حالة من الركود النسبى أصابت شارع المدبح بمنطقة السيدة زينب، على غير عادته فى موسمه الأكبر عيد الأضحى، أيقظها بائعوه بنصب الخيام وتشغيل سماعات «الدى جى» وإطلاق العنان للأغانى الشعبية والمواويل التى تدوى دون توقف، لجذب الزبائن وتنشيط حركة البيع.
وقف عمرو زينهم أمام «فرشته»، يشغل الموسيقى المفضلة له بصوت مرتفع يغطى على أصوات الزبائن والباعة فى السوق، وتتنوع الأغانى بين «شعبى ومهرجانات»، يحكى أنه أحضر السماعات خصيصاً لتحويل المدبح إلى كرنفال: «لازم ندخل الناس فى حالة العيد وننسيهم غلاء الأسعار».
يحكى أن الموسم هذا العام صعب وحركة البيع فيه تراجعت بشكل ملحوظ عكس السنوات الماضية التى كان يحضر فيها للمذبح قبل أسبوعين من العيد: «السنة دى نزلت قبلها بأسبوع»، يستأجر السماعات بمبلغ ليس بالقليل لكنه يراها فرصة لجذب الناس للشراء، فى ظل ظروفهم القاسية، مؤكداً أنه امتنع هذا العام عن بيع اللحمة واكتفى ببيع «لحمة الراس والكرشة والممبار» وغيرها: «ده أكل الغلابة اللى ماشى».
من السادسة صباحاً وحتى منتصف الليل لا يكف جهازه عن الغناء، بينما ينادى هو على زبائنه ويدندن ببعض كلمات الأغانى المفضلة له: «بنهون على نفسنا هنعمل إيه».
على بعد خطوات منه ينافسه جزار آخر شاب فى تنويع قائمة الأغانى من خلال سماعات مكبرة وضع اثنتين منها على فرشته: «بقالنا ١٢ سنة لازم السماعة تفضل شغالة للزبون» يقولها أحمد حمدى، ٢٨ عاماً، والذى ورث مهنة الجزارة عن والده منذ ٢٠ عاماً، يحكى أن وسائل الدعاية والجذب اختلفت باختلاف الأجيال، وزحمة المكان وارتفاع درجة الحرارة يلزمها موسيقى جيدة حسب قوله لتعدل مزاجه: «عشان يشترى بنفس ونحس إننا فى عيد فعلاً».
تعليقات الفيسبوك