"تعبك محفوظ".. كيف أنقذت المخدرات باعة جائلين من سرقة أعضائهم البشرية؟
"تعبك محفوظ".. كيف أنقذت المخدرات باعة جائلين من سرقة أعضائهم البشرية؟
"اتعرفت على واحد اسمه (أبو محمود) كنت بورنش له الجزمة، وقالي لو فيه حد قدامك عايز يبيع كليته ابقى بلغني، وتعبك محفوظ، وقالي هتاخد 5 آلاف عن كل زبون" بتلك الكلمات اعترف ماسح أحذية بتفاصيل جريمته لاستقطاب الباعة الجائلين والمتسولين في ميدان رمسيس وحثهم على بيع الكلى نظير مبالغ مالية.
متسول يتوسط تجارة الأعضاء من رمسيس لـ غمرة.. والكلية بـ35 ألف جنيه
وواصل المتهم اعترافه بتفاصيل جريمته قائلًا: "معرفش أي أطباء أو مستشفيات عشان أنا كنت شغال وسيط تبع السمسار اللي اتفق معايا، وجبت 5 أفراد كانوا شغالين بياعين وبتوع ورنيش، بس مفيش حد نجح في الفحوصات الطبية، عشان كانوا بيشربوا برشام وعندهم فيروسات"، مضيفًا أن سعر الكلية الواحد كان بيدأ من 20 ألفًا إلى 35 ألفًا حسب تفاوضه مع الشخص الذي يرغب في البيع، بخلاف 5 آلاف جنيه قيمة العمولة الخاصة به، وكان يتنقل بين "رمسيس والزاوية الحمراء والوايلي وغمرة" للتعرف على ضحاياه.
وقررت النيابة العامة، حبس المتهم و3 من شركائه في الجريمة بتهمة الاتجار في الأعضاء البشرية، وجدد قاضي المعارضات حبسهم لمدة 15 يومًا علي ذمة التحقيقات.
كانت الإدارة العامة لمباحث رعاية الأحداث بقطاع الأمن الاجتماعي بالتنسيق مع مباحث القاهرة، تحت إشراف اللواء نبيل سليم، مدير مباحث العاصمة من ضبط ماسح أحذية، لاتجاره في الأعضاء البشرية.
توصلت تحريات وتحقيقات المباحث، إلى اشتراك شخص مع آخرين بالوساطة والاتجار في الأعضاء البشرية، مستغلين فقر وحاجة بعض المواطنين للمال.
وأفادت التحريات، بتوسط "متسول" في بيع الأعضاء البشرية، وأنه دائم الحديث مع الأشخاص من ذوي الحاجة وبائعي السلع البسيطة بمنطقة الإسعاف، لحثهم على بيع أعضائهم البشرية، واتفاقه مع شخص آخر "محدد" على بيع كليته مقابل 20 ألف جنيه.
باستدعاء الأخير، مقيم بدائرة قسم شرطة الزاوية الحمراء بالقاهرة، سبق اتهامه والحكم عليه في 6 قضايا "سلاح، عدم حمل بطاقة، آداب عامة"، آخرها قضية "سلاح"، أقر بصحة تلك المعلومات.
وأقر بأن الأول اصطحبه لإحدى الشقق بمنطقة النهضة بالسلام، خاصة بأحد الأشخاص وشركائه في بيع الأعضاء، للإقامة بها لحين الانتهاء من إجراء الفحوصات والعملية، إلا أن التحاليل أثبتت عدم سلامته لنقل كليته لإصابته بفيروس "سي".
وأضاف أن المذكورين أجبروه على التوقيع على إيصال أمانة "على بياض"، لمنعه من المغادرة قبل إجراء العملية.
عقب تقنين الإجراءات تم ضبط المتهم الأول المتسول، 49 عاما، مقيم في الأزبكية بالقاهرة، سبق اتهامه والحكم عليه في 5 قضايا، "سرقة، وسائل نقل، خيانة أمانة، تسول"، آخرها قضية "تسول"، وأقر بصحة قيامه بالوساطة في بيع الأعضاء البشرية.