يرتدى بالطو ناصع البياض تفوح منه رائحة طيبة كالمسك وقبعة بلاستيك وقفازاً باليد، فى هيئة مُرتبة توحى بأن صاحبها يعمل فى مهنة رفيعة، بعيدة تماماً عن الجزارة. شمس محمد، جزار ولكن بمعايير خاصة جداً، يحرص على نظافته الشخصية، وخلو الأضاحى من أى ميكروبات ضارة، مستهدفاً أهالى المناطق الراقية فقط.
«جزار فايف ستارز»، لقب منحه الزبائن لـ«شمس»، وكان سبباً فى شهرته الواسعة فى مختلف المناطق، وبين أصحاب الأضاحى، الذين يتسابقون على حجز مواعيد ضمن جدوله المزدحم، قبل أسبوعين من عيد الأضحى، بسبب ثقتهم فى نظافته الشخصية وتعامله الراقى، وكذلك أسلوبه المختلف والهادئ فى التعامل مع الأضحية قبل الذبح، ومواعيده الثابتة، والوقت القياسى الذى يقوم فيه بالذبح سريعاً، ثم تقطيع وتعبئة اللحوم.
«شغلتى الأساسية شيف، والدبح اتعلمته فى شغلى ومن أبويا، ولما بقيت أتابع الجزارين لاحظت إن ناقصهم حاجات كتير، على رأسها احترام الدبيحة والمهنة نفسها، وبحاول ألتزم بلبس معين أثناء الدبح، خاصة الجوانتى، عشان اللحمة ماتلقطش أى ميكروب»، يقولها «شمس»، الذى يقوم بذبح العجول مقابل 2000 جنيه، والخروف بـ250 جنيه، ويذهب لأصحاب الأضاحى وفقاً لأسبقية الحجز.
لا يملك «شمس» محلاً للجزارة، ورغم ذلك يمارس عمله باحترافية شديدة، على مدار 30 عاماً، خلال المواسم والأعياد والمناسبات الخاصة، ويضع خريطة جغرافية محددة وثابتة للعمل، يلتزم بها خلال أيام العيد، حيث يقوم بالذبح فقط بمناطق مصر الجديدة، مدينة نصر، المعادى، المهندسين، وغيرها من المناطق الراقية، التى تتناسب مع ثيابه الأنيقة وطريقته المنظمة.
تعليقات الفيسبوك