على خطى الجماعة بمصر.. إخوان تونس بانتخابات الرئاسة: "معنديش مرشح وهو عنده جوه"
دعم خارجي أو خلافات أو مصلحة.. ترجيحات الخرباوي لتراجع الجماعة
راشد الغنوشي رئيس حزب النهضة مع عبدالفتاح مورو مرشح الحزب ـ صورة أرشيفية
الفعل ينافي القول، أمر ليس غريب على جماعة الإخوان في إدارة شؤونها السياسية وخاصة فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية، فما فعلته في مصر قبل 7 سنوات تكرره نفسه في تونس هذه الأيام، ليكون إعلان عدم خوض الانتخابات ثم الدفع بمرشح في اليوم التالي منهجهم الدائم.
عبد الفتاح مورو، الذي يرأس البرلمان التونسي منذ تنصيب رئيس السابق محمد الناصر رئيسًا مؤقتًا للبلاد، هو المرشح الذي دفعت به حركة "النهضة" الإخوانية في تونس لخوض الانتخابات الرئاسية المقرر إقامتها في 15 سبتمبر المقبل، وذلك بعد أن أكّدت الحركة على عدم الدفع بمرشحين من ينتمون إليها لتخرج مساء أمس بمصادقة مجلس شورى حركة النهضة الإخوانية في تونس، بالإجماع على تزكية عبدالفتاح مورو، مرشحا للحركة في الانتخابات الرئاسية، لتذكر إذاعة موزاييك التونسية أن حركة النهضة تراجعت عن موقفها من عدم تقديم مرشح من داخلها في الانتخابات الرئاسية.
دعم خارجي أو خلافات أو مصلحة.. ترجيحات الخرباوي لتراجع الجماعة
دعم اللحظات الأخيرة، الأمر الذي يرجّحه المفكر والقيادي الإخواني السابق، ثروت الخرباوي، للتراجع عن قرار عدم الترشح، مثلما حدث في الانتخابات الرئاسية المصرية، فعلى مدار عامي 2011 و2012 أعلن الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية، أنَّ الجماعة لن ترشح أحدًا من أعضائها فى انتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة، وحينما انعقدت الانتخابات في 2012 زجت بأحد أعضائها وهو محمد مرسي، الذي تولى رئاسة الجمهورية.
وأرجع الخرباوي هذا التراجع في المرتين إلى تلقي دعم خارجي، وأشار إلى تلقي الجماعة دعما خارجيًا من الولايات المتحدة الأمريكية عام 2012 كان نتيجته دفعهم بـ"مرسي" للانتخابات وتراجعهم عما أعلنوا عنه، وهو الأمر ذاته الذي يرجح حدوثه الآن في تونس فربما يكون الدعم الخارجي في اللحظة الأخيرة وراء ذلك، خاصة بعد إعلان ترشح وزيرالدفاع التونسي عبدالكريم الزبيدي.
وكذلك التضارب داخل الكيان أو إعلاء مصلحة يرونها ربما يكون وراء ذلك التراجع، ويتعللون بأنهم لمي دفعوا بمرشح تابع للجماعة ولكنه ممثل عن الحزب فقط، فيعتمدون على التلاعب بالعبارات والكلمات، حسب الخرباوي.
واختيار مورو، حسب الخرباوي، ليس عشوائيًا، إذ أنَّه يقول طوال الوقت إنه إسلامي وسطي ولا ينتمي لجماعة الإخوان ليكون له حرية التملص من أي شيء، وهم سيتعللون مثلما حدث سابقًا في مصر أنهم يؤيدون ترشحه ولكنه ليس من أبناء الحزب، كما أن مورو يجيد الكلام والحوار وله خطاب إسلامي يبدو في ظاهره الاعتدال، إلا أنه يستخدم الطاقية كثيرا في خطاباته، وربما تكون قدرته على التلون أهلّته ليكون مرشح لهم، فيضمن لهم توازن بين قوى سياسية أخرى أو أجهزة المخابرات الغربية.