خبراء سياحة: تطوير دور العبادة التراثية يضاعف أعداد السائحين ويحافظ على الهوية
سياح داخل مسجد محمد على بالقلعة
أثنى العاملون بالقطاع السياحى الحكومى والخاص على الجهود التى تبذلها الحكومة للارتقاء بالأماكن التراثية الإسلامية وإنفاق مليارات الجنيهات على تطويرها، كون ذلك يمثل عامل جذب إضافياً للمقصد السياحى المصرى، وقال حسن النحلة، نقيب المرشدين السياحيين، إن تطوير الأماكن التراثية الإسلامية يسهم بشكل إيجابى فى زيادة أعداد السياح الوافدين إلى مصر سنوياً، وأضاف لـ«الوطن» أن غالبية البرامج التى يتم تنظيمها للسياح بالقاهرة تتضمن زيارة مساجد، السلطان حسن والرفاعى، ومحمد على بالقلعة، وأحمد بن طولون والحسين والأزهر والمنطقة المحيطة به وشارع المعز بمقتنياته، وذلك لتعريف السياح بالعمارة الإسلامية التى كانت موجودة بمصر خلال القرون الماضية، موضحاً أن أكثر السياح الذين يرغبون فى زيارة تلك المساجد هم سياح الدول الإسلامية خاصة ماليزيا وأندونيسيا فضلاً عن الدول العربية.
"النحلة": البهرة والدروز والشيعة مولعون بزيارة "الحاكم بأمر الله"
وأشار «النحلة» إلى أن مسجد الحاكم بأمر الله يكون الطلب على زيارته كبيراً من طوائف الشيعة والبهرة والدروز الذين يرتبط معهم بأحداث دينية وتاريخية هامة، كما أن الفاطميين والشيعة لديهم شغف كبير لزيارة مسجد الحسين والجامع الأزهر، فضلاً عن الأضرحة المنتشرة بمنطقة وسط البلد ومصر القديمة، ولفت إلى أن تطوير تلك المساجد التراثية له بعد حضارى آخر، حيث يحافظ على الهوية المصرية التى تتعرض حالياً للعديد من حملات التشويه عبر القنوات المناوئة لمصر بالخارج وبعض مواقع التواصل التى تحاول طمس هوية شعبنا.
"فاروق": لا بد من التسويق الجيد
ومن جانبه قال محمد فاروق، أمين صندوق غرفة شركات السياحة، رئيس لجنة السياحة الإلكترونية بالغرفة، إن المشروع القومى الذى تتبناه الدولة حالياً لإحياء وتنشيط السياحة الدينية عن طريق تطوير المساجد التراثية سيؤدى إلى زيادة أعداد السياح الوافدين لزيارة مصر خاصة من الدول الإسلامية، وأضاف: «لا بد من تكثيف الدعاية عبر منصات الترويج الإلكترونية ومواقع التواصل للمزارات الإسلامية وتدشين برنامج خاص لزيارتها»، لافتاً إلى أن برنامج «العمرة بلس» الذى ستبدأ شركات السياحة المصرية فى تنظيمه بداية من شهر أكتوبر المقبل لتنفيذ برامج سياحية إلى الأماكن التراثية والثقافية ضمن برنامج العمرة العادى للمواطنين الماليزيين سيتضمن زيارة عدد من تلك المساجد خلال المرحلة الأولى للبرنامج، كالأزهر والحسين ومحمد على بالقلعة، وأشار «فاروق» إلى أن هناك إقبالاً جيداً من العديد من سياح الدول الإسلامية على زيارة بعض تلك المساجد، منوهاً بأنه حال دمج تلك المزارات الإسلامية ببرنامج واحد فإن هذا سيجذب عدداً أكبر من السائحين، مشدداً على أن تنوع المقومات التى تمتلكها مصر ما بين تراث فرعونى وإسلامى ورومانى يونانى وقبطى فضلاً عن الشواطئ، يزيد من القيمة التسويقية للمقصد السياحى المصرى.
"غنيم": المزارات الإسلامية قادرة على جذب مليون سائح سنوياً
ومن جهته دعا على غنيم، عضو مجلس إدارة الاتحاد المصرى للغرف السياحية، إلى ضرورة التسويق الجيد للمساجد التراثية المصرية بالدول الإسلامية كبرنامج «سياحى» دينى بعيداً عن الطائفية، مشيراً إلى أن هذا البرنامج قادر على جذب نحو مليون سائح سنوياً، إذا ما تم الترويج والدعاية له بشكل مختلف، وأوضح أن هناك بعض الاعتبارات السياسية والأمنية أدت إلى عرقلة خروج برنامج يضم المعالم التراثية الإسلامية المصرية، خاصة أن بعض الدول قد تستغل هذا البرنامج ضمن خطتها للمد الشيعى، منوهاً بأن مصر من أهم الدول التى تضم مقابر وأضرحة آل البيت والصحابة التى يعشق غالبية المسلمين زيارتها، والتى يرتبط أصحابها بمواقف مؤثرة فى التاريخ الإسلامى، وأشار «غنيم» إلى أن تطوير مسجد الحسين والمنطقة المحيطة به والمليئة بالأماكن التاريخية كخان الخليلى ومقهى الفيشاوى ومنطقة الغورية والأزهر وغيرها من الأماكن التى يعشق السياح من مختلف دول العالم زيارتها، سيؤدى إلى زيادة إقبال السائحين على زيارتها، خاصة أنها تمثل القاهرة القديمة، لافتاً إلى ضرورة استنباط طرق تسويقية مبتكرة لهذا النوع من البرامج الذى يتعامل مع سائح له ميول وانطباعات مختلفة.
ومن جهته كشف مصدر بهيئة التنشيط السياحى التابعة لوزارة السياحة أن الحملات الترويجية التى يتم تدشينها للترويج والدعاية للمقصد السياحى المصرى بالخارج تشمل العديد من المساجد، كالسلطان حسن وأحمد بن طولون ومحمد على بالقلعة والحسين والجامع الأزهر والرفاعى وغيرها من الأماكن التراثية والأثرية التى تمتلكها مصر، وأشار المصدر إلى أن السياح الأجانب والبرنامج الذى يتم تنظيمه لهم من قبل الشركات السياحية قد يضم مَعلماً أو مَعلَمين من تلك المساجد كرمز للحضارة الإسلامية بمصر بجانب زيارة أهرامات الجيزة والمتحف المصرى، وأكد المصدر أن هناك بعض المجموعات تمكث بالقاهرة بضعة أيام يتم تخصيص يوم منها لزيارة المعالم الإسلامية بالقاهرة، موضحاً أن هناك مشكلات فى حصول بعض الجنسيات التى ترغب فى زيارة تلك المزارات على تأشيرات دخول مصر لوجود بعض المحاذير الأمنية، وأضاف أن القاهرة وحدها تضم مئات المساجد والأضرحة القادرة على جذب ملايين السياح إلى مصر سنوياً، شريطة وجود حملة تسويق جيدة تبرز أهمية تلك المساجد فى التاريخ الإسلامى وتاريخ بنائها وروعة تصميماتها التى ناسبت فنون المعمار فى كل عصر إسلامى، بداية من عصر الصحابة حتى العثمانيين والمماليك.