استشاري ترميم عن ألوان طلاء المتحف المصري: رجعناه لأصله
ألوان طلاء جدران المتحف المصري
شهد عام 2014 انطلاق لمبادرة إحياء المتحف المصري لإعادته إلى مجده السابق، فبعد أكثر من 5 عقود من الإهمال، تم إطلاق المبادرة لإعادة المتحف إلى حالته الأصلية كما صممه المهندس المعماري الفرنسي الشهير مارسيل دورجنون.
فمنذ أن تم افتتاحه عام 1902، كان المتحف المصري هو أول مبنى في العالم يتم تصنيفه على أنه متحف، حيث كانت المتاحف الموجوده قصور سابقة تم تحويلها لمتحف، لتنتهي المبادرة من ترميم المتحف، ويكون الشكل النهائي له بطلاء جدرانه باللون الأحمر الطوبي، ليتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي الانتقادات الموجهه لفريق الترميم بعدم ملائمة ألوان طلاء الترميم لسيناريم العرض المتحفي، مشككين في صحة كونه اللون الأصلي للمتحف.
ونتجية لذلك، جعل فريق الترميم الخاص بمشروع التطوير والترميم بالمتحف المصري، يتوجه لإجراء دراسة كامله حول مراحل الأبحاث والتحاليل والكشف عن الألوان الأصلية والمواد المستخدمه عند بناءه، حتى يتم إعادته إلى أصله، مستندين إلى دراسات علمية، تثبت أن تلك الألوان هي ألوانه الأصلية
ويقول رامي عزمي استشاري الترميم الخاص بمشروع التطوير والترميم بالمتحف المصري، إن الدراسات التي أجراها الباحثين لمعرفة اللون الأصلي لجدران المتحف، استندت إلى معطيات علمية، كما أنها اعتمدت على بروتوكولات اختبارات الألوان الحديثة وفقا للمعايير العالمية.
وأضاف عزمي، أن تلك الأبحاث استخدمت مشرط طبي، وعدسة مكبرة، والسبر الطبقي للتعرف على أقدم طبقة من الطلاء وتحليلها، والتي أثبتت جميعها أن اللون الأصلي لجدران المتحف كان الأحمر الطوبي، وللتأكد من صحة ذلك، تم إرسال عينات تلك الدهانات إلى ألمانيا، لفحصها تحت مجهر مجسم ، وتحليلها علميا في مختبر متخصص لتحديد المواد الخاصة والمجلدات والأصباغ المستخدمة.
عزمي: اللجنة الدائمة وافقت على الألوان تمسكا منها باستعادة المباني التراثية لأصلها
وأشار استشاري الترميم، إلى أنه فور الانتهاء من الأبحاث والدراسات والتحليلات التي أكدت على أن تلك الألوان المستخدمة في الترميم هي الألوان الأصلية، تم عرضها على اللجنة الدائمة والتي تتكون من عدد كبار متخصصين أثريين، لتوافق عليها تمسكا منها بالدراسات التي تشير إلى اهمية إعادة المباني التراثية إلى أصلها.
استشاري الترميم: التماثيل والفتارين المعلقة أكدت أن تلك هي الألوان الأصلية
ولفت عزمي، إلى أنه تم التأكد من أصول تلك الألوان فور إزاحة التماثيل والصناديق والفتارين المعلقة على الحائط ولم يتم إزاحتها أو طلاء الجدران خلفها منذ افتتاح المتحف المصري الكبير، والتي أظهرت أن اللون الأساسي للجدران هو ذلك اللون الأحمر، الذي كان له دلاله كبيرة عندما تم اختياره منذ نشأته، بإعطاء إحساس بالعظمة التي تتناسب مع الحضارة المصرية القديمة.
عزمي: تغيير الألوان الأصلية يطمس الشرايط المزخرفة.. تشويه للتراث
وأكد رامي عزمي أنه في حالة إذا تم تغيير الألوان الأصلية لألوان أخرى، سيكون هناك طمس لشرايط مزخرفة على جدران المتحف، والتي هي بشكل كبير مرتبطة بالألوان الأصلية للجدران، وهذا بدوره تشويه لتراث معمار تلك الزخارف.
وتابع عزمي، أن ترميم الآثار دائما ما يستند إلى دراسات علمية والتي تسعى جاهدة إلى إعادة الأثر أو المبنى التراثي لأصلة، والتي تعد مهمة قومية ووطنية يجب إتمامها، من أجل الحفاظ على التراث المعماري لمصر، نظرًا لكون مبنى المتحف المصري هو أول مبنى في العالم يتم تصميمه ليكون متحف يجمع الآثار للحفاظ عليها وعرضها.