مصر وبلجيكا توقعان مذكرة "مبادلة ديون" بـ16 مليونا لترميم قصر البارون
جانب من توقيع الاتفاقية في وجود عمال الترميم القصر
وقعت مصر وبلجيكا، مذكرة تفاهم للمساهمة في ترميم وإعادة توظيف قصر البارون إمبان بقيمة 16 مليون جنيه في إطار مبادلة الديون البلجيكية.
ووقع على مذكرة التفاهم، وزارة الاستثمار والتعاون الدولي، والسفيرة سيبيل دو كارتييه ديف سفيرة بلجيكا لدى القاهرة، وزارة الآثار، واللواء خالد عبدالعال محافظ القاهرة، وذلك في مراسم توقيع أقامتها وزارتي الاستثمار والتعاون الدولي والآثار بمقر قصر البارون إمبان.
ونصت مذكرة التفاهم، على أنه في إطار حماية وتطوير التراث الأثري المصري والحفاظ عليه، سيتم استخدام مبلغ المبادلة لتمويل مشروع "ترميم قصر البارون إمبان"، من أجل توفير بوابة متكاملة لإعادة تأهيل القصر، ورفع مستوى الوضع الحالي، وخطة لإدارة الموقع بناء على دراسات متخصصة لتحقيق أغراض حماية العناصر الأثرية وتاريخها وتاريخ تطور نسيجها الحضاري، والبيئة المحيطة بها والحفاظ عليها.
الاستثمار: مذكرة التفاهم ضمن مبادلة الديون مع بلجيكا
وأكدت وزارة لاستثمار حرص مصر على تعزيز العلاقات الاستراتيجية والتنموية والاستثمارية مع بلجيكا، مشيرة إلى أن مذكرة التفاهم الموقعة من أجل المساهمة في ترميم وإعادة توظيف قصر البارون إمبان، تأتي في إطار برنامج مبادلة الديون مع بلجيكا، وهو عبارة عن استخدام الديون في مشروعات تنموية.
وأشارت إلى أنها تبحث التوسع في برنامج مبادلة الديون مع بلجيكا وإيطاليا وألمانيا، لأنه يحول الديون إلى منح تنموية واستثمارية في المجالات ذات الأولوية لمصر.
وأوضحت أنها تضع ضمن أولوياتها توفير المنح لتطوير التراث الأثري المصري باستمرار من أجل الحفاظ عليه وذلك في إطار التعاون مع وزارة الآثار، واتفاقية اليوم هي استكمال للجهد المبذول في توفير التمويل للمساهمة في تطوير الاستفادة من رصيد مصر الثقافي، مثل ما تم تنفيذه في المتحف المصري الكبير، وغيره من المشروعات، خاصة أن شركاء التنمية الدوليين حريصون أيضًا على حماية الأثار المصرية.
وذكرت أن ما فعله البارون إمبان بتأسيس مدينة جديدة تستوعب المواطنين المصريين، يشبه ما نفعله الأن من تأسيس عاصمة إدارية جديدة، ولكن الجهود الأن أكبر.
الآثار تنهي 85% من أعمال ترميم قصر البارون بحي مصر الجديد
وأوضحت أن وزارة الآثار أنهت حتى الآن أكثر من 85% من أعمال ترميم قصر البارون بحي مصر الجديدة، والذي من المقرر أن يتم افتتاحه خلال العام الجاري، واعادة توظيفه لعرض تاريخ حي مصر الجديدة وهليوبوليس عبر العصور، وذلك بالتعاون مع السفارة البلجيكية بالقاهرة، وجمعيات المجتمع المدني بمصر، وسوف يضم المعرض عرضا متميزا للصور والوثائق الأرشيفية والرسومات الخاصة بالقصر والخرائط الإيضاحية والأفلام الوثائقية والماكيتات الخاصة بحي مصر الجديدة، مشيرا إلى أنه سيتم دعم قصة العرض باستخدام طرق تقنيات التكنولوجية الحديثة مثل الهولوجرام و تطبيقات الكالتوراما، بالإضافة إلى عمل كتالوج للمعرض.
وأكدت وزارة الآثار أن أعمال الترميم بدأت منذ يوليو 2017، وأنها تجرى على قدم وساق بتكلفة بلغت 104 ملايين جنيه، تسهم الحكومة البلجيكية في المشروع بمنحة قدرها 16 مليون جنيه.
وأشارت إلى أنه حتى الآن تم الانتهاء من أعمال التدعيم الإنشائي لأسقف قصر البارون، وترميمها وتشطيب الواجهات وتنظيف وترميم العناصر الزخرفية الموجودة به، واستكمال النواقص من الأبواب والنوافذ، والانتهاء من ترميم الأعمدة الرخامية والأبواب الخشبية والشبابيك المعدنية وترميم الشبابيك الحديدية المزخرفة على الواجهات الرئيسية واللوحة الجدارية أعلى المدخل الرئيسي، والتماثيل الرخامية بالموقع العام، كما تم البدء في أعمال رفع كفاءة الموقع العام للقصر وتنسيق الحديقة الخاصة به.
وقالت السفيرة سيبيل دو كارتييه سفير دولة بلجيكا لدى القاهرة، إن العلاقات بين البلدين عميقة وممتدة منذ تأسيس مصر الجديدة، التي تمثل الشراكة التاريخية منذ بدايات القرن الماضي، حيث أسسها البارون إمبان عن طريق إعادة استخدام العمارة الإسلامية بشكل حديث، ليتم تأسيس مدينة مصر الجديدة المتسامحة مع كافة الأعراق والأديان.
وأوضحت أن اتفاقية اليوم ستسهم في إعادة افتتاح هذا القصر لعرض قصة الشراكة بين البلدين، وقصة مصر الجديدة "مدينة الشمس".