منذ نعومة أظافره يملك موهبة فذة فى صناعة المجسمات، وبعد مرور عدة أعوام استطاع أن يصبح واحداً من أمهر صُناعها بطريقته الخاصة، حيث يستخدم علب «الكانز» الفارغة لتصميم عربات حنطور قديمة، وتماثيل بحجم عقلة الإصبع، لمحاربين قدامى، ونماذج للحارة المصرية القديمة، والمقاهى الشعبية، وعربات الفول.
محمد تكرونى، 29 عاماً، يعمل فنياً بأحد المعامل الطبية، ويستغل وقت فراغه لتطوير موهبته، وبسبب تعلُّقه الشديد بفترة الخمسينات والستينات قرر صناعة مجسمات من وحيها: «كان نفسى أعيش فى الفترة دى، كانت راقية وكلها هدوء، وشكل الحارة زمان بديع، والناس متعاونة مع بعض جداً».
قدرة الفول التى يلتف الناس حولها، ومواطنون على المقاهى، صممها «محمد» من الصفيح: «بطلت أرمى الكانز، باغسله وأنضفه كويس، وأفرده كويس وأصممه بالشكل اللى عايزه».
قبل اعتماد «محمد» على الصفيح فى صنع مجسماته، كان يستخدم ورق الكرتون، لكن مع صقل موهبته وإلمامه بكل تفاصيل الحرفة، استطاع الاعتماد على خامات أخرى: «القطع الفنية المصنوعة من الصفيح تعتبر أعلى مستوى فى المجسمات».
يستغرق «محمد» فى صناعة المجسم مدة تتراوح بين ٧ و٣٠ يوماً، وفقاً لحجمها وتفاصيل شكلها وتكوينها: «أكتر حاجة أخدت منِّى وقت ومجهود الكارِتَّة وعربية الفول عشان عملتها بالفول والعيش والطعمية والبصل»، وغيرها من التفاصيل الدقيقة، التى ميَّزت أعماله الفنية عن غيرها لفنانين آخرين، ولذلك ذاع صيته بين فنانى المجسمات.
يصر «محمد» على اعتبار مجسماته هواية وليست مهنة للتكسب من عائدها: «رغم إنى بمارسها من ٢٠ سنة، لكن باعملها كهواية، باحتفظ بيها، أو بهادى بيها حد من أهلى أو أصدقائى»، ويحاول من مجسماته نشر ثقافة الرقى والبساطة، التى تميَّز بها المواطنون خلال فترة الستينات.
تعليقات الفيسبوك