شلل رباعى فى يديها وقدميها أعجزها عن الحركة، لكنه لم يعق عقلها عن التفكير وعن استخدام فمها فى الكتابة والرسم وفى نقل الأشياء أيضاً، لتصبح طفلة مميزة بين أقرانها. بسملة محمد، 8 سنوات، طفلة من ذوى الاحتياجات الخاصة، تنتمى إلى محافظة أسوان، بإتقان وحرفية شديدة تطبق شفتيها على القلم الرصاص وترسم لوحات جميلة تلونها بألوان مبهجة.
تحدٍّ كبير، وضعته «بسملة» نصب عينيها، وأصرت على تحقيقه، وهو أن تعيش طفولتها بطريقة طبيعية دون أن تحد الإعاقة من حركتها: «بنتى اتولدت لقيت نفسها كده ما تقدرش تحرك إيديها أو تشيل بيها حاجة، فبدأت تسأل أنا أعمل إيه وأمسك الحاجة إزاى، فى البداية علمتها تمسك الحاجة بفمها، مرة كانت تستجيب ومرة لأ، لحد ما بقت تعمل كل حاجة بيه وبقى هو إيديها ورجلها»، بحسب محمد فخرى والدها، الذى ساعدها على التكيف مع إعاقتها.
والدها شجعها على التكيف مع إعاقتها.. وتشارك فى فعاليات خاصة بذوى الاحتياجات
طورت «بسملة» موهبتها فى الرسم، وشاركت فى الفعاليات الخاصة بذوى الاحتياجات، داخل محافظة أسوان وفى دار الأوبرا، معتمدة على فمها فى إبراز موهبتها وتحقيق أحلامها، وحسب قولها: «الأول كنت بلاقى صعوبة كبيرة فى مسك الحاجات بفمى، وواحدة واحدة بدأت أعود نفسى على مسك القلم والألوان بيه علشان أرسم، والرسمة لما تطلع وحشة وكلها شخابيط كنت بزعل قوى، لحد ما اتعلمت وبقيت أرسم حلو وأهلى شجعونى.. ومبقاش فيه شىء مستحيل».
ليس الرسم فقط، ففى كافة نواحى الحياة اليومية، تستخدم «بسملة» فمها، أحياناً فى الكتابة، وأحياناً أخرى فى حمل الأشياء كالكتب والأغراض الشخصية، دون أن تشعر بالنقص أو الضعف، ودون أن تستسلم لإعاقتها، وكل لوحة جديدة لها كانت تزيد من قوتها وإصرارها على تحقيق نجاح أكبر: «لما لقيت الناس بيشجعونى، قلت لازم أنجح وأستغل الحاجات اللى ربنا مدّهانى وعوضنى بيها».
تعليقات الفيسبوك