وقفة مهيبة لحجاج بيت الله على صعيد عرفات
09:22 م | السبت 10 أغسطس 2019
حجاج بيت الله الحرام على صعيد «عرفات»
أدى ما يزيد على مليونى مسلم من 163 دولة، اليوم، الركن الأعظم فى مناسك الحج، وهو الوقوف على صعيد عرفات عشية عيد الأضحى، حيث تدفق الحجاج فى اتجاه «عرفات» أو جبل الرحمة، قرب مكة المكرمة، منذ فجر أمس. وقضى الآلاف ليلتهم فى «مِنَى» وباتوا على سجادات الصلاة أو قطع من الكرتون. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الآلاف من رجال الأمن بمختلف قطاعاتهم تابعوا توجُّه الحجاج إلى «مِنَى» عبر الطرق الفسيحة والأنفاق والجسور التى هيَّأتها الحكومة السعودية.
أكثر من مليونى مسلم من 163 دولة يؤدون مناسك الحج.. وخطيب "عرفات": تقوى الله سبيل الفلاح فى الدنيا والآخرة
وأشارت الوكالة إلى أن رحلة الحجيج من مكة المكرمة إلى «مِنَى» تميزت باليُسر رغم الكثافة الكبيرة فى أعداد السيارات والمشاة، وأن وزارة الصحة السعودية تقدم خدماتها الصحية والطبية لضيوف الرحمن خلال موسم الحج لهذا العام عبر آلاف الأطباء والممرضين والفنيين الذين جنَّدتهم لخدمة حجاج بيت الله الحرام.
وتحت عنوان «وقفة مهيبة على صعيد عرفات»، قالت صحيفة «عكاظ» السعودية إن حجاج بيت الله الحرام سارعوا الخُطى لحجز مكان لهم قرب جبل الرحمة بمشعر عرفات، إذ وفّرت لهم كل التسهيلات وذلَّلت أمامهم كل العقبات، وتهيأت سبل الراحة التى تضمن أداءهم المناسك بيُسر وسلاسة، إذ أنهى الحجاج يوم التروية بانسيابية ومرونة. وتابع التقرير أنه مع بزوغ فجر أمس توجَّه أكثر من مليونى حاج، من 163 دولة، وجاءوا من مختلف دول العالم، لأداء الركن الأعظم فى الحج بثيابهم البيضاء، فى واحد من أضخم التجمعات البشرية، لكى ينفروا بعد غروب الشمس إلى مزدلفة للمبيت هناك، ثم يعودوا إلى مِنَى صبيحة اليوم الـ10 لرمى جمرة العقبة والنحر ثم الحلق والتقصير والتوجه إلى مكة لأداء طواف الإفاضة. فيما رفعت قوات الدفاع المدنى بـ«عرفة» جاهزيتها، وأعلنت تسخير كل إمكاناتها البشرية والآلية للحفاظ على سلامة الحجاج من جميع المخاطر المحتملة عبر نشر فرق المسح الوقائى لمتابعة جميع الأعمال الإنشائية والكهربائية بالخيام وتفقُّد المخارج والممرات، إلى جانب تحديد مواقع الإشراف الوقائى لتغطى جميع مربعات مشعر عرفة، وتأمين أحدث الآليات والمعدات لمراقبة ومتابعة حركة الحجاج.
وألقى الشيخ حسن آل الشيخ، عضو هيئة كبار العلماء السعودية خطيب عرفات، خطبته التى دعا فيها إلى تقوى الله، معتبراً أن تقوى الله هى السبيل الوحيد للفلاح فى الآخرة والنجاح فى الدنيا. وقال «آل الشيخ»: «أيها المسلمون اتقوا الله تعالى، فإن فى تقواه الفلاح فى الآخرة، والنجاح فى الدنيا، وإن من تقوى الله أن نلتزم بالتوحيد الذى هو أعظم ما أمر الله به والتوحيد هو عبادة الله وحده، ومن رحمته سبحانه أن أكمل دين الإسلام».
ووجَّه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رسالة لحجاج بيت الله الحرام وهم على جبل عرفات، نشرتها الصفحة الرسمية للأزهر الشريف، قال فيها: «هذا يوم تتجلى فيه كل معانى الخير، وتتلاشى فيه جميع المعايير الدنيوية، يجتمع فيه الناس على اختلاف ألسنتهم وألوانهم وأجناسهم، فيتضرعون إلى الله بقلوب نقية»، فيما أكد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، أن يوم عرفة يوم إكمال الدين وإتمام النعمة، ويكثر فيه عتقاء الله من النار، ويباهى الله ملائكته بأهل الموقف فى المشعر الحرام. وأوضح المفتى، فى بيان، أنه يستحب فى يوم عرفة الإكثار من الدعاء، ويُسن صيامه لغير الحاج.
"الصحة": البعثة الطبية للحج تتابع المرضى بالمستشفيات.. وعيادات ثابتة ومتحركة بمخيمات المصريين
فى سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة والسكان، اليوم، أن البعثة الطبية للحج تتابع الحالة الصحية للمرضى المصريين الذين تم تصعيدهم لمستشفيات عرفات، لأداء مناسك الحج، مشيرة إلى أن البعثة الطبية تقدم خدماتها الطبية للحجاج المصريين بمخيمات عرفات.
وأشار الدكتور عمرو قنديل، الملحق الطبى والمشرف على البعثة الطبية للحج، إلى أنه تم التنسيق مع وزارة الصحة السعودية لتصعيد المرضى المصريين لمستشفيات عرفات والبالغ عددها 3 مستشفيات، كما تم التنسيق مع ذات المستشفيات لإجراء جلسات الغسيل الكلوى للمرضى والبالغ عددهم 35 حالة، لافتاً إلى أن البعثة الطبية تتابع اليوم على مدار الساعة حالات المرضى بالمستشفيات للتأكد من تلقيهم العلاج والرعاية اللازمة.
وأوضح «قنديل» أن البعثة الطبية قامت بوضع عيادات طبية ثابتة بمخيمات الحجاج المصريين بعرفات بها جميع الأدوية والمستلزمات الطبية، فضلاً عن تكوين فرق طبية متحركة بين المخيمات لإغاثة أى من الحجاج المصريين وتقديم الخدمة الطبية لهم، خاصة فى الحالات الطارئة.
وأعلنت سلطات مطار القاهرة الدولى حالة الطوارئ، لوضع اللمسات الأخيرة لاستقبال رحلات الجسر الجوى لعودة الحجاج من الأراضى المقدسة بعد انتهاء مناسك الحج.