أساتذة اجتماع: نصف الشائعات أخطاء وضعف الوعى سبب انتشارها
سهير صفوت
اتّفق عدد من أساتذة علم الاجتماع على أن الشائعات عبارة عن معلومات، جزء منها صحيح والآخر ليس له علاقة بالواقع، بالإضافة إلى كونها وسيلة من وسائل حروب الجيل الرابع، مشيرين إلى أن وسائل التواصل الاجتماعى هى السبب الرئيسى وراء انتشار الشائعات داخل المجتمعات، كما أشاروا إلى ضرورة عمل مؤسسات الدولة القانونية والتشريعية فى التصدى لها بالأدلة والبراهين.
تقول سامية قدرى، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن الشائعات وسيلة من وسائل حروب الجيل الرابع، ويكثر انتشارها فى الأوقات التى يوجد بها شك بين المواطن والمجتمع الذى يعيش فيه.
وأضافت أنها توجد بشكل أكبر فى المجتمعات التى لا تتمتع بالمستوى الكافى من الوعى المجتمعى والتعليمى الذى يجعلها تميّز بين الحقائق والأكاذيب، بل تسير مع الشائعات وتصدّقها دون البحث عن الحقائق: «الشك وقلة الوعى أهم عاملين يؤثران فى انتشار الشائعة داخل المجتمعات».
وأضافت «قدرى» أن وسائل التواصل الاجتماعى تلعب دوراً فعالاً فى تداول الشائعات وانتقالها بين الأفراد، فهى من أكثر الوسائل التى تتمتّع بسرعة الانتشار، والتى تربط الفرد بمجتمعات العالم المختلفة وتجعله يطلع على كل ما يدور بها من أحداث، وليس فى مجتمعه فقط».
كما أشارت أستاذ علم الاجتماع إلى أن وسائل التواصل الاجتماعى أول وسيلة تستخدمها الجماعات والتنظيمات والأفراد فى نشر الشائعات داخل المجتمعات، نظراً لكثرة عدد المستخدمين لها، باختلاف الأعمار والمستوى الثقافى والفكرى.
"قدرى": مواجهتها بالأدلة تقوى الثقة بين الدولة والمواطنين
أما عن كيفية التصدى للشائعات، فقالت «قدرى» إنه يجب على الدولة مواجهة الشائعات بالأدلة والحقائق الموثوقة لكى تقوى الثقة بينها وبين مواطنيها، وتجعلهم يبتعدون عن تصديق الأكاذيب، بالإضافة إلى الدور الذى تلعبه وسائل الإعلام المختلفة فى التصدى للشائعات، وذلك من خلال برامج إخبارية وحوارية يقدّمها أشخاص ذوو ثقة داخل المجتمع، بجانب تدعيم قولهم بالحقائق التى تنفى ما يُقال من شائعات، وأنهت «قدرى» حديثها، قائلة: «السوشيال ميديا، أسرع وسيلة للرد على الشائعات، وفى المرتبة الثانية التليفزيون، فهما يحظيان بمكانة كبيرة، مقارنة بباقى الوسائل الإعلامية، لكثرة متابعيهم».
«ليس كل ما يُقال يصدّق، وليس كل ما يُرى أصبح يُصدق»، بهذه العبارة بدأت سهير صفوت، أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، حديثها عن الشائعات وسهولة انتشارها داخل المجتمعات، قائلة: إن الشائعة عبارة عن معلومات جزء منها صحيح والجزء الآخر به كثير من الأخطاء والأكاذيب، تبدأ من عند مصدر ما، ويتم تداولها عبر الأفراد.
"صفوت": كبار السن الأكثر تصديقاً لها
وأشارت أستاذ علم الاجتماع إلى أن الشائعات تكثر فى المجتمعات التى تعلو فيها نسبة الأمية والخرافات، والتى لا تتمتع بالنهج العلمى السليم فى التعامل، بالإضافة إلى وجود قابلية لدى الجمهور لاستقبال الأكاذيب وتصديقها دون البحث عن مصدرها أو مدى صحتها: «المواطن بيصدق أى كلمة تتقال، حتى لو من شخص هو أول مرة يسمع عنه»، كما أشارت «صفوت» إلى ضرورة التدقيق فى كل ما يُقال والبحث عن الأسباب التى تكمن وراء ظهور الشائعات، بجانب عدم مشاركة ما يُنشر على «السوشيال ميديا»، دون التأكد من صحته ومدى تعلقه بالواقع داخل المجتمع، موضحة دور مؤسسات الدولة القانونية والتشريعية فى مواجهة تلك الشائعات من خلال البحث وراء الشائعة والتحقيق فيها والخروج للمواطنين بالحقائق، لكى يمنعوا «البلبلة» داخل المجتمع، كما أشارت «صفوت» إلى أن كبار السن هم الفئة العمرية الأكثر تصديقاً للشائعات، وذلك بسبب قلة الوعى لديهم، مقارنة بالشباب الذين لا يصدقون كل ما يُقال بسهولة، نظراً لوعيهم وتعليمهم.