يوم عرفة و"العذراء".. المصريون في الصوم والعيد مجتمعين
الحجاج على جبل عرفات
يوم عرفة وصوم السيدة العذراء مريم، صومان يعيشهما المصريون، ورغم أنّ يوم عرفة "سنة" وصيام العذراء "صوم مستحدث بالكنيسة"، إلا أنّ المصريين يحرصون على صيامها ملتمسين بركة "الأيام المباركة"، رافعين قلوبهم بالدعاء واثقين في الاستجابة.
ففي الوقت الذي ترفع فيه قلوب المسلمين بالدعاء وهم صائمون يوم عرفة "السنة"، يذهب المسيحيون للكنائس لإحياء "نهضة العذراء" للصلاة والتسبحة وقول المدائح في السيدة العذارء مريم، وهم صائمون صيام السيدة العذراء "غير السيدي".
صيام يوم عرفة
يشهد حجاج بيت الله الحرام اليوم الوقوف في عرفات وهو الشعيرة الأهم في الحج، إذ قال النبي الكريم "الحج عرفة"، والصيام الذي لا يندرج تحت "الفروض"، له فضل عظيم، ووردت أحاديث عدة تبين فضله؛ ففي "صحيح مسلم" عن أبي قتادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ".
ورصدت دار الإفتاء في عدة فتاوى عبر موقعها الإلكتروني، فيما يتعلق بيوم عرفة، وتقول دار الإفتاء في تقرير لها: "صوم يوم عرفة وهو اليوم التاسع من ذي الحجة لغير الحاج سنَّة مؤكدة، صامه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحثَّ عليه، واتفق الفقهاء على استحباب صوم يوم عرفة لغير الحاج، ورَوَى أَبُو قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ) أخرجه مسلم".
وأضافت الدار أنّ يوم عرفة من أفضل الأيام؛ لحديث مسلم: "مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ".
صيام العذراء مريم
صوم السيدة العذراء مريم الذي تصومه الكنيسة في الفترة من "واحد مسرى وحتى 16 مسرى" من الأعياد المستحدثة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وهو واحدا من أكثر الأصوام شعبية، ويرتبط بزيارات لموالد العذراء في كافة أنحاء الجمهورية.
ويقول القس باسيليوس صبحي كاهن كنيسة السيدة العذراء بالزيتون، إنّ صوم السيدة العذراء مريم ظهر في الكنيسة نحو القرن الرابع عشر، وبدأ بصوم الفتيات العذارى، وكانت هناك طلبة للكنيسة وتشفعوا بالعذراء لتحقيقها، بعدها بدأ كل الشعب الكنيسة في صيامه.
ويتابع باسيليوس في تصريحاته لـ"الوطن" أنّ الصوم الذي يعد من أكثر الأصوام شعبية يحرص المسيحيون على صيامه، ورغم أنّ مدته 15 يوما وتسمح فيه الكنيسة بتناول الأسماك، إلا أنّ هناك من يضيف إليه أسبوعا أو أسبوعين فيصومون 21 يوما أو شهر كامل، كما أنّ هناك من ينقطع عن تناول السمك، وهناك أيضا من ينذره صوما بالماء والملح فقط.