"فتاة الشرف بالعياط" من لقاء عاطفي للحبس في السجن دفاعا عن شرفها
"أميرة" الطفلة المتهمة بقتل شاب حاول اغتصابها فى العياط
بعد 42 يوما قضتها الطفلة أميرة أحمد 15 سنة، داخل جدران السجن، أصدر القاضي شوكت الزيني بمحكمة جنايات جنوب الجيزة، قرارا بإخلاء سبيلها، بعد اتهامها بقتل سائق حاول اغتصابها في صحراء العياط، بعد أن استدرجها يوم الخميس 12 يوليو الماضي.
وفي السطور التالية تفاصيل القضية المروعة، كما وردت في تحريات وتحقيقات المباحث وتحقيقات النيابة واعترافات المتهمة، وأصدقائها المتورطين بتسهيل استدراجها للمجنى عليه، حتى يتمكن من اغتصابها.
صداقة بالصدفة
قبل عام من الآن، وصل إلى الطفلة "أميرة" 15 سنة، طلب صداقة عبر "فيسبوك"، من شاب يدعى "وائل"، ترددت كثيرا الطفلة في قبوله وبعد فترة وافقت عليه، وبدأت الحديث معه، وأخبرها أنه مقيم في مدينة العياط بالجيزة، ويبلغ من العمر 21 عاما ويعمل سائق ولا توجد أي علاقات عاطفية في حياته، أخبرته أنها من محافظة الفيوم وبالتحديد في مركز طامية وتعمل في محل ملابس بالمركز.
بمرور الوقت طلب "وائل" رقم هاتف "أميرة"، واتفق الاثنان على المقابلة، وتعددت المقابلات بينهما، ووعدها بالزواج، وكانت "أميرة" تترد عليه في الجيزة، والآخر يذهب إليها في طامية بالفيوم، واستمرت اللقاءات العاطفية حتى لقاء حديقة الحيوان.
اللقاء الأخير
كانت عقارب الساعة تشير إلى العاشرة صباح يوم الخميس 12 يوليو، رن هاتف "أميرة"، دار حوار بسيط بينها وبين صديقها "وائل"، انتهى بالاتفاق على المقابلة في حديقة الحيوان بالجيزة، دقائق معدودة وتحركت الفتاة متجهة إلى الجيزة لمقابلة صديقها، وبمجرد وصولها الحديقة وجدت صديقها في انتظارها بصحبة شاب آخر يدعى "إبراهيم"، وتجولوا في الحديقة.
كانت تتحدث الفتاة مع إحدى صديقتها في الهاتف، اختفى "وائل" وصديقه، وبدأت في رحلة البحث عنهما في الحديقة، وكانت تحاول الاتصال به ولكنه لم يرد، فشعرت بالقلق، وبعد مرور نصف ساعة من الاختفاء رد هاتف صديقها "وائل"، ولكنه لم يكن صديقها كان شاب آخر أخبرها أن صاحب الهاتف فقده أثناء استقلاله السيارة معه في الطريق إلى العياط، وطلب منها الحضور إليه، للحصول على الهاتف وإعادته لصديقها، وتقابلا على الطريق بالقرب من منطقة العياط.
القتل بـ13 طعنة دفاعا عن الشرف
وصلت الفتاة للسائق، واستقلت معاه سيارته ميكروباص، وعرض عليها أن يوصلها إلى منزل صديقها بالعياط، فوافقت، وأثناء سيرهما، توجه الشاب بسيارته إلى مدق جبلي، وتوقف بالسيارة، وحاول التحرش بها، فقاومته ووجهت له الشتائم، فأخرج الشاب سكينا وهددها وطلب معاشرتها، فكرت الطفلة للحظات ووافقت على طلبه، وعقب إلقاء السكين من يده وأثناء خروج الشاب من باب السيارة أسرعت الفتاة في الإمساك بالسكين، وسددت له 13 طعنة في الرقبة والبطن، وتركته جثة هامدة بجوار سيارته، وأمسكت السكين المدمم واستغاثت برواد المنطقة.
