ورث أحمد عثمان مهنة صنع «الشماسى» أباً عن جد، على مدار 92 عاماً، صار معروفاً بين سكان الإسكندرية والمدن الساحلية ليس فقط بأنه واحد من أشهر صانعى الشماسى والعِصىّ، بل إنه المفضل عند المشاهير والملوك، مثل الملك فاروق وصُناع فيلم «أبى فوق الشجرة».
"أحمد": "الشباب بيدوروا على الحاجة السهلة اللى تجيب فلوس أكتر"
يصف «عثمان» نفسه بأنه واحد من رواد «المهن المنقرضة»، وفى ورشته الصغيرة التى تقع بوسط المدينة، يجلس كأنه شاب فى العشرينات يصنع العِصىّ والشماسى بجميع أنواعها والتى تستخدم إما للحماية من الأمطار أو حرارة الشمس المرتفعة.
قرن من الزمن إلا بضع سنوات هو عُمر العائلة فى هذه الحرفة، والتى بدأوا العمل فيها منذ أن استخرجوا سجلاً تجارياً عام 1927: «والدى صنع 3 عِصى للملك فاروق، وأنا من بعده صنعت كل الشماسى الخاصة باستعراض (دقّوا الشماسى) للعندليب عبدالحليم حافظ فى فيلم أبى فوق الشجرة».
يظهر الحزن على وجه «عثمان» عندما يتحدث عن حال المهنة حالياً، ويقارنها بما كانت عليه قديماً، فقد كان الطلب على منتجاته لا يتوقف أبداً، لكن حالياً الأمر اختلف، لدرجة أن أبناءه لجأوا لمهن أخرى بسبب قِلة رزقها: «حزين على عدم الاهتمام بالحرف اليدوية، الشباب دلوقتى بيدوَّروا على الحاجة السهلة اللى مافيهاش مجهود، واللى تجيب فلوس أكتر ومحدش مهتم بالحِرف اليدوية خالص، والبنوك بتدّى قروض للشباب لكن حيستغلوها إزاى من غير حرفة، أغلبهم بيشترى توك توك، لأنه بيكسب أكتر».
تعليقات الفيسبوك