سباق "قصر قرطاج".. زلزال يهز عرش السياسة التونسية
قصر قرطاج الرئاسي
يدخل السباق نحو "قصر قرطاج" منحى جديدا بالغ الأهمية، بعد الإعلان عن فوز المرشحين قيس سعيد ونبيل القروي في الجولة الأولى من الانتخابات التي جرت، أمس الأول الأحد، في أجواء هادئة وبنسبة إقبال توصف بـ "المقبولة"، لتستعد البلاد لمنافسة من نوع جديد تجمع بين أستاذ في القانون الدستوري ورجل أعمال شهير، وأجمع المراقبون على أن نتيجة الانتخابات تمثل زلزالا سياسيا ومفاجأة من العيار الثقيل، حيث لم يتمكن أي من الأسماء التي كانت متصدرة للمشهد من تجاوز الجولة الأولى والعبور إلى جولة الإعادة الحاسمة، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء "الشرق الأوسط".
واعتبرت الصحفية والمحللة السياسية التونسية أسما بكوش- في تصريح لـ"الشرق الأوسط"، أن التصويت كان "عقابيا" للطبقة السياسية بأكملها من اليسار إلى اليمين، ويحمل في طياته عددا من الدروس التي يجب أن تدركها وتستوعبها النخبة السياسية، وأرجعت بكوش، سبب عزوف الشباب عن التصويت في هذه الانتخابات إلى أن الحملات الدعائية لأغلب المرشحين لم تتطرق للقضايا التي تهم الشباب وتمس حياتهم، ما أفقدهم الاهتمام بالعملية الانتخابية برمتها، إلى جانب التناحر والتشتت الذي طال الطبقة التي تصف نفسها بالقوى الديمقراطية، والتي كانت في انتخابات 2014 متماسكة وتتعامل كعائلة واحدة، الأمر الذي أفقدها قوتها وأفقد الناخب ثقته بها.
ورجحت بكوش، أن يكون ذلك ما دفع الناخبين إلى اختيار شخصية مستقلة تنأى بنفسها عن التجاذبات السياسية مثل قيس سعيد، لافتة إلى أنه كان من أقل المرشحين ظهورا على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة كما أنه رفض أي تمويل خارجي لحملته الدعائية والتي كانت تقوم أغلبها على جهود المتطوعين من شباب الجامعة والخريجين.
وفيما يتعلق بنبيل القروي، قالت بكوش: إن القروي عمل على مدار 3 سنوات من أجل هذه اللحظة، حيث كان دائم التواصل مع المواطنين، وأن ذلك على الأرجح هو ما عوض غيابه خلال الحملة الدعائية لظروف سجنه، منوهة بأنه في حال صدور حكم قضائي ضد القروي في هذه المرحلة فإنه سيتم إلغاء ترشحه، ويتم تصعيد المرشح الذي يحتل المرتبة الثالثة وهو في هذه الحالة عبدالفتاح مورو مرشح حزب النهضة، وأشارت بكوش، إلى أنه من الصعب التكهن في الوقت الراهن بنتيجة الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية والتي ستجرى في موعد أقصاه 13 أكتوبر المقبل.
ومن المعروف أن قیس سعید بدأ حیاته المھنیة مدرسا بكلیة الحقوق والعلوم الاقتصادية والسیاسیة بسوسة عام 1986، وهو يعمل عضوا بالمجلس العلمي ومجلس إدارة الأكاديمیة الدولیة للقانون الدستوري منذ عام 1997 كما يتولى رئاسة مركز تونس للقانون الدستوري من أجل الديمقراطیة، وله عدد من الأعمال العلمیة في مجالات القانون خاصة القانون الدستوري.
أما نبيل القروي فهو من الشخصيات الفاعلة في مجال الإعلام السمعي والبصري، وقد درس بمعهد التجارة بمرسيليا وتخصص في التجارة وتقنيات البيع بالمؤسسات متعددة الجنسيات.
وفي مارس 2007 أطلق قناة "نسمة" التليفزيونية، كما أسس في يونيو الماضي حزب "قلب تونس" الذي ترشح باسمه في الانتخابات الرئاسية.. وقد تم اعتقاله في 23 أغسطس الماضي على خلفية قضية رفعتها ضده منظمة "أنا يقظ" بتهمة التهرب الضريبي وغسيل الأموال.