السودان: إرجاء تشكيل مجلس السيادة يومين بناء على طلب "الحرية والتغيير"
جسر جوي لإيصال مساعدات للمتضررين من السيول في النيل الأبيض بالسودان
توقيع الوثيقة الدستورية في السودان
أعلن المجلس العسكري الانتقالي في السودان، اليوم، إرجاء تشكيل مجلس السيادة وحل المجلس العسكري لمدة يومين، بناء على طلب من قوى إعلان "الحرية والتغيير"، شريكة اتفاق نقل السلطة في البلاد، مؤكدا، في بيان حرصه التام على تطبيق مصفوفة إنفاذ الإعلان الدستوري، الخاصة بتحديد توقيتات تشكيل هياكل السلطة الانتقالية.
وقال رئيس اللجنة السياسية الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري الانتقالي الفريق الركن شمس الدين الكباشي في تصريح له، إنه تم إرجاء إصدار المرسوم الدستوري الخاص بحل المجلس العسكري الانتقالي وتشكيل مجلس السيادة، لمدة 48 ساعة، بناء على طلب من قوى "الحرية والتغيير" حتي تتمكن من الوصول إلى توافق بين مكوناتها على قائمة مرشحيها الخمسة لمجلس السيادة.
وأوضح الفريق الكباشي، أن المجلس العسكرى وقوى "الحرية والتغيير" عقدا بالقصر الجمهوري اجتماعا مطولا اتسم بروح المسؤولية والشراكة، بحثا خلاله إجراءات تشكيل مجلس السيادة، مشيرا إلى أن الجانبين أكدا التزامهما بتوقيتات تشكيل هياكل السلطة الانتقالية المعلنة، حسب ما ورد في المصفوفة المرفقة مع الوثيقة الدستورية، وسلم كل طرف أسماء مرشحيه الخمسة لمجلس السيادة وتم التوافق على العضو الأخير فيه.
وأضاف الفريق الكباشي، أن "قوى الحرية والتغيير"، تراجعت عن ترشيح بعض الأسماء، التى كانت قدمتها لعضوية مجلس السيادة، وطلبت منحها مهلة 48 ساعة لتسليم قائمة مرشحيها النهائية لعضوية المجلس.
وكانت قوى الحرية والتغيير أعلنت قائمة مرشحيها، في الاجتماعات مع المجلس العسكري منعقدة في القصر الجمهوري، لتلقى بعض الترشيحات اعتراضات من بعض الأطراف المُشكلة لتلك القوى، التي سارعت إلى اصدار بيانات رسمية، عبرت فيها عن رفض تلك الترشيحات، قبل صدور مرسوم تشكيل "مجلس السيادة".
وأعلن أحد المرشحين اعتذاره عن عدم قبول هذا المنصب، وقالت وكالة السودان للأنباء "سونا"، أمس الأحد، إن قوى "إعلان الحرية والتغيير"، اعتمدت قائمة مرشحيها في "مجلس السيادة"، حسب استحقاقات الوثيقة الدستورية التي وقعتها "الحرية والتغيير" والمجلس العسكري الانتقالي أمس، ونقلت "سونا" عن ساطع الحاج القيادي بقوى "الحرية والتغيير" قوله إن القائمة تضم: الأكاديمية عائشة موسى، والأكاديمي في شؤون البيئة صديق تاور، القيادي السابق في حزب "الأمة" حسن شيخ إدريس، الصحفي محمد الفكي، والمحامي طه عثمان، موضحا أنه سيتم ترشيح 3 أشخاص من كل من المجلس العسكري و"الحرية والتغيير"، ليتم اختيار العضو الحادي عشر في "مجلس السيادة" من بينهم، بالتوافق بين الجانبين.
وظل الشارع السوداني يترقب أمس الأحد، إعلان التشكيل النهائي لمجلس السيادة، تنفيذا لأول استحقاقات ترتيبات تشكيل السلطة الانتقالية، وكان مقررا أن يؤدي أعضاؤه اليمين الدستورية اليوم، ثم يعقد أولى اجتماعاته، وبعدها يتم الشروع في تشكيل الحكومة المدنية، التي سيرأسها الاقتصادي الدولي عبدالله حمدوك، المنتظر أن يصل إلى السودان اليوم.
ويُشكل المجلس من 5 عسكريين يختارهم المجلس العسكري، و5 مدنيين تختارهم "الحرية والتغيير"، وعضو أخير مدني يُختار بالتوافق، علما بأن للمجلس سلطات سيادية، أكثر منها تنفيذية.
من جانبها، أعلنت الصين اليوم، دعمها وترحيبها بتوقيع المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير في السودان على وثيقة الإعلان الدستوري التي تنظم عمل مؤسسات الفترة الانتقالية في البلاد، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جينغ شوانج، في تصريح خلال المؤتمر الصحفي اليومي بمقر الوزارة، إن الصين ترحب بالتوقيع على وثيقة الإعلان الدستوري، وتحترم الاختيارات المستقلة للسودان والمسار الذي يختاره بنفسه، مضيفا: "نأمل في انتقال سلس للمرحلة الانتقالية، وتحقيق السلام والاستقرار والتنمية في البلاد في أقرب وقت ممكن".
وفي سياق آخر، قال والي "النيل الأبيض" المكلف اللواء الركن حيدر علي الطريفي، إن جسرا جويا يقوم بإيصال المواد الإستهلاكية ومستلزمات الإيواء لعدة مناطق في الولاية تأثرت بالسيول والفيضانات، موضحا أمس الأحد أن عمليات الجسر الجوي تقوم بإيصال المستلزمات الضرورية للمواطنين في المناطق المتضررة، مشيدا بجهود ديوان الزكاة في النيل الأبيض، ومفوضية العون الإنساني لمشاركتهما في دعم الأسطول الجوي بالمواد الغذائية ومواد الايواء والأدوية.
وأشار والي "النيل الأبيض"، إلى أن لجنة الطوارئ بالولاية تعمل على حصر الأضرار والخسائر وتقديم المساعدات الإنسانية والصحية اللازمة، إلى جانب رفع التقارير الدورية للجنة العليا للطوارئ.
يذكر أن وزارة الصحة السودانية أعلنت أمس الأحد، أن 46 شخصا لقوا مصرعهم، وأصيب 97 آخرون، وإنهار 9500 منزل بشكل كامل، في الفترة من 14 يونيو الماضي إلى 16 اغسطس الجاري، جراء السيول التي ضربت عدة ولايات في السودان.