"عبدالوهاب" يفتتح مصنعا للتعبئة والتغليف بقرض 150 ألف جنيه في كفر الشيخ
مصنع «عبدالوهاب» للتعبئة والتغليف
بعد إنهاء تعليمه المتوسط، سافر إلى الأردن، ثم لبنان، لتكوين مستقبله، وخلال فترة عمله تزوج وأنجب 4 أطفال، أكبرهم فى الصف الثالث الإعدادى، وأصغرهم عمره 3 سنوات، وعقب انتهاء سنوات الغربة، فكّر فى بدء مشروعه الخاص، فاشترى سيارة «ميكروباص» وظل يعمل عليها لسنوات، وحينما أراد التوسع فى عمله وتوفير حياة أفضل لأطفاله، أنشأ مصنعاً صغيراً لـ«التعبئة والتغليف»، لكن كان التمويل عقبة كبيرة أمامه، فلجأ لجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر بمحافظة كفر الشيخ، ليبدأ فصلاً جديداً من فصول حياته مع تسلمه قرضاً بمبلغ 150 ألف جنيه.
«عبدالوهاب فاروق»، 45 عاماً، يقيم بقرية «الزعفران»، التابعة لمركز الحامول فى كفر الشيخ، روى لـ«الوطن» كيفية تسلمه قرضاً من الجهاز قائلاً: «حينما فكرت فى بدء مشروع خاص بى، لم يكن معى الأموال الكافية، وشاهدت إعلانات كثيرة على شاشات التليفزيون تفيد بأن جهاز تنمية المشروعات يمنح قروضاً بتسهيلات للشباب وأصحاب الأعمال الصغيرة، فقررت العمل فى مجال تعبئة وتغليف المواد الغذائية، وخاصة الأرز، لأنه يناسب طبيعة المكان الريفى الذى أسكن فيه، واستأجرت مكاناً تبلغ مساحته نحو 200 متر مربع بقرية السحايت، التى تبعد عن محل إقامتى عدة كيلومترات، وبدأت فى إجراءات الترخيص من مجلس المدينة، لكنى وجدت إجراءات الجهاز أكثر تسهيلاً، فلجأت له وقدمت دراسة جدوى لمشروعى».
صاحب المصنع: "جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة كان وش السعد عليّا والمشروع فتح بيوت 4 عمال منتظمين و8 غير منتظمين"
وأضاف أن الجهاز منحه قرضاً بـ150 ألف جنيه، وبدأ العمل فى المشروع منذ عام، بعدما حصل على رخصة دائمة لتشغيل المصنع مدى الحياة: «بدأت فى تجهيز المكان وشراء ماكينة للتغليف وأخرى للتعبئة، وتعاقدت مع مضرب أرز لتوريد أرز بلدى لمصنعى، وطبعت أكياساً تحمل اسم المصنع، ودربت 4 عمال دائمين و8 عمال غير دائمين يساعدوننا طبقاً لحاجة العمل، وانتظمت فى سداد الأقساط، تزامناً مع متابعة من أعضاء الجهاز للتأكد من استمرارية المشروع، وفتحت بيوت شباب كانوا لا يجدون عملاً بفضل الجهاز».
«فى البداية، احتاج التسويق إلى جهد ووقت وجدية وإرادة، بسبب عدم ثقة التجار فى كثير من المنتجات، ومع غزو الأرز المستورد السوق، وقيام البعض بخلطه مع البلدى لتحقيق أرباح من فارق السعر، خلقت أمانتى ثقة فى منتجاتى لجودتها»، قالها «عبدالوهاب» مشيراً إلى أن الجهاز ساعده فى خطط التسويق وتذليل العقبات أمامه، ما جعله يفكر جدياً فى توسيع نشاطه ليشمل تعبئة الزيت والسكر، والحصول على قرض إضافى بقيمة 350 ألف جنيه، موضحاً أن العقبة الكبرى التى تواجه صاحب أى مشروع هى كيفية تسويق منتجه، لأن الجهاز لا يقوم بإسناد مباشر لأصحاب المشروعات تساعدهم على تسويق منتجاتهم، وكل ما يحتاجه المقترضون هو المساهمة فى تسويق المنتجات خاصة أصحاب المشروعات الصغيرة والجديدة.
على ماكينة صغيرة تُسمى «القادوس»، يقف محمد السعيد مختار، 21 عاماً، يقوم بتفريغ الأرز من الشكائر، ليمر بمراحل عدة حتى يخرج معبئاً ومُغلفاً فى الأكياس المخصصة له، وتتكون الماكينة من «سيرين» أحدهما للرفة والآخر للتعبئة: «باشتغل نحو 10 ساعات فى اليوم، والراتب 100جنيه يومياً، يعنى لو انتظمت فى العمل راتبى يصل إلى 3 آلاف جنيه شهرياً، بساعد بيهم فى الإنفاق على أسرتى، وده أحسن من القعدة على القهاوى، والشغل الحكومى طبعاً مفيش دلوقتى».