صراع سنوي يتكرر كل عام يتسابق فيه التلاميذ على الجلوس في المقاعد الأولى في الصفوف الدراسية المختلفة، مع تشجيع واستماتة أولياء الأمور لمساعدة أبنائهم على ذلك، اعتقادا منهم أن "التختة" الأولى كما يطلقون عليها أفضل من الصفوف الأخرى، وقدرتها على تحقيق المحصلة الدراسية بصورة جيدة، وقربها من السبورة واعتقادا منهم أنها دلالة على نبوغ الطلاب.
مع انطلاق العام الدراسي الجديد اليوم الأحد، يشرع الملايين من التلاميذ في تلبية مطالب أولياء أمورهم في اللحاق بـ "التختة الأولى" بالفصل، ويسلكون كل الطرق المألوفة وغير التقليدية، لتحقيق ذلك، في مشاهد تمثل إزعاجا بالنسبة للكثير من الأشخاص وبعض أولياء الأمور أيضا الذين يرفضون ذلك، ويطالبون بانتهاء تلك العادة ويعبرون عن إنزعاجهم منها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
صراع التخت الأولى
وفي إطار السعي إلى انتهاء أمر الصراع على "التختة" الذي تحول في العام الماضي إلى إصابات نتيحة اشتباكات بين أولياء الأمور والتلاميذ أيضا أو الجري سريعا، أو اقتحام أسوار المدرسة، وتسلق مواسير الصرف والدخول من النوافذ، قدمت أستاذ الاجتماع في جامعة الأزهر والخبيرة التربوية الدكتورة رانيا سيف، نصائح لانتهاء هذا الصراع الذي لا أحقية فيه وفقا لقولها.
نصائح لانتهاء صراع التختة الأولى
أعربت أستاذة علم الاجتماع عن استيائها من تفشي ظاهرة اقتحام أولياء الأمور الفصول لمساعدة أبنائهم على الجلوس في الصفوف الأولى، مشددة على ضرورة أن يصبح أولياء الأمور على قدر من الثقافة التي تؤهلهم لأن يكونوا قدوة لأبنائهم ولا يتبنون وجهات نظر أو اعتقادات خاطئة ربما يكررها أطفالهم مع أبنائهم فيما بعد، مطالبة وزير التربية والتعليم بالتدخل لضبط العملية التعليمية.
وأوضحت الخبير التربوية، في حديثها لـ"الوطن"، إنه لا يوجد شيء يسمى دخول الأهالي للمدرسة، إلا في حالة واحدة فقط ارتكاب الطالب فعلا يستلزم استدعاء ولي الأمر، ونصحت الآباء بأن يقتنعوا ويخبروا أبناءهم أن الجلوس في المقاعد الأولى لا يمكن أن يكون دلالة على التفوق أو التأخر الدراسي، فالطالب المجتهد لن يؤثر عليه مكان جلوسه في المقدمة من عدمه، وكذا التأخر.
وخاطبت رانيا، أولياء الأمور "يجب أن تعملوا على التفاهم وتكوين علاقات مع التلاميذ وآبائهم والاتفاق على جلوس قصار القامة في المقدمة، وطوال القامة في الصفوف الأخرى"، مضيفة: "هذا حل عادل يرضي الجميع".
تعليقات الفيسبوك