في ذكرى اغتيال محمد ضياء الحق.. باكستان مقبرة الزعماء
محمد ضياء الحق
تأتي الذكرى الـ31 لاغتيال الجنرال والرئيس الباكستاني محمد ضياء الحق في تحطم طائرة عسكرية عام 1988، لتلقي الضوء على هذا البلد النووي الذي شهد مواقف دامية مماثلة لاغتيال زعماء وسياسيين.
منذ استقلال باكستان، ذات الأغلبية المسلمة، عن جارتها النووية الهند عام 1947، وهي تشهد اغتيالات واضطرابات، فوجد الاغتيال طريقه إلى لياقت علي خان، أول رئيس وزراء باكستاني، وكانت سياسته الخارجية منحازة للولايات المتحدة والغرب على الرغم من أن بلاده عضو في منظمة حركة عدم الانحياز، وواجه خلال توليه منصبه العديد من حركات الاضطرابات الداخلية كما نجت حكومته من محاولة انقلاب دبرتها حركات يسارية وشيوعية، وفي عام 1951م، أثناء اجتماع سياسي حاشد في مدينة راولبندي، تم اغتيال علي خان من قبل قاتل مأجور اسمه سعد أكبر بابراك.
في عام 1973، وضع ذو الفقار علي بوتو بالتعاون مع عدد من الأحزاب السياسية، ثالث دستور للبلاد، ليصبح بعدها أول رئيس وزراء منتخب بشكل مباشر.
وسرعان ما انقلب الجنرال محمد ضياء الحق، قائد الجيش الذي عينه بوتو بنفسه، على حكومته بعد 4 سنوات من حكمها للبلاد على خلفية مزاعم تزوير الانتخابات في 1977، واعتُقل بوتو فيما بعد بدعوى وقوفه خلف اغتيال أحد منافسيه السياسيين، وفي سابقة بتاريخ البلاد، حوكم بوتو بشكل مباشر أمام المحكمة العليا لتقضي بإعدامه في 1979 بمدينة روالبندي، ثم ما لبثت المحكمة الدستورية أن أيدت هذا الحكم بأغلبية 4 مقابل 3.
وفي يوم 17 أغسطس عام 1988، أسدل الستار على حكم "ضياء الحق" الديكتاتوري بنهاية مأساوية، حيث انفجرت طائرة عسكرية تقل الجنرال الباكستاني وبعض قادته ومسؤولين أمريكيين أثناء توجههم لتفقد صفقة سلاح أمريكية كان مقررا أن تحصل عليها باكستان، وتحول الجنرال "ضياء الحق" وجميع الركاب لأشلاء، وكان عمر الجنرال الباكستاني 64 عاما، وقيل إن القنبلة وضعت في ثمار المانجو التي كان يفضلها "ضياء الحق"، واتهم البعض الموساد بتدبير الحادث.
وفي 27 ديسمبر عام 2007، كانت باكستان على موعد مع اغتيال آخر أدمى قلوب الباكستانيين، حيث اغتيلت نجلة ذو الفقار علي بوتو، ورئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو، والتي تصدت في أيامها الأخيرة لديكتاتورية الرئيس برويز مشرف، إلا أن حياتها انتهت برصاصة قاتلة أثناء وقوفها في فتحة سقف سيارتها وسط مسيرة حاشدة من أنصارها في مدينة روالبندي، التي شهدت إعدام والدها "ذو الفقار".