"لقاء جدة" بريق أمل لإنهاء الاشتباكات في عدن.. ومسؤول يمني: "للم الشمل"
جانب من الأوضاع في مدينة عدن اليمنية
إثر اشتباكات عنيفة شهدتها مدينة عدن العاصمة المؤقتة لليمن بين قوات الحكومة الشرعية وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، دعت المملكة العربية السعودية إلى حوار في جدة بين الطرفين الذين يقاتلان ضمن صفوف التحالف العربي الذي تقوده "الرياض" في مواجهة جماعة "الحوثيين".
وبعد اشتباكات عنيفة الأسبوع الماضي، هدأت الأوضاع في مدينة عدن في جنوب اليمن خلال عيد الأضحى مع إعلان زعيم الانفصاليين الجنوبيين "التزامهم" بوقف إطلاق النار والمشاركة في اجتماع دعت إليه السعودية بمدينة "جدة".
وحول أهداف ذلك الاجتماع، قال صالح الحميدي وكيل وزارة الإعلام بالحكومة اليمنية، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، إن "دعوة المملكة العربية السعودية جاءت بالطبع في توقيت مناسب لملمة الصف وعودة الجميع إلى بوتقة واحدة".
وأضاف المسؤول بالحكومة اليمنية، أن الكل يعول أن يكون لقاء جدة هو اللقاء الذي يكون بمثابة مصالحة وطنية ولم الشمل يتم من خلال إشراك جميع القوى السياسية في المسؤولية، "فالشراكة وحدها القادرة على المرور بالوطن إلى بر الأمان".
وقال الحميدي إنه لم يتم تحديد موعد بعد لـ"لقاء جدة"، لكن غالبا سيكون خلال هذا الأسبوع، موضحا أن كل المؤششرات تشير إلى أن عمليات التحضير تجري، فأمس الأول التقى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الرئيس اليمني عبدربه هادي، وبالأمس وصل ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد إلى السعودية لمناقشة آخر التطورات.
ولم تقع أي معارك خلال الـ24 ساعة الماضية في عدن، التي شهدت اشتباكات عنيفة منذ الأربعاء الماضي بين الانفصاليين والقوات الموالية للرئيس اليمني المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي، على الرغم من أنهما يقاتلان في صفوف التحالف بقيادة السعودية منذ عام 2015.
وعن أسباب الاشتباكات التي جرت في عدن، أرجعها الحميدي إلى تفرد حزب "التجمع من أجل الإصلاح" اليمني، المنبثق عن جماعة "الإخوان"، معتبرا أن حزب "التجمع" اليمني جعل الرئيس عبدربه منصور هادي يفشل في تحقيق ما كان يصبو إليه، قائلا: "الآن هو يتحلى بالصبر والحكمة لحل الأمر تحت رعاية المملكة العربية السعودية".
وقال الحميدي: "الآن المجلس الانتقالي والحكومة الشرعية بحاجة إلى التوحد في مواجهة العدو الحوثي الانقلابي المدعوم من إيران".
وتابع: "مشكلة التجمع اليمني من أجل الإصلاح أنه لم يأخذ مواقف حقيقة تجاه كثير من الأمور، فإعلامه يعمل ضد الممكلة العربية السعودية وضد الإمارات وضد الرئيس عبدربه منصور هادي، لأن إعلامه يمول قطريا، كان يفترض على التجمع تحديد موقف واضح من بعض قياداته التي تعمل ضد الشرعية".
وأوضح أن هناك من حمل حزب "الإخوان" مسؤولية العثرات التي حدثت في الفترة السابقة على اعتبار أنه كان مهتم بالتمكين لعناصره في الوزارت والمؤسسات.
وقال الحميدي إن الرئيس اليمني بدأ منذ تعيين رئيس الوزراء الجديد أن يشرف على الأمور بنفسه ويقود عملية إصلاح والبدء بمرحلة جديدة "عنوانها شراكة وطنية للجميع يتحمل فيها الجميع المسؤولية ويدفع باليمن نحو العودة إلى العاصمة صنعاء".
وقال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، عيدروس الزبيدي، في خطاب تلفزيوني، مساء أمس الأول، إن ما حدث في مدينة عدن يندرج في إطار "الدفاع عن النفس، بينما كان دور الطرف الآخر هو تنفيذ خطة مبنية علي اغتيال قياداتنا ثم استفزاز جماهيرنا ثم بعد ذلك تصفية وجودنا".
وتسارعت الأحداث بعد سيطرة الانفصاليين على 3 معسكرات حكومية وعلى القصر الرئاسي. وأكد المجلس الانتقالي الجنوبي في الوقت ذاته مساندته للتحالف العربي والتزامه بوقف إطلاق النار في عدن.
واستقبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أمس، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في منى، بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الأخوية الوثيقة بين البلدين الشقيقين، وبحث مجمل الأوضاع في المنطقة، وبخاصة على الساحة اليمنية والجهود المبذولة تجاهها، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس".
وأكد الشيخ محمد بن زايد أن المملكة العربية السعودية هي الركيزة الأساسية لأمن المنطقة واستقرارها وصمام أمانها في مواجهة المخاطر والتهديدات التي تتعرض لها، لما تمثله المملكة من ثقل وتأثير كبيرين على الساحتين الإقليمية والدولية.
وأشار إلى أن الإمارات والسعودية تقفان معا، بقوة وإصرار، في خندق واحد في مواجهة القوى التي تهدد أمن دول المنطقة وحق شعوبها في التنمية والتقدم والرخاء.
وقال الشيخ محمد بن زايد: "إن التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة قام، منذ تشكيله في عام 2015، بدور تاريخي ووقف بحزم ضد محاولة اختطاف اليمن، وعمل ولا يزال من أجل يمن ينعم شعبه بالتنمية والتقدم، وسيظل التحالف العربي إلى جانب الشعب اليمني الشقيق وكل ما يحقق مصالحه في حاضره ومستقبله".