الطفل البريطاني "هاري ستوري" الذي عثر عليه مشنوقا في منزل اسرته
عقدت محكمة "أوكسفورد" جلسة تحقيق، بقاعة الطب الشرعي، الثلاثاء، لبحث حالة انتحار الطفل البريطاني، "هاري ستوري"، وحضر الجلسة كل أفراد أسرته، وجميع المحققين الذي شاركوا في بحث القضية.
كان الطفل "هاري"، البالغ 13 عاما، قد انتحر عن طريق شنق نفسه، بعد أن قرأ على مجموعة محادثة على تطبيق "واتس آب" أن الفتاة التي يحبها، ولم يتمكن من الإفصاح بحبه لها، قد ارتبطت بشخص آخر.
كان "أندرو ستوري"، والد "هاري"، هو أول من اكتشف الحادث، حين وصل إلى المنزل عائداً من عمله، في الأول من مارس الماضي، وقد حاول إسعافه عن طريق الإنعاش القلبي الرئوي.
وبينما كان الأب يحاول إنقاذ ابنه من الموت، وصلت الأم إلى المنزل، فطلب منها الأب سريعاً أن تتصل بالإسعاف، والتي قامت بنقل "هاري" إلى مستشفى "جون رادكليف" بمدينة "أوكسفورد"، حيث بقي في وحدة العناية المركزة لمدة 3 أيام، قبل أن تحدث الوفاة.
وصرح أحد الأطباء بأن سبب الوفاة هو حدوث ضرر شديد بالمخ، نتيجة لنقص إمدادات الأكسجين، بسبب الضعف الشديد في توصيل الدم إلى الدماغ، بحسب ما نقلته جريدة "ديلي ميل" البريطانية.
بعد تحقيقها في الواقعة، تعتقد "لو هيفرنان جلوفر"، ضابطة التحقيقات بالشرطة الإنجليزية، والتي قضت حوالي أربعة أعوام تعمل في قضايا مشابهة، أن "هاري" لم يكن يقصد أن ينهي حياته.
أسرة "هاري" أكدت أنهم كانوا شاهدوا سوياً مسلسلاً تليفزيونيا، قامت إحدى بطلاته بمحاولة شنق نفسها ولكن تمكن أهلها من إنقاذها، وهو ما يتوقع المحققون أن "هاري" كان يحاول فعله، إلا أنه لم يكن يعلم السرعة الكبيرة التي يمكن أن يفقد بها الإنسان وعيه إذا تعرض عنقه لضغط أو خنق شديد، وهو ما حدث بالفعل وأدى لفقدان "هاري" الوعي وبقائه معلقاً لفترة لم يتمكنوا من تحديدها، ما أدى لتعرض أوردته ودماغه لأضرار بالغة، حالت دون إنقاذ حياته.
أعرب "أندرو ستوري"، والد "هاري" عن صدمته الشديدة، وعدم قدرته على استيعاب ما حدث، خاصة وأن "هاري" كان يبدو ويتصرف كشخص عادي، ولم يصدر منه ما يدل على تعرضه لأي أمراض نفسية أو عقلية، بل إنه كان يعتبر شخصاً لطيفاً، وكان يتكلم مع كل الناس بمنتهى التلقائية والود، بالإضافة لاهتمامه بالرياضة، وخاصة الرجبي والكريكت والتنس، إلا أن أحد أكبر عيوبه أنه كان دائماً يضع لنفسه تطلعات كبيرة.
أصدقاء "هاري" ذكروا أنه سبق وأن تكلم مرة واحدة عن تفكيره في الانتحار، وذلك أثناء تبادله للرسائل معهم على مجموعة تطبيق "واتس آب"، إلا أنه ذكر الأمر بطريقة فيها شيء من السخرية، وأكمل حديثه بعدها بطريقة طبيعية، ما جعل بقية المشاركين في المحادثة لا يلقون بالاً إلى كلامه عن الانتحار.
تعليقات الفيسبوك