أستاذ الجهاز الهضمي: الطفل مبتلع معالق وشوك اكتشف طريقة طبية بتلقائية
الدكتور أمجد فؤاد يتابع حالات الجهاز الهضمي
قال الدكتور أمجد فؤاد، أستاذ الجهاز الهضمي بجامعة المنصورة، إن الطفل الذي ابتلع "معالق وشوك" رغم إعاقته الذهنية، اكتشف طريقة طبية مستخدمة منذ عقود لا إراديا، وهي طريقة عمل "المناظير الصلبة"، فاستطاع إدخال هذه الكميات رغم طولها الذي يتعدى 20 سنتيمرا إلى معدته الصغيرة.
وشرح "فؤاد"، خلال حديثه، لـ"الوطن"، أن طريقة "المناظير الصلبة"، تعتمد على "فرد الرقبة مع رفع الوجه للأعلى، فيكون تجويف الفم مع البلعوم والمرئ في اتجاه واحد مستقيم، وعليه عند تمرير أي جزء مستقيم سيمر بالكامل حتى المعدة".
وتابع: "قديما، كنا نجعل المريض ينام أعلى سرير العمليات، ونجعل رأسه مفرودا بشكل كامل ونمرر منظارا عبر الفم لفحص المرئ والبلعوم والمعدة"، مبينا أنها الطريقة التي طبقها الشاب بعفوية وتلقائية، وعندما نجح بالمرة الأولى كررها بعد ذلك وأصبح من السهل عليه بلع هذه الكميات من الأدوات المعدنية.
وأشار إلى أن هذا الكم الهائل من الأدوات المعدنية ابتلعها على مدى 6 أشهر، وتفاقمت المشكلة عندما امتلأت المعدة بتلك المواد وبدأ في قيء مستمر وإحساس بالإعياء، وإحساس بالآلام ونسبة تسمم في الدم نتيجة امتصاص المواد المسممة بجسم المريض، بالإضافة إلي فقدان للوزن بشكل كبير حوالي 10 كيلو جرام خلال تلك الفترة.
وذكر أن الطفل رغم أن عمره 21 سنة إلا أنه تأخره الذهني جعله في عمر الطفل، وغير مدرك لأفعاله بشكل كامل، وهو لا يتكلم لكنه يشتكي من آلالام متكررة وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويعاني من ضمور في المخ ويعيش في أسرة من 6 أفراد و لديه نشاط زائد، ويحتاج لرعاية طبية دائمة لأنه يمكن أن يكرر ما حدث مرة أخرى.
وتابع أستاذ الجهاز الهضمي:"عندما فحصنا المريض وجدنا كتلة كبير في أعلى البطن، وفقمنا بعمل أشعة عادية فأظهرت وجود أجسام معدنية، وعمله أشعة مقطعية فظهرت مواد معدنية تشبه بأدوات المائدة، فقررنا التدخل الجراحي، وكان يعاني من خلل في الوظائف الحيوية وحضرناه لإجراء جراحي وجرى الاستكشاف، ووجدنا حجم المعدة كبير يصل إلي منطقة الحوض، وبدأنا في استخراج الأجسام المعدنية ووجدنا 20 معلقة بأحجام مختلفة و 4 شوك، و 7 فرش أسنان ، بالإضافة كتلة متعفنة من الشعر والقماش، وفحصنا المعدة وتأكدنا من عدم وجود شيء أخر في الجهاز الهضمي، وتمت العملية وهو حاليا في القسم الداخلي لمتابعة ما بعد العملية ويعاني من بعض التقرحات في المعدة".
وأكد فؤاد على أن التدخل الجراحي كان في الوقت المناسب، نتيجة لتسمم الدم، رغم الصعوبة في تشخيص الحالة، بالإضافة إلي أن الإجراء الجراحي لابد أن يكون دقيق، لأن الفترة الطويلة لوجود الأجسام المعدنية داخل المعدة، أحدثت التهاب ووجود نسبة كبيرة من البكتيريا والطفيليات في تجويف المعدة، وكنا نعمل بحرص شديد حتى لا تنتقل إلى أماكن أخرى في جسم المريض.
وقال الدكتور محمد الشوبري، مدير مركز الجهاز الهضمي:" إنني متعاطف مع الأسرة فالتعامل مع الطفل صعب، والأسرة تحتاج إلي مساعدة من هيئات المجتمع المدني، ورغم أن المشكلة جرى حلها في الوقت الحالي الإ انه يمكن تتكررها خاصة أن والدته لا تستطيع متابعته علي مدار 24 ساعة".
وأضاف الشوبري، لـ "الوطن": "أن الطفل يحتاج إلى رعاية مستمرة وتكون رعايته صعبة، ولقد فوجئنا بكمية كبيرة من الأدوات المنزلية ويحتاج إلي متابعة من الشئون الاجتماعية، حتى نوفر له حياة كريمة، وفهو يمكنه ابتلاع أي شىء، ولو وصلت للأمعاء ستكون المشكلة أكبر، أو تقف في الحنجرة وتسبب له اختناق".
وأشار إلي أن الجهاز الهضمي بمجرد وصول مريض ابتلع أي جسم غريب، نقوم بعمل الإشعات اللازمة، وبعدها نقرر طريقة التدخل بالمناظير أو الجراحة، فلدينا فرق حراجية متعددة لتحديد الطريقة الأنسب للحالة المرضية، بالإضافة إلي أن العمليات تكون إما على نفقة الدولة أو تأمين صحي، أو برعاية بعض رجال الأعمال الذين يتكفلوا ببعض الحالات في المركز.