التفاصيل الكاملة لأزمة جزيرة جرينلاند عقب إلغاء ترامب زيارته للدنمارك
ترامب
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلغاء زيارته المقررة للدنمارك أول سبتمبر المقبل، من خلال منشورًا عبر حسابه الرسمي بموقع "تويتر"، مثلما اعتاد، عقب رفض رئيسة وزراء الدنمارك مته فريدريكسن، فكرته لشراء جزيرة غرينلاند، الأكبر بالعالم،
وكتب ترامب، في تغريدة أن: "الدنمارك دولة مميزة للغاية وشعبها رائع، ولكن بناء على تعليقات رئيسة الوزراء مته فريدريكسن بأنها ليست مهتمة بالنقاش حول شراء غرينلاند فسوف أرجئ اجتماعنا المقرر في غضون أسبوعين لوقت لاحق".
وأضاف: "وفرت رئيسة الوزراء قدر كبير من النفقات والجهد لكل من الولايات المتحدة والدنمارك كونها اتسمت بالصراحة الواضحة، أشكرها على ذلك وأتطلع لإعادة تحديد موعد في وقت ما في المستقبل".
حلم شراء "جرينلاند" من جونسون لـ ترامب.. وخارجيتها: لسنا للبيع
كما أكد مسؤول بالبيت الأبيض، أن ترامب ألغى زيارته المقررة للدنمارك يومي الثاني والثالث من سبتمبر 2019، حيث كان من المقرر أن يناقش ترامب أمر الجزيرة خلال اجتماعات في كوبنهاغن مع فريدريكسن، وكيم كيلسن رئيس حكومة غرينلاند التي تتمتع بالحكم الذاتي.
ويعد قرار ترامب مفاجأة للقصر الملكي الدنماركي، وفقا للمتحدثة باسم القصر الملكي الدنماركي، لين باليبي، مضيفة أن العائلة، التي دعت ترامب رسميا لزيارة الدنمارك الثاني والثالث من سبتمبر المقبل ضمن جولة أوروبية، ليس لديها أي تعليق آخر على القرار.
"تغريدة" لترامب عبر "تويتر" أعلن بها رغبته في شراء الجزيرة
وقبل أيام، أفصح الرئيس الأمريكي عن نيته في شراء الجزيرة، ليحسم الجدل بوسائل الإعلام بشأنها، حيث غرد عبر "تويتر" قائلا: "أعد بألا أفعل هذا في غرينلاند"، ونشر مع التغريدة صورة مركبة لبرجه الشهير في مدينة لاس فيغاس الأميركية، وكأنه مقام فوق الجزيرة، حيث يقصد بذلك أنه لن يشيد أبراجا على الجزيرة، لتشعل التغريدة موقع التواصل الاجتماعي.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن موظفي البيت الأبيض توصلوا إلى فكرة عرض صفقة على الدنمارك، تقتضي بأن تتعهد واشنطن من خلالها بتقديم معونات مالية سنوية بقيمة 600 مليون دولار، إلى غرينلاند وإلى الأبد، بالإضافة إلى النظر في احتمال دفع مبلغ مقطوع كبير للدنمارك كحافز لتسليم الجزيرة.
لماذا يهدف الرئيس الأمريكي الحصول على "غرينلاند"؟
وتحدث ترامب، الأحد الماضي، صراحة في مؤتمر صحفي بولاية نيوجيرسي عن هدفه باقتناء الجزيرة، حيث قال إنه فكر في ذلك كونها: "تشكل صفقة عقارية ضخمة، بالنسبة إليه "وثمة شيء كثير يمكن القيام به".
وأضاف أن "شراء الجزيرة من الأمور التي تحدثنا عنها، الدنمارك هي التي تملكها، ونحن والدنمارك حليفان وثيقان.. نحمي الدنمارك كما نحمي مناطق أخرى واسعة من العالم"، قائلًا: "قدرتُ أن الأمر مهم من الناحية الاستراتيجية.. سنتحدث إليهم بشأن الموضوع لكن الفكرة ليس في صدارة ما سنبحثه".
"َضرب الاتحاد الأوروبي".. خبراء يحللون نوايا ترامب في شراء جزيرة جرينلاند
وأوردت "واشنطن بوست" أن سبب ازدياد اهتمام واشنطن بجزيرة غرينلاند، يعود إلى أن ذوبان الجليد القطبي هناك، يفتح المجال لاستثمار الثروات الباطنية في أجزاء جديدة من منطقة القطب الشمالي، وكذلك السيطرة على طرق الملاحة الشمالية، وسط تزايد "التوسع الصيني والروسي" في المنطقة.
ونشرت مجلة "فوربس" الأمريكية، أن سر اهتمام الرئيس يرجع لكونها ذات موقع استراتيجي للأغراض العسكرية، حيث تبعد بأقل من 1600 كيلومتر عن القطب الشمالي، كما يضم الساحل الشمالي الغربي للجزيرة قاعدة "ثول" الجوية الأميركية، التي توفر إمكانية إطلاق تحذيرات للصواريخ ومراقبة الفضاء.
كثافتها السكانية منخفضة وحاولت أمريكا شرائها عدة مرات.. تعرف على "جرينلاند"
أما عن جرينلاند، التي تعني بالدنماركية "الأرض الحمراء"، فهي الجزيرة الأكبر بالعالم، حيث تبلغ مساحتها 1305178 كيلومتر مربع، حيث تقع بين شمال المحيط الأطلسي والمحيط القطبي الشمالي، رغم أنها ذات كثافة سكانية منخفضة، وتتمتع الجزيرة بالحكم الذاتي، منذ عام 2008، واللغة الجرينلاندية هي الرسمية الوحيدة في البلاد، لذلك فهي معنية بشؤونها المحلية في حين تتحمل كوبنهاجن مسؤولية الدفاع والسياسة الخارجية.
وتعتمد الجزيرة على الاقتصاد الدنماركي، حيث يتكون نحو نصف إجمالي ميزانية جرينلاند من الإعانات المقدمة من الخزانة الدنماركية، حيث يصل حجم هذا المبلغ إلى حوالي 740 مليون دولار سنويا، أو 13 ألف دولار لكل فرد من سكان الجزيرة في العام.
وأكدت عدة تقارير إعلامية أن واشنطن حاولت مرات عدة منذ نحو 150 عاما شراء الجزيرة، وذلك لأهداف اقتصادية وأمنية، إلا أن الدنمارك رفضت ذلك.
كيف ردت الدنمارك على ترامب بشأن الجزيرة؟
وأثارت رغبة ترامب في جدل ضخم بالعالم، سرعان ما حسمتها رئيسة وزراء الدنمارك، بأن أعلنت أن "غرينلاند ليست للبيع وإن فكرة بيعها للولايات المتحدة سخيفة"، مضيف: "غرينلاند ليست للبيع، غرينلاند ليست دنماركية، غرينلاند ملك مواطنيها، لدي أمل قوي ألا يكون ذلك على محمل الجد"، مؤكدة أن الولايات المتحدة هي "أوثق حلفائنا".
كما زارت فريدريكسن، الجزيرة الأسبوع الجاري لأول مرة منذ توليها المنصب في نهاية يونيو الجاري، وعقدت بها مؤتمر صحفي مع رئيس حكومة غرينلاند كيم كيلسن، أكدوا فيها أن الجزيرة ليست للبيع.
وقال كيلسن، بالمؤتمر، إنه: "لا ينبغي أن يتخذ أحد قرارات بشأننا، ولابد من احترامنا، ومصالحنا يجب أن تأتي أولا دائما".