الحساس، أما بالنسبة للأشخاص العاديين فإنها تصيبهم بالتبلد الذي يصل إلى درجات السيكوباتية واللامبالاة بتألم الآخر وربما يصل الأمر إلى التمتع بأذى الناس الذي يُعد أعلى درجات السيكوباتية، أما بالنسبة للأطفال فيحدث لديهم خلط بأن ما يشاهدوه حقيقي، لافتة إلى أن الأثر السلبى يظهر بعد 6 أشهر أو سنة على الأقل.
وأشارت "يسري" إلى أن محبي أفلام الرعب يأتي عليهم فترات يتحول فيها الخوف إلى حقيقة قائلة "ناس بتيجي لي العيادة وتقول لي ياما دخلت أفلام رعب وكنت أحبها أووي بس فجأة بدأ الخوف ييجي في أوقات غريبة بدون سبب لدرجة بتخليني مش عايزة أخرج من البيت"، كما أن الكثير من الأسر يشكون لي دائماً من خوف أطفالهم الزائد والكوابيس التي تحاصرهم، ليكتشفوا أن سبب ذلك هو تعرضهم لمشاهدة أفلام غير مناسية لأعمارهم.
وتدور قصة فليم "الفيل الأزرق 2" الذي يُعرض حالياً بدور العرض حول زواج طبيب من صديقته ويتم استدعاؤه لقسم الحالات الخطرة فيلتقي فيه بمن يتلاعب بحياته وحياة أسرته، ليستعين بحبوب "الفيل الأزرق" في محاولة منه للسيطرة على الأمور وحل الألغاز التي تواجهه، وقد حقق الفيلم إيرادات وصلت إلى 7 ملايين و800 ألف جنيه، ويعرض حاليًا في سينمات دولة الإمارات والخليج، تزامنًا مع عرضه في مصر.
تعليقات الفيسبوك