بين المحاكاة والأشغال اليدوية.. دور الحضانة تحتفل بعيد الأضحى
"حج الحضانة".. تعليم وترفيه: من المحاكة للأشغال اليدوية
"حج الحضانة".. تعليم وترفيه: من المحاكة للأشغال اليدوية
يسارع المسلمون كل عام إلى السعي لأداء فريضة الحج، وسط فرحة عارمة تصيب سعداء الحظ ممن يتمكنون من الحصول على تأشيرة الحج، وتزامنا مع ذلك يتساءل الأطفال عن سبب الفرحة العارمة والحماس الجارف المصاحب لأولئك الذين يسافرون لأداء فريضة الحج.
محاكاة للحج
تساءلات الأطفال وتعريفهم بركن أساسي من أركان الدين الإسلامي، كان دافع بعض الحضانات لعمل محاكاة لرحلة الحج، لتعلم أبنائها مناسك الحج وتخلق بدواخلهم شوقا لأداء الفريضة، فتقول غادة أحمد، مالكة حضانة بمنطقة العبور، إنها أرادت محاكاة موسم الحج هذا العام، بشكل مبدع ومتطور، حيث أعلنت قبل أيام من خلال صفحة الحضانة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، عن تنظيمها لحفل عيد الأضحى المبارك، والذي أعلنت أيضا أن فقراته ستتضمن أداء مناسك الحج، ومحاكاة ذبح خروف العيد، وحضور مسرح عرائس الأراجوز، إضافة إلى الرسم على الوجه، والمسابقات الترفيهية والهدايا الرمزية للأطفال.
ارتداء ملابس الحج واصطحاب تذكرة الطيران وجواز السفر، أولى خطوات محاكاة الحج، التي اختارتها "أحمد"، لتبدأ بها الحفل، حيث نفذت مطارا صغيرا بحديقة الحضانة، وأوقفت فيه أحد الأطفال، ليلعب دور الموظف المسؤول عن فحص جوازات سفر الحجاج والسماح لهم بالمرور، وبعدها تبدأ مرحلة الطواف حول الكعبة، حيث يردد الأطفال "لبيك اللهم لبيك"، ثم يرمون الجمرات.
تقول "أحمد" لـ"الوطن"، إنها حاكت عملية ذبح الأضحية بعد الطواف، حيث جعلت أحد الأطفال يمارس دور الجزار، ويذبح خروف من الورق المقوى، أعدته خصيصا للمحاكاة، وبنهاية اليوم أرادت "أحمد"، الاحتفاء بطلاب الحضانة الذين وصل عددهم إلى 15 طفلا تقريبا، فأعطتهم هدايا تذكرهم بهذا اليوم، وما تعلموه فيه بطريقة ممتعة.
مجسم للكعبة والخروف
"الأشغال اليدوية والأعمال الفنية"، فكرة انتهجتها إحدى حضانات الدقي، حيث تحرص أن يشارك الطفل في صناعة ذكرى تبقى معه، في كل مناسبة، فتقول دينا علي، مدرّسة بالحضانة، إن الأطفال يشاركون في صناعة الأعمال الفنية بأيديهم وبخامات بسيطة، فصنعوا نموذجا للكعبة من علب المشروبات الغازية ونموذج لـ"خروف العيد"، من ورق الـ "فوم".
روت "علي" أن مشاركة الأطفال في الأعمال الفنية التي يصنعوها في المناسبات مثل "الفانوس"، خلال شهر رمضان، تكون تحت ضوابط حيث يمكن للأطفال ممن يبلغوا العامين حتى ست أعوام، أن يشاركوا في لصق الأعمال الفنية، لكن يُمنع استخدام المقص أو مسدس الشمع، حرصا على سلامتهم.
كما حرصت الحضانة على ارتداء الطلاب ملابس الإحرام، والطواف بالكعبة الصغيرة المصنوعة يدويا، وفقا لما قالته "علي" لـ"الوطن".
محاكاة مناسك الحج
واختارت أكاديمية لإعادة تأهيل ضعاف السمع، في فروعها الثلاثة، أن تقر منهجا علميا يسبق الترفيه والفرحة بمحاكاة مناسك الحج، فيعرف الأطفال، قبل ممارسة الشعائر، ما تعنيه والمقصود من كل منها، وفقا لما قالته إيمان شاور، مديرة الأكاديمية، حيث إنهم بدأوا قبل أيام في عرض فيديو تعريفي بفريضة الحج وسبب أدائها، وتكرار عرضه على الطلاب إلى جانب إرسال نسخة منه لأولياء الأمور، ليختبروا الأطفال، اليوم، في معلوماتهم.
بدأت محاكاة الأطفال للمشاعر المقدسة، بحصوله على تأشيرات الحج ومرورهم بمطار صغير، يلعب فيه أحد الأطفال دور "موظف الجوازات"، فيما تؤدي طفلة أخرى دور، مضيفة الطيران التي ترشد الأطفال إلى مقاعدهم، الموضوعة أمام خلفية كرتونية لطائرة، وبوصولهم، انتقل الأطفال إلى مخيمات الإقامة، ثم اجتمعوا حول مجسم الكعبة، وبدأوا الطواف ثم رمي الجمرات، وصولا للسعي بين الصفا والمروة والوقوف بعرفة، بحسب ما قالته "شاور" لـ"الوطن".
فتة ولحمة
"دبح بجد وفتة ولحمة"، هكذا استقبلت إحدى الحضانات أطفالها، حيث أرادت أن تضفي واقعية على الاحتفال بالعيد ما يخلق شعورا بالألفة بين الطلاب، وفقا لـ"إيمان أحمد"، مالكة الحضانة، التي تصف يوم الاحتفال بأنه أدخل الفرحة على قلوب الأطفال، بمشاركتهم في قطع لحوم مجسمة وتعلم طريقة قطعها، وارتداء الأطفال ملابس الإحرام، ثم طوافهم حول كعبة صغيرة مصنوعة من حديد أسود، ما جعلها تبدو واقعية، في حجم صغير.
تقول "أحمد" لـ"الوطن"، إن الأطفال شاركوا إلى جانب فريق أدار اليوم بشكل احترافي، ليعود كل طفل إلى بيته ومعه تجربة جميلة، شبه واقعية.