تأييد شعبي وبرلماني.. حكاية إغلاق مقام النبي هارون في الأردن بسبب يهود
سياح عند مقام النبي هارون في البترا ـ صورة أرشيفية
إغلاق مقام النبي هارون في إقليم البترا، القرار الذي جاء ردًا على موجة غضب من قبل الأردنيين قبل ثلاثة أيام، فقد أوضحت وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية قرارها بأنَّه "على خلفية دخول سياح بطريقة غير قانونية"، لتضح الأمور فيما بعد بدخول يهود إلى المقام وممارسة طقوس دينية به، وانتشرت فيديوهات لتلك الواقعة، حتى تعليق مجلس النواب اليوم بأنَّ تلك المنطقة سياحية وليست مكانًا لممارسة طقوس دينية.
وفي الوقت الذي قررت فيه وزارة الأوقاف الأردنية فتح تحقيق حول ما حدث ومحاسبة من سمح لهم بدخول المقام، نشرت صحيفة "الرأي" الأردنية، أمس، شهادة صباح البدول حارس مقام النبي هارون في البترا، والذي قال إنَّ مجموعة سياحية يهودية حاولوا اقتحام المقام والاعتداء عليه، وبعضهم حمل حجارة وحاول فتح قفل باب المقام بها، حتى اضطر الحارس لتفح المقام له ليدخوله لمدة لا تتعد الخمس دقائق لكل مجموعة منهم، مشيرًا إلى سبب عدم فتحه للمقام هو تبليغه شفهيًا بذلك رغم عدم وجود كتاب رسمي بذلك أو لافتة تشير إلى أنَّ ذلك المكان مغلق.
راقب حارس المقام ورفاقه المجموعات اليهودية التي دخلت إلى المقام خوفًا من قيامهم بنحت أي نقوش عبرية، لتقرر وزارة الأوقاف وقف الحارس عن العمل بعد قررار الوزير بإغلاق الموقع.
وأعلن ممثلون عن الفعاليات الشعبية والسياحية في البتران، خلال اجتماع لهم اليوم، رفضهم لكل أشكال المساس بالبترا وهويتها الأردنية، مؤكّدين متابعتهم لحادثة ممارسة مجموعات سياحية يهودية طقوس دينية بمقام النبي هارون وما رافق ذلك من تداعيات وردود فعل شعبية ورسمية، مطالبين الجهات الحكومية بإعادة النظر بزيارة المجموعات السياحية اليهودية إلى المملكة وخصوصًا القادمة منها لغايات رحلات دينية كالرحلات التي تنظم لمقام النبي هارون.
وفي جلسة مجلس النواب الأردني اليوم، أثار نواب القضية التي أثيرت في 1 أغطسطس الجاري بإغلاق المقام، وانتقد أحد النواب وهو طارق خوري إغلاق الحكومة للمسجد الذي مارس فيه مجموعة من اليهود طقوسا دينيا، في الوقت الذي أشاد فيه النائبين خليل عطية وصالح العرطومي بموقف الحكومة بإغلاقه في وجه اليهود، ليبدء رئيس المجلس المهندس عاطف الطروانة اعتراضه على الخروج عن موضوع الجلسة، وعلق بقوله إنَّ "مجلس النواب موقفع واضح بخصوص المواقع الأثرية فهي أثرية، وليست مناطق للعبادة".
وربط البعض بين هذا لموقف والفيلم الأمريكي الأردني "جابر" الذي أثار لغطًا، وأشارت قناة "روسيا اليوم" إلى أنَّ فيلم أمريكي أردني تجرى الاستعدادات لتصويره في الأردن أثار استياءً واسعًا على جميع المستويات بعدما كشف فنانون أردنيون انسحبوا من العمل؛ عن أنَّ مضمونه يوحي بأحقية اليهود في المواقع التاريخية في الأردن.
مقام النبي هارون يوجد أعلى جبل النبي هارون في بناء مستطيل الشكل تعلوه قبة وعلى مدخله نقش يرجع إلى عهد السلطان الناصر محمد، وفي داخل المقام قبر مستطيل الشكل يرتفع مترًا عن سطح الأرض، واستعمل في البناء قطع رخامية منقولة من مواقع أخرى على بعضها نقوش قديمة وفيه لوحة تحمل نقشًا باللغة العربية شبيه بالنقوش المثبتة على مدخل البناء "بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله محمد رسول الله"، حسب توثيق صحيفة "الدستور" الأردنية.
ويُعتقد أنَّ باني المقام هو الناصر محمد بن قلاوون الذي كان ملكًا على الكرك سنة 1293، ويعتبر أول من شق طريق النقب العقبة، ويرى بعض علماء الآثار أنَّ القبر في المقام هو تذكاري، وأنَّ المدفن الحقيقي يقع في الغار الذي ينزل إليه درج في الزاوية الشمالية الغربية ويصل إلى ممر لا يزيد عرضه على متر واحد ثم إلى بوابة ويشاهد الزائر تجويفًا كرويًا في الصخر يُعتقد أنَّه قبر النبي هارون "علية السلام".