المساجد التاريخية.. الوزارة ترمم روائع الحضارة والباعة والزوار يخرّبون
انتشار عدد من الباعة حول المساجد
اتفق عدد من أساتذة الآثار والفنون الإسلامية على وجود عدد من المساجد الأثرية التى تحتاج عمليات ترميم، لكنها متوقفة لعدم توافر الإمكانيات المادية، وأكدوا ضرورة انتشار الوعى لدى الباعة الجائلين المحيطين بالمساجد الأثرية والتاريخية، إضافة إلى توعية الزوار بضرورة الحفاظ على الطابع الأثرى للمسجد، دون تشويه أو العبث به.
ويقول محمد عبدالحفيظ، أستاذ الآثار والحضارة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، إن أكثر المشاكل التى تواجه المساجد الأثرية فى مصر هى ازدواج المسئولية بين الأوقاف والآثار، وارتفاع منسوب المياه الجوفية فى بعض المساجد، مضيفاً أن مشكلة ترميم المساجد تكمن فى عدم وجود الميزانية الكافية لدى وزارة الآثار لترميم جميع المساجد الأثرية، ومن ثم تقوم بتكليف وزارة الأوقاف لتكفل عمليات الترميم، ويقتصر دور وزارة الآثار على الإشراف الفنى فقط، ويضيف: «فى الأغلب الأوقاف ترفض تمويل عمليات الترميم، إلا لمساجد معينة، التى تستطيع أن تكفل ميزانيتها»، وتابع أستاذ الآثار، أن العنصر البشرى يؤثر بالسلب على تلك المساجد، سواء المريدين أو الباعة الجائلين الذين أخذوا من جوار المساجد مقراً لهم: «المريدون بيكونوا جايين يزوروا ومعاهم أكل وشرب، مش بيعملوا حساب إن ده مسجد»، مشيراً إلى أن موالد مثل «الحسين» و«السيدة نفيسة»، يقيم المريدون فى خيامهم يتم تثبيتها فى جدران المسجد ما يضر بالأثر، كما أشار «عبدالحفيظ» إلى الباعة الذين يعلقون بضائعهم على جدران المساجد، أو إلقاء مخلفاتهم بجوارها، ما يتسبب فى تشويهها، إضافة إلى استخدام المواقد والبوتاجازات فى طهى الأطعمة ما يؤدى إلى تسويد الجدران وتخريب منظرها التاريخى، ومن أكثر المساجد التى يحيط بها الباعة الجائلون، مراد باشا والشواذلية بمنطقة الموسكى ومسجد الحسين أيضاً»، وأنهى «عبدالحفيظ» حديثه، قائلاً: «الدولة حالياً بتحاول ترمم المساجد الأثرية بجانب تقنين أوضاع الباعة الجائلين، للحفاظ على الطابع الأثرى للمكان».