بعد حديث "السيسي" عنها.. دول عربية وأوروبية رفضت عودة الدواعش لأراضيها
عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي
يحتد الجدل في الدول الأوروبية والعربية حول موضوع عودة المقاتلين الإرهابيين الأجانب في صفوف التنظيمات الإرهابية، في وقت تدق فيه تلك الدول ناقوس الخطر حول احتمال عودة أعداد متزايدة من عناصر تنظيم داعش الإرهابي إلى بلادهم.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسى، إن الإرهاب فى زيادة مستمرة على مستوى العالم، واصفا إياه بـ"الوحش" الذى خرج عن سيطرة من أطلقوه، خصوصًا وأن هناك دول منذ عام 1992 وهى تقوم بالتواصل مع الجماعات الإرهابية ليكون لها وزنا وثقلا فى منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف السيسى، خلال جلسة "تقييم تجربة مكافحة الإرهاب محليا وإقليميا"، بمؤتمر الشباب الثامن، السبت، أن بعض الدول رفضت عودة العائدون من التنظيمات الإرهابية أو أسرتهم.
ويقول العميد سمير راغب، رئيس المؤسسة العربية للدراسات الاستراتيجية، إن مخاطر عودة المقاتلين الإرهابيين الأجانب إلى بلادهم تبدأ من التحفظ عليهم مثلما يحدث في معسكر الهون التابع للقوات الكردية في سوريا، حيث إن تواجدهم داخل المعسكير يمثل عبئا على القوات الكردية التي لا تمتلك سوى حلين الأول هو إخلاء سبيلهم، والثاني قتلهم خارج نطاق القانون لكن بينهم أطفال ونساء.
وفي أغسطس الماضي أكدت الحكومة البريطانية رفضها السماح بعودة أطفال مسلحي تنظيم داعش الإرهابي الذين يحملون جنسيتها إلى بلادها، بحسب ما ذكرت صحيفة "ذى تايمز" البريطانية.
وأضاف راغب لـ"الوطن": "عدم قبول المقاتلين الإرهابيين الأجانب من قبل دولهم لا يعني عدم عودتهم عن طريق دولة أخرى مثل ليبيا أو الجزائر، والحل الوحيد يكون عن طريق استلامهم ومحاكمتهم وإعادة تأهيلهم، لكن في الكثير من الحالات وجود الإرهابيين في دولة ثالثة يجعلهم يحترفون إدارة التوحش وتنفيذ عمليات إرهابية لاسيما أنهم شريك ممتاز للدول الراعية للإرهاب".
وتابع: "الدولة الحاضنة للإرهابيين هي تركيا التي يدخلون منها إلى سوريا، فنسبة 90% من الأجانب دخلوا إلى سوريا عبر تركيا التي توفر لهم حاضنة جديدة لدولة أخرى لتأسيس تنظيمات متطرفة فيها، مثل ليبيا والصومال والسودان، التي تعتبر هروبا مؤقتا وحواضن جديدة لهم".
وفي فبراير الماضي، قالت وزيرة العدل الفرنسية نيكول بيلوبي، إن باريس ستواصل نهجها فيما يخص استعادة المقاتلين الفرنسيين في صفوف داعش الإرهابي، من سوريا بشكل تدريجي، وليس بصورة فورية كما يطلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
جاء ذلك ردا على تغريدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، طالب فيها الأوروبيين باستعادة مواطنيهم المقاتلين في صفوف "داعش"، الموجودين رهن الاحتجاز في سوريا، بصورة فورية.
وأضافت بيلوبي خلال مقابلة مع قناة "فرانس2" أن سياسة ترحيل المقاتلين الفرنسيين من سوريا إلى بلادهم ما زالت متواصلة "من خلال التعامل مع كل حالة على حدة".
أما تونس التي تقدر حكومتها عدد المواطنين الذين غادروا البلاد منذ عام 2011 إلى سوريا للقتال في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية بـ3000 شخص، لكن تقارير دولية ومن بينها تقرير صدر عن خبراء من الأمم المتحدة نشر في يوليو من العام الماضي قدر عددهم بنحو 5500، ما يجعل من تونس أكبر مصدر للإرهابيين، ولذلك ترفض الحكومة عودتهم مرة أخرى.