«الوطن» داخل كواليس مسلسل «السر»: «الحارة المصرية فى ثوبها الجديد»
وفاء عامر فى كواليس «السر»
«السر».. ليس مجرد مسلسل فحسب، بل حالة فرضها المخرج محمد حمدى على لوكيشن تصوير عمله الدرامى بديكور الحارة الشعبية فى استوديو مصر، فمع دقات العاشرة صباحاً بدأ يوم جديد لأبطال العمل الذين توجهوا إلى غرفهم يتقدمهم: الفنانة وفاء عامر، وريم البارودى، ومحمد جمعة، استعداداً لتصوير 22 مشهداً على مدار أكثر من 12 ساعة عمل متواصلة.
فى زاوية بعيدة باللوكيشن تجلس الفنانة وفاء عامر لمراجعة دورها فى اللحظات الأخيرة قبل التصوير، لتدخل البلاتوه فى موعدها وتبدأ فى تنفيذ مشاهدها أمام ريم البارودى، التى استغرقت بعض الوقت لتحضير الشخصية، وبين هذا وذاك يعكف المخرج محمد حمدى على متابعة العمل أمام شاشة صغيرة ممسكاً بيده أوراق السيناريو.
وبمجرد أن صاح «حمدى» فى فريق العمل قائلاً «أكشن» سيطرت حالة من الهدوء التام على موقع التصوير الذى يشبه شكل الحارة ويضم عدداً من محلات العطارة والبقالة وصالونات الحلاقة والمقاهى، ويصطف فى ممشاه بعض السكان الذين يمارسون نشاطاتهم الروتينية اليومية. أغلب المشاهد انحصرت بين وفاء عامر التى تؤدى دور «غالية» سيدة تحب رجلاً يقضى فترة عقوبته فى السجن وصادراً بحقه 33 عاماً بالحبس، وبدورها تنصح «سماح» التى تجسدها ريم البارودى بالابتعاد عن شخص سيدمر حياتها.
وفاء عامر: أجسد شخصية البنت المصرية «الجدعة».. ونقدم تصوراً مختلفاً للحارة بعيداً عن العشوائية والقمامة.. وحسين فهمى رجل شيك ويتعامل مع الآخرين برقى
«الوطن» التقت أبطال العمل فى اللوكيشن بعد قضائها يوماً كاملاً من التصوير انتهى فى الحادية عشرة مساءً، وتحدثت معهم عن طبيعة أدوارهم، والبداية كانت مع وفاء عامر التى عبّرت عن سعادتها بالعمل مع كوكبة رائعة من الفنانين، على رأسهم ريم البارودى، وحسين فهمى، قائلة: «كنت قلقة من مواجهته، ولكننى وجدت أنه رجل شيك وراقى ودنجوان، وبخاصة أننى قدمت أمامه دوراً صغيراً فى فترة التسعينات، وفخورة بتكرار التعاون معه مجدداً فى مسلسل (السر) الذى لا يقل أهمية عن الأعمال التى قدمتها من قبل».
وعن طبيعة دورها، قالت «وفاء»: «أقدم شخصية (غالية) بنت الحارة الشعبية التى تمتاز بالجرأة، فهى فتاة من طبقة شعبية تعبّر عن فئة من السيدات (الجدعة) التى تجوب الشوارع من أجل الحصول على قوت يومها، وتعمل وتتحمل المشاق دون أن تسمح لأحد بالتعرض لها، فأنا منحازة دائماً للأعمال التى تناقش قضايا المرأة، وتهتم بمعالجتها وتتمعن فى طبائع أحوالها، فهى نصف المجتمع وتقود مسيرة التقدم فى البلاد».
وتابعت: «وافقت على الدور لأن هناك كيمياء تجمعنى والمخرج محمد حمدى، بعدما قدمنا معاً مسلسل (شطرنج) بجزأيه، فهو موهوب ويركز على تفاصيل درامية مهمة، فالعمل يقدم الحارة فى شكل جديد يهدف إلى تغيير الصورة السلبية الموجودة عنها فى رأس الكثير من الجمهور، فهى ليست مأوى للعشوائيين أو مقلباً للقمامة، ولكن عن طريق الفن يمكننا القيام بالإصلاح المجتمعى، ومحو الطريقة العشوائية فى التعامل بين البشر».
من جانبها، تحدثت الفنانة ريم البارودى عن تفاصيل دورها: «أقدم شخصية (سماح) بائعة ورد تتعرض للكثير من المواقف الصعبة فى حياتها الشخصية، وتحب رجلاً تحاول أن تفعل من أجله الكثير حتى تكون بجواره دائماً، ولكن أحياناً تكون ظروف الحياة قاسية بشكل كبير، تخوفت فى بداية الأمر قبل انغماسى فى المسلسل، لا سيما أنه يضم فريق العمل نفسه الخاص بمسلسل (شطرنج)، فكان التحدى بالنسبة لى أن أقدم شخصية مختلفة بنفس طاقم الممثلين، خصوصاً بعد النجاح الكبير الذى حققناه فى مصر والدول العربية». وأكملت: «تحمست للعمل مع المخرج محمد حمدى، لأنه متعاون ولديه قدرة على إخراج الكثير من الجوانب الخفية فى إمكانات الممثل، فضلاً عن وجود الفنان نضال الشافعى الذى قدمت معه مسلسل (شطرنج)، والمنتج محمد فوزى الذى تجمعنى به علاقة صداقة قوية، والفنان الكبير حسين فهمى، وقد عملنا معاً فى مسلسل (الشك)، فهو شخص قريب لى على المستويين الشخصى والفنى».
المخرج محمد حمدى فسّر سبب تأجيل تصوير مسلسل «السر» لأكثر من مرة، قائلاً: «انشغال جميع أبطال العمل بأعمال أخرى، ولكننا انتهينا من تنفيذ 40% من أحداث العمل الدرامى، فهو مكون من 60 حلقة، ويحتاج إلى المزيد من الاجتهاد حتى يخرج بشكل واقعى أكثر للجمهور، وقد حرصنا على تقديم دراما بعيدة عن الملل، وتبعث على روح المرح والدعابة».
واستطرد: «التصوير سوف يستمر طوال 10 أيام داخل ديكور الحارة الشعبية، ثم نستعد للسفر إلى إحدى المدن الساحلية لتصوير المشاهد المتبقية، حتى نتمكن من عرض المسلسل فى بداية العام الجديد على إحدى القنوات الفضائية، ولذلك بدأت فى مرحلة المونتاج والمكساج فى الوقت نفسه».
وشدد «حمدى» على أنه لا يخشى تكرار تجربة مسلسل «شطرنج»، مؤكداً أنه يختلف عن «السر» من ناحية شخصياته وطبيعة أدوارهم: «تحمست أكثر بعدما لامست النجاح الكبير الذى حققه بعد عرضه على القنوات الفضائية، وفاء عامر أداؤها يتميز بتلقائية شديدة، وفى بعض الأحيان يُضحكنى ارتجالها، كما يظهر الفنان أحمد حلاوة بشكل مختلف، وريم البارودى تحاول أن تغير من جلدها من فترة لأخرى».