رئيس بعثة المنظمة الدولية: الفن والإعلام وريادة الأعمال والسياحة أدوات المواجهة
وران دى بوك
قال لوران دى بوك، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة بالقاهرة، إن مصر تبذل جهوداً حثيثة لمكافحة الهجرة غير الشرعية، وإنها قطعت شوطاً كبيراً للقضاء على هذه الظاهرة التى تمثل خطراً كبيراً على العديد من الدول. وطالب، فى حوار لـ«الوطن»، بالتعاون بين فئات المجتمع، سواء الحكومية أو المجتمع المدنى، لمواجهة تلك الآفة الخطيرة.
"دى بوك": "القاهرة" حلقة وصل بين أفريقيا وأوروبا.. وتقوم بدور مهم فى توعية الشباب بمخاطر الظاهرة
كيف ترى دور مصر فى مكافحة الهجرة غير الشرعية؟
- الموقع الجغرافى لمصر فى منطقة الشرق الأوسط متميز جداً، وهى دائماً محط لأنظار الجميع بسبب الحياة الاجتماعية والثقافية التى يتمتع بها الشعب المصرى وهو بطبيعته شعب مضياف، والمصرى يفهم الثقافات الأخرى، أيضاً مصر بلد مستقر فى المنطقة رغم وجود توترات فى عدة دول مثل العراق وليبيا، والمهاجرون ينظرون إليها كمكان آمن، وهذا جزء إيجابى، ومصر تقوم بدور كبير فى مكافحة الهجرة غير الشرعية، سواء من ناحية القبض على المتهمين، أو إصدار القوانين الرادعة وتنفيذها، كما أنها تلتزم بالاتفاقيات الدولية التى توقع عليها، ولها دور قيادى فى القارة الأفريقية، فهى حلقة الوصل بين أفريقيا وأوروبا، ومؤخراً قررت الحكومة المصرية إعادة النظر فى بعض القوانين لحماية المهاجرين أو اللاجئين، وعلى سبيل المثال القانون رقم 68 لعام 2016 لمكافحة الهجرة غير الشرعية، الذى يوضح رؤية مصر فى حماية المهاجرين والضحايا، والعمل على حماية الحدود من المهاجرين وضبط السفن غير الشرعية المحملة بالمهاجرين.
هل ترى أن دور الهيئات الحكومية يكفى لإقناع الشباب بالعدول عن الهجرة غير الشرعية؟
- بالتأكيد دور تلك الجهات وحده لا يكفى، ولا بد من التعاون فيما بينها، ومع المجتمع المدنى أيضاً، فكل فئات المجتمع المختلفة عليها أن تتعاون لأن المشكلة تمس الجميع وليس الحكومات فقط، أو أى جهة منفردة وحدها، بل هى مشكلة يشارك فيها الجميع، ولا بد أن نتعاون جميعاً للمحافظة على المهاجرين وحمايتهم من أى خطر قد ينالهم، وخلال السنوات الماضية وجدنا العديد من الإصلاحات الاقتصادية، بما فيها افتتاح مشاريع ضخمة وكان للشباب فرص عمل كثيرة بها، هذا يفتح الباب أمام الاستثمار على مصراعيه لأن دولة بحجم مصر ستجلب المزيد من الاستثمارات والمشروعات الكبرى، إضافة إلى ما تتمتع به من قوى بشرية وشباب ممتلئ بالطاقة، كذلك المناخ المناسب والملائم للمستثمرين باعتبارها سوقاً من أكبر الأسواق التى تستقبل الاستثمارات العالمية. كل هذه الأشياء تجعل من مصر مركزاً للاستثمار سيصبح مبشراً فى المستقبل القريب.
هل ترى أن التدريبات النظرية والتوعية وحدها كفيلة بالحد من الظاهرة؟
- لا بد من إجراء حوار مع الشباب على المدى الطويل لتغيير آرائهم والبقاء فى بلادهم وهذا جزء مهم لأن عدم المعرفة بالمخاطر التى يواجهها المهاجر تجعل نظرة المهاجرين للهجرة أنها مسالة سهلة وسريعة الربح، والحقيقة عكس ذلك تماماً، كما أننا نعانى من ثقافة الهجرة إلى الخارج ولا بد من تعديلها فلو عرضنا على شاب فرصة السفر إلى ألمانيا أو باريس أو العمل فى أسوان، بالطبع سيختار ألمانيا أو فرنسا، رغم أنه لو اختار الفرصة فى بلده سيكون هذا بالطبع أفضل له وللأجيال المقبلة، ومع التدريبات التوعوية يأتى دور تنسيق الجهود والخطط بين دول الاتحاد الأفريقى للاستفادة من الخبرات وتبادل الأدوار فيما بينهم، فالدولة التى لديها موارد بحاجة إلى الشباب القادر، على أن تحدث نهضة فى هذه الدولة التى لديها وفرة من الشباب والقوى العاملة، وأعتقد أن تغيير هذه الثقافة يحتاج إلى الاهتمام بالتعليم فى المقام الأول، وتوجيه هؤلاء الشباب لمثل هذه الفرص، كما أتمنى أيضاً من العائدين من دول الخليج وكذلك من أوروبا أن يتحدثوا مع هؤلاء الشباب حول كيفية الاستفادة من هذه الفرص وتوظيف طاقاتهم فى بلدهم قدر الإمكان، فمصر بلد عظيم يتمتع بمناخ جيد وأتوقع له فرصاً عديدة فى الاستثمار بالفترة المقبلة.
