بعد 74 عاما على حرب الدمار.. ستارك رسام حول سيرة جده إلى لوحات فنية
إحدى اللوحات التى رسمها «ستارك»
«سنستمر حتى النهاية، سنحارب فى فرنسا، سنحارب فى البحار والمحيطات، سنحارب بثقة متزايدة وقوة متصاعدة فى الأجواء، وسندافع عن بريطانيا مهما كان الثمن، سنحارب على الشواطئ، سنحارب فى أراضى الإنزال، سنحارب فى الحقول والشوارع، سنحارب فى التلال، لن نستسلم أبداً حتى لو أُخضع جزء من هذه الجزيرة أو جُعنا وهو ما لا أراه، فإن إمبراطوريتنا عبر البحار التى تحميها البحرية البريطانية ستواصل الكفاح حتى يأذن الله للعالم الجديد بكل قوته وقدرته أن يتقدم لإنقاذ وتحرير العالم القديم».. بهذه الكلمات أنهى رئيس الوزراء البريطانى، ونستون تشرشل، خطابه الشهير «الدم والتعب والدموع والعرق»، أمام مجلس العموم البريطانى عام 1940، فى محاولته الأخيرة لإقناع أعضاء المجلس لخوض الحرب ضد النازيين. فى هذه الأثناء كان «ستارك»، الشاب العشرينى يستعد لبدء حياته العملية، التى تحول مسارها بعد خطاب «تشرشل»، إلى التجنيد فى الجيش الملكى، ليسافر مع رفاقه من المجندين الجدد، إلى بلاد لم يتخيل فى يوم من الأيام زيارتها كسائح، لكن قدره كان مثل جميع البريطانيين، ممن كانوا فى عمره خلال تلك السنة، أراد له أن يخوض تجربة جديدة فريدة من نوعها، بين الألغام الألمانية، وتحت القصف الإيطالى، والمناخ الصعب فى شمال أفريقيا.
كان ستارك ضمن الجنود الناجين، عندما وصل الجيش الثامن البريطانى إلى خط العلمين بعد هزيمته فى معركة مرسى مطروح، التى فقد فيها نحو 80 ألف جندى، وكمية كبيرة من المعدات، وكان الجنود فى حالة شديدة من الإعياء، فكانت أول مهمة تواجه القائد العام البريطانى، الجنرال «أوكنلك»، هى إعادة تنظيم هذه القوات، ثم احتلال خط دفاع قوى، فى منطقة العلمين، لوقف تقدم قوات المحور. «أصيب جدى أثناء الحرب ولم يتحدث معى عن هذا الأمر كثيراً، لا سيما أثناء فترة إصابته، فكانت هناك ندبة كبيرة فى صدره، أتذكر ذلك جيداً كان عمرى حينها 12 عاماً، لذا قررت أن أخلد ذكراه بتخيل ما كان يحدث له فى الحرب وأرسمه»، هكذا تحدث الرسام البريطانى، أندرو ستارك لـ«الوطن».
عائلة ستارك عاشقة للفن، فوالده وشقيقه ووالدته بارعون فى الرسم، لكن عشق أندرو للرسم كان بسبب جدته، التى كانت ترسم زوجها خلال الحرب العالمية الثانية أيضاً، فتأثر بها منذ الصغر، ويؤمن أن هناك تواصلاً بين لوحاته وجده، الذى يرى أعماله عن الحرب، لا سيما تلك اللوحة التى تخيله فيها أثناء إصابته جراء قذيفة من جيوش دول المحور، فى معاركها مع الجيش الثامن البريطانى. يختتم الرسام البريطانى حديثه لـ«الوطن»: بقوله «جدى جعلنى مهتماً بالحرب حقاً، فكان يأخذنى لزيارة الحصون ويروى لى قصصاً كثيرة عنها، للأسف لم ألتق بأبطال شاركوا فى الحرب العالمية الثانية بعيداً عنه، قرأت كثيراً عن الحرب وأصبحت شغوفاً بكل ما يكتب عنها».