نائب مفتي القدس: بعض جماعات التطرف أعلنت الخلافة بفهم خاطئ للإسلام
مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية
قال الشيخ إبراهيم خليل عوض الله نائب المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، إن بعض الجماعات المتطرفة قامت بإعلان الخلافة، وتنصيب أميرها خليفة للمسلمين دون أدنى مقومات الدولة، وبفهم خاطئ عن الحكم في الإسلام، وعن مقصد الشريعة الإسلامية.
وأضاف عوض الله في كلمته بمؤتمر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الـ30، أن الشريعة الإسلامية لم تحدد شكلا معينا للحكم، ولم تفصل في مسائله كثيرا، وإنما تركت للاجتهاد والعرف، حسب تغير الزمان والمكان.
وتابع نائب المفتي الفلسطيني: "يختلف مفهوم الدولة في الإسلام عن غيره من المفاهيم، وخاصة عن مفهوم الدولة الدينية في الفكر الغربي؛ فالدولة الدينية: هي الدولة التي يكون الحاكم فيها ذا طبيعة إلهية أو أنه مختار بطريقة مباشرة، أو غير مباشرة، من الله تعالى، وهذا المفهوم يختلف تماما عن مفهوم الدولة في الفكر الإسلامي، فالحاكم في الإسلام بشر، علاقته بالله كعلاقة سائر البشر من العبادة والخضوع له سبحانه، ولا يستطيع التحكم في رقاب الناس باسم الحق الإلهي، أو باسم الدين، فهو ليس بالمعصوم، ولا هو مهبط الوحي، ولا من حقه الاستئثار بتفسير الكتاب والسنة بل هو وسائر طلاب الفهم سواء".
وأوضح نائب المفتي الفلسطيني أن الدولة بمفهومها الإسلامي دولة مدنية، تطبق فيها أحكام الإسلام، وتقوم على البيعة والشورى، والاختيار حسب الأكفأ والأنسب، ونصوص الشريعة تؤكد أن في الإسلام نظاما للحكم، لكنها لم تحدد له شكلا معينا، ولم تفصل في مسائله كثيرا، وإنما تركت للاجتهاد والعرف حسب تغير الزمان والمكان.
وأكد عوض الله أن الدولة المعاصرة تتفق مع فكر الدولة في الإسلام بوجود ثلاثة أركان أساسية لها، وهي: الشعب، والإقليم، والسلطة الحاكمة، حيث تعد السلطة أهم الأركان في تكوين الدولة، وحجر الزاوية في أي تنظيم سياسي، وظهرت أهميتها في أول دولة للمسلمين في المدينة، والتي قامت بعد الهجرة النبوية.