​

للمرة الثانية تثير شبكة الترفيه عبر الإنترنت "نتفليكس" غضب العرب، من خلال إذاعة مسلسل جديد تحت عنوان "الجاسوس"، بعد عرض فيلم "الملاك" الذي تناول قصة حياة أشرف مروان، ما أثار الحيرة حول هدف الشبكة من عرض تلك الأعمال في الشرق الأوسط.

مسلسل الجاسوس

يعتبر مسلسل الجاسوس ثاني الأعمال الفنية بعد فيلم "الملاك"، الذي يروي قصة حياة الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين الذي استطاع خداع السلطات السورية لسنوات، ووصوله إلى مناصب رفيعة بالدولة حتى جرى كشفه مصادفة.

من هو إيلي كوهين

ولد إيلي كوهين في مصر بمحافظة الإسكندرية بحي اليهود عام 1924، باسم الياهو بن شاؤول كوهين، لأسرة يهودية من أصل سوري.

التحق بالمدرسة الدينية اليهودية، حتى درس الهندسة بجامعة القاهرة، لكنه فشل في إكمال دراسته، ومع ذلك أجاد التحدث بـ 3 لغات، هي: العربية والعبرية والفرنسية.

وفي بدايات العشرينات انضم كوهين للحركة الصهيونية، والتحق للعمل بشبكة التجسس بمصر، تحت قيادة إبراهام دار، وهو أحد أشهر المهربين وتعتبره إسرائيل بطلا، وكان معروف باسم "جون دارلنج".

هاجر من مصر نهائيًا عام 1957، عقب العدوان الثلاثي على قناة السويس، وعندما انتقل لإسرائيل عمل في البداية في الترجمة الصحفية للعبرية، لكنه التحق فيما بعد بـ "الموساد".

إيلي كوهين جاسوس

ولزرع كوهين في سوريا فقد سافر إلى الأرجنتين عام 1961، كسوري مسلم اسمه "كامل أمين ثابت"، ونجح في العودة والظهور كرجل أعمال ناجح متحمس لوطنه الأم، وتوثقت صداقته بالملحق العسكري أمين الحافظ، الذي أصبح رئيسًا للبلاد فيما بعد.

عاد كامل إلى دمشق عام 1962 حيث حرص على بناء علاقات مع شخصيات ذات مكانة مرموقة في الدولة من رجال الحكومة حتى كبار الضباط، ورجال المجتمع.

وتؤكد التقارير أنه أمد الموساد بمعلومات بالغة السرية، كما تؤكد أنه عرض عليه منصب نائب وزير الدفاع في سوريا.

الصدفة كشفت الجاسوس الإسرائيلي

وفقا للكاتب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل، فإن المخابرات المصرية هي من كشفته، عندما اكتشفه أحد الضباط وأبلغ السلطات المصرية.

وقام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، بإرسال وفدا خاصا إلى الرئيس حافظ الأسد، خضع بعدها لمراقبة المخابرات السورية التي اعتقلته وأصدرت ضده حكمًا بالإعدام شنقًا في ساحة المرجة في دمشق في 18 مايو عام 1965.

دفن إيلي كوهين بمكان غامض

دفنت السلطات السورية جثة إيلي كوهين، في مكان مجهول، وحاولت السلطات الإسرائيلية الحصول على جثته، لكنها فشلت حتى الآن، لكن العام الماضي أعلنت إسرائيل أنها قامت بعملية استخباراتية رفيعة المستوى لاستعادة ساعة الجاسوس إيلي كوهين ونجحت.

أبطال المسلسل

يقوم بدور البطولة الممثل الكوميدي ساشا برون كوهين، وهو إنجليزي الأصل، ووصفت صحيفة "نيويورك تايمز" هذا الاختيار تحت عنوان "أيقونة الضحك بطلا للجاسوسية".

المسلسل من تأليف وإخراج غيدي راف، وهو له أعمال أخرى عن شخصيات يهودية، حيث يدافع خلالها عن دولة الاحتلال الإسرائيلي.