من الفراعنة لـ الجبانات.. كبير الأطباء الشرعيين يكشف مراحل دفن الموتى
دكتور أيمن فودة
قال الدكتور أيمن فودة رئيس مصلحة الطب الشرعي الأسبق، إن دفن الموتى في مصر شهد عدة مراحل حتى عرف المصريين "الجبانات"، موضحا أن المرحلة الأولى كان المصريون فيها يدفنون الموتى داخل المنازل، حتى إن تحققت الشبهة الجنائية.
واستكمل رئيس مصلحة الطب الشرعي الأسبق، خلال حديثه لـ"الوطن"، مراحل دفن الموتى، مبينا أن المرحلة الثانية تزامنت مع دخول الحملة الفرنسية مصر، وحينها جرى إقرار قانون نابليون يتضمن الإجراءات الجنائية، والعقوبات، والمرافعات، ومن خلاله تم تحديد أماكن لدفن الموتى وهي عبارة عن أماكن فضاء تبعد عن المدن والقرى مسافة لا تقل عن 3 كيلومترات.
وأشار إلى أن المرحلة الثالثة كانت إبان عهد محمد علي، والذي أصدر قانون الجبانات وحدد أماكن للدفن، بل وعين لكل جبانه مسؤولًا وهو "التربي"، ويساعده شخص مسؤول عن الدفن وجميعها تابعة لوزارة الداخلية، وحسب القانون لا يسمح بالدفن إلا عن طريق تصريح صادر من مفتش الصحة، وبعدها جرى تحديد 250 مقبرة لكل "تربي" تابعة للمديريات.
واستكمل "فودة"، أنه في عهد "عبدالناصر" -وهي المرحلة الرابعة- أصبحت الجبانات تابعة للمحافظات وباتت ترخص من قبل جهتين المحافظة والمحليات، وخصصت لكل عائلة مقبرة واحدة، مع عدم جواز بيعها أو التنازل عنها.
وأضاف "فودة"، أن الحكومة منعت توصيل المياه والكهرباء للجبانات لعدم استخدامها في السكن، موضحا أن الجبانات حاليا أصبحت لا تلتزم بشرط المسافة بين المساكن والجبانات والتي حددت بمسافة 3 كيلومترات، بل باتت ملاصقة للمساكن، ما يؤدي إلى انتشار الأمراض وتلوث المياه، خاصة إن كان بعض الموتي توفوا نتيجة أمراض معدية، بالإضافة إلى أنهم دفنوا في التربة دون صندوق.
وأشار "فودة"، إلى أن دفن المتوفي في صندوق أكثر صحة لسكان المنطقة عن دفتهم في التربة، وذلك لأن الصندوق يمنع خروج الأمراض إلى التربة وبالتالي يؤدي إلى انتشار الأمراض بين الأحياء.
وتابع أن صندوق دفن الموتى يصنع من "الزنك" بالإضافة إلى وجود فحم في "البطانة"، مبينا أن الجبانات لا بد أن تكون على مسافة بعيدة من القرى والمدن وكذلك محاطة بسور كبير، داعيا إلى إدخال التكنولوجيا إلى الجبانات من خلال الاستعانة بالكمبيوتر في حفظ الموتي وتصاريح الدفن ومعرفة عنوان كل مقبرة وتاريخ دفن المتوفى، لكي يتم العثور على جثة أي متوفي بسهولة في حالة استخراج الجثة وتشريحها، وتجنب فساد البعض من العاملين في الجبانات.