هناك فرص استثمارية واعدة فى السوق المصرية.. والحكومة نجحت فى القضاء على مشكلة الهجرة غير الآمنة وتغيير المفاهيم المغلوطة حول الظاهرة
هل ترى أن مصر نجحت فى مكافحة الهجرة غير الشرعية؟
- الحكومة المصرية نجحت فى القضاء على مشكلة الهجرة غير الآمنة منذ عام 2016، وحالياً تقوم مصر ببعض الخطوات فى اتجاه موازٍ لتغيير مفاهيم كثيرة مغلوطة عند الشباب نحو الهجرة غير الشرعية وأنها الحل الأمثل والأسهل للحصول على الأموال، وأرى أن ظهور النماذج الناجحة فى مصر يشجع الشباب على البقاء فى بلدهم، إضافة إلى تشجيع الشباب على البدء فى مشروعات صغيرة وتقديم الدعم لهم، وأريد أيضاً أن أشير إلى أهمية الذهاب إلى المحافظات والأماكن الأكثر تصديراً للهجرة غير الآمنة ومحاولة تبنى الشباب الموجودين فيها وتغيير أفكارهم ومحاولة احتوائهم بالتدريب وغيره والنزول إلى سوق العمل، وهو ما تقوم به المنظمة بالفعل منذ فترة كبيرة، وقد يتصور البعض أن حل مشكلة الهجرة غير الشرعية أمر سهل، ولكن أتصور أن الحل يحتاج إلى الصبر والكثير من الانتظار لفترة زمنية كبيرة، إضافة إلى تغيير المفاهيم الخاطئة، والتعليم عليه جزء كبير فى تصحيح المفاهيم المغلوطة، فإنه من السهل أن تمنح شخصاً الأموال ليفتتح مشروعاً خاصاً به أو غير ذلك ولكن ربما يخسر سريعاً، ولكن إذا علمته ريادة الأعمال ودربته على دراسات الجدوى ودراسة المخاطر وسوق العمل وغير ذلك بالنسبة للمشروعات الصغيرة، فإنك بذلك تكون قد نجحت أن تصنع رجل أعمال بدأ طريقه من الصفر ويكون نموذجاً ناجحاً.
وماذا عن دور الفن؟
- الأفلام تُعتبر أداة من أدوات القوى الناعمة، والتى يمكن استخدامها لمواجهة الهجرة غير المنتظمة، لكن على الرغم من دور الفن الإيجابى، فإن له وجهاً آخر سلبياً، وهو إظهار سهولة الحياة فى الخارج، والحياة المرفهة، وأرى أن الاهتمام بالسياحة كمصدر دخل سيكون له دور مهم فى مكافحة الهجرة غير الشرعية، خاصة أن مصر بلد غنى بشعبه ووجوههم بشوشة وباسمة فى وجوه الضيوف الغرباء، ورغم الفترة القصيرة التى قضيتها فى مصر فإننى زرت العديد من الأماكن مثل الإسكندرية، ومحافظة الوادى الجديد والواحات الخارجة والداخلة، ومحافظتى سوهاج وأسيوط، والأخيرة لم تعد من المحافظات المصدرة للهجرة غير الشرعية، واكتشفت أن مصر بلد مهم فى مجال السياحة الاستشفائية، وهى مصدر مهم من مصادر الدخل لجذب السياح القاصدين للسياحة العلاجية من دول العالم.
القوى الناعمة
أعتقد أنه من المهم النقاش والتوعية حول أهمية إدماج هؤلاء الشباب فى القطاع الخاص، ومحاولة خلق الوظائف أو الفرص الخاصة بهم بأنفسهم حتى يستطيعوا أن يحققوا نجاحاتهم فى هذه المجالات التى صنعوها بأنفسهم، أو فى المشروعات المستقبلية التى تحتاج أن تجد مكانها فى السوق المصرية، وتوجد مشروعات كثيرة فى مصر والمجالات مفتوحة وبعض هذه الوظائف الشباب غافل عنها، ومنها تدوير المخلفات، وهو مشروع يدر ملايين الجنيهات على سبيل المثال، وينبغى التعاون فى توعية الشباب والحرص على توضيح الصورة كاملة لهم، إلى جانب استخدام القوة الناعمة، بمعنى الاستفادة من الشخصيات العامة والمحبوبة لدى الناس العاديين لإقناعهم.
اقرأ المزيد:
-
مصر
-
الهجرة القاتلة
-
الهجرة غير الشرعية
-
ضحايا الهجرة غير الشرعية
-
المنظمة الدولية للهجرة
-
بعثة المنظمة الدولية للهجرة
-
وزارة الهجرة
-
وزيرة الهجرة
-
القوي العاملة
-
وزارة القوي العاملة
-
مدير المتابعة في وزارة الهجرة
-
الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية
-
مكافحة الهجرة غير الشرعية
-
المنظمات الدولية
-
الأعمال الفنية
-
السواحل المصرية