بعد حالة الهلع والقلق التى أصيب بها سكان التجمع الخامس، نتيجة ظهور ثعابين الطريشة بالمنطقة، انطلقت عدة حملات لتوعية الأهالى بطرق الوقاية من خطرها، إما بزرع الشيح، أو إحاطة النوافذ والأبواب بالبصل والثوم، لرائحتهما الطاردة، وكذلك الدعوة لتربية القطط والكلاب، بدعوى أنها تكون سبباً فى اختفاء الثعابين.
إيمان محمود، طبيبة بيطرية فى التجمع الخامس، قررت أخذ الاحتياطات اللازمة لحماية عائلتها: «زرعنا شيح فى الجنينة، وعلقت توم وبصل على الشبابيك والأبواب، ومنعت ابنى يلعب فى الشارع»، وترجع «إيمان» أسباب ظهور «الطريشة» إلى اختفاء الكلاب من التجمع: «الكلاب كانت أسراب كبيرة، وكنا بنخاف منها، وجهاز مدينة التجمع بدل ما يطعم الكلاب، سممها وقضى عليها؛ خوفاً من السعار، وبالتالى حصل خلل فى التوازن البيئى؛ لأن الكلاب بتقتل التعابين وتطردها بعيد عن البيت، علشان كده ظهرت الطريشة»، امتلأت حياتها بالرعب حينما سمعت عن ظهور «الطريشة»: «مع ظهور أول حالة تسمّم فى كومباوند قريب منى اترعبت، خاصة حسب دراستى فى الطب البيطرى أن سم الطريشة بيقتل فى دقايق وشكلها مخيف، بتتلف حوالين نفسها وتنط على الواحد فجأة».
وترى «إيمان» أن انتشار الكلاب المطعمة فى المناطق الصحراوية كالتجمع حل للقضاء على «الطريشة»: «الكلاب المعقمة هى درع الوقاية لينا، ولازم الحى يكثف وجودها».
حُب «منى محمد»، واحدة من سكان التجمع الخامس، لتربية الكلاب، دفعها لامتلاك كلبة منذ عامين، ورغم ذلك تعيش حالة من الفزع منذ سماعها بانتشار ثعابين «الطريشة»: «جريت على العطار اشتريت شيح، لكن لتهافت سكان التجمع عليه، خلص من عند العطارين والمحلات»، ورغم فوبيا «منى» من تجمّعات الكلاب خوفاً من وجود كلاب مسعورة، فإنها لا تقبل القضاء عليها: «لما اشتكينا من الكلاب المسعورة وطلبنا من الحى اتخاذ إجراءات، كنا نقصد يطعموها، ماتتسممش ويتقضى عليها والأذى بعد كده يقع علينا نتيجة الأفعال الخطأ». وألزمت «منى» أبناءها بتنفيذ الكثير من الاحتياطات؛ تجنباً لخطر «الطريشة»: «يبصوا حواليهم ومن على بُعد قبل ما يمشوا فى أى طريق ومايمشوش زى الأول عشوائى، ويثبتوا ومايتحركوش لو شافوها»، وتأمل فى سرعة اتخاذ الدولة للإجراءات المطلوبة لحماية حياة سكان التجمع: «حياتنا مهدّدة وعايشين فى رعب، لازم المسئولين يتحركوا قبل ما يموت مننا حد».
تعليقات الفيسبوك