توجهت الفتاة إلى مركز شرطة العياط، وتقابلت مع الرائد أحمد صبحي رئيس المباحث، وأخبرته بقتل الشاب، ولكن كانت هناك رواية مختلفة، فقالت الطفلة إن هناك أربعة حاولوا اغتصابها.
وعقب مناقشة الطفلة في بداية الأمر قررت أنه عقب خروجها من منزلها وذهابها للعمل تفاجأت بميكروباص فيه 4 أشخاص خطفوها لبيت مهجور وحاولوا التعدي عليها جنسيا، صرخت فخافوا من افتضاح أمرهم، كمموها وذهبوا بها إلى جبل وأخرج أحدهم السكينة، ولكنها اختطفتها منهم وقتلت واحدا منهم وهرب الآخرون، ثم استغاثت بالأهالي بعد نزولها من الجبل، حتى وصلت إلى المركز.
وأثناء مناقشة الفتاة، حضر العميد علاء فتحي رئيس مباحث قطاع جنوب الجيزة، والنقيبان عادل طلبة ومحمد مصباح معاوني المباحث، وعقب الانتهاء من المناقشة الأولية للفتاة، جرى اقتيادها إلى مكان الحادث وتبين كذب روايتها، واعترفت بتفاصيل الواقعة.
قتلته.. الشرف غالي
شرحت الطفلة تفاصيل الواقعة في محضر الشرطة، قائلة إنها كانت برفقة صديقها "وائل" وصديقه "إبراهيم" في حديقة الحيوانات، ثم اختفى الاثنان، هاتفت "أميرة" "وائل" لتطمئن عليه، فوجدت شخص رد عليها وقال إنه وجد تليفون صديقها ويريد أن يسلمه لها في العياط، وبالفعل توجهت له.
وأضافت: "عرض عليّ يوصلني للطريق الصحراوي الغربي بعدما أخبرني أنه اتصل بوائل وسلمه الهاتف، وافقت وإحنا في الطريق، طلع بيا على الجبل، وبدأ يتحرش بيا، وطلع السكينة يهددني بيها، خدعته بالموافقة على طلبه، فترك السكينة وأثناء نزوله من السيارة، أمسكت بالسكين وطعنته في رقبته، قتلته الشرف غالي، أما قصة الخطف فاختلقتها عشان متتفضحش".
ضحية غدر
بينما كانت القوات تواصل مناقشة الطفلة، ومعاينة مسرح الجريمة، وإجراء التحريات بشأن الواقعة، حضرت النيابة العامة، وناظرت جثة القتيل، وقررت عرضها على الطب الشرعى لتشريحها، وحرزت سلاح الجريمة، وجاء في تحريات وتحقيقات المباحث، التي جرت تحت قيادة العميد علاء فتحي رئيس مباحث قطاع جنوب الجيزة، أن القتيل سائق ومقيم بيدف في العياط، واتفق مع "وائل"، صديق الفتاة على تلك الخطة لاستدراج الطفلة حتى يتمكن من اغتصابها.
إخلاء سبيل بكفالة
عقب الانتهاء من مناقشة الطفلة، جرى التحفظ عليها، وأمر اللواء مدير أمن الجيزة بتحرير محضر بالواقعة، وألقى القبض على صديق الفتاة وصاحبه، والتحفظ عليهما، وأخطرت النيابة التي باشرت التحقيق، وطلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة، وقررت النيابة حبس الفتاة لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، وقررت حبس أصدقائها بتهمة تسهيل اختطاف الفتاة وتسليمها للقتيل حتى يتمكن من اغتصابها.
وعقب مرور 42 يوما على مدة الحبس الاحتياطي، أصدر قاضى المعارضات قرارا بإخلاء سبيل الفتاة بكفالة 10 آلاف جنيه، وقرر القاضي تجديد حبس المتهمين الآخرين.