حسن فايق
من حي شبرا بالقاهرة، انطلقت ضحكة لافتة ممزوجة بنبرة مميزة، مرسومة على وجه ملامحه طفولية حتى بعد الخمسين من العمر، تجعل من يسمعها يبتهج من أعماقه، وتدخل القلوب دون استئذان.
بمجرد ظهور "حسن فايق" على الشاشة، يدرك المشاهدون بأنهم سوف يستمتعون بقنبلة من الضحك المتواصل.
فرق مسرحية عديدة كانت نقطة انطلاق "فايق" وعمره 16 عاما، فمن فرقة "الهواة" وحتى فرقة "عزيز عيد"، شارك في العديد من المسرحيات، ليقرر بعد ذلك تكوين فرقته عام 1917، والتي افتتحها بعرض "ملكة الجمال".
كانت ثورة 1919 ملهمة "فايق" في تأليف "مونولوجات" منتقدة للأوضاع السياسية والاجتماعية، بالتوازي مع كتابة الكثير منها لفرق أخرى ولفنانين مجايلين له.
دوره في فيلم "أولاد الذوات" كان انطلاقته الفنية في عام 1932، ليشارك بعده في مجموعة كبيرة من أبرز الأعمال السينمائية، حتى وصل رصيده الفني إلى 160 فيلما.
"سكر هانم، خطيب ماما، الزوجة 13، ليلة الدخلة"، وغيرها من علامات السينما المصرية، شارك بها حسن فايق ببصمته المميزة، فغالبا ما ارتبط "فايق" في أذهان الجماهير بدور "الأب الطيب" صاحب الضحكة الجذابة، والسهولة في التعامل مع أولاده.
بعد النجاح الكبير الذي حققه "فايق" طيلة سنوات حياته، أصيب بالشلل الذي ظل رفيقه طيلة 15 عامًا حتى وفاته. منعه من الحركة، وأوجعه نفسيا مع تجاهل زملاء مهنته ووسائل الإعلام له، لتنطفئ أشهر ضحكات السينما المصرية إلى الأبد، بهبوط حاد مفاجئ في ليلة 14 سبتمبر 1980.
تعليقات الفيسبوك