خبراء: الحمولات الزائدة وانعدام الصيانة الدورية سبب مشاكل الكباري
عقيل
قال عدد من خبراء النقل والطرق والكبارى إن الحمولة الزائدة لسيارات النقل وعدم الالتزام بإجراء أعمال الصيانة الدورية للمنشأة فى موعدها سبب سوء حالة الكبارى فى مصر، خاصة فى القاهرة والجيزة، مؤكدين أن انهيار الكبارى يقع أحياناً بسبب طريقة إنشائها الخاطئة، وأكد الخبراء لـ«الوطن» أن فواصل الكبارى يجب أن تكون مطاطية لكى تمتص قوة خبط وحمل السيارات أعلى الكوبرى، بالإضافة إلى حفاظها على عملية التمدد والانكماش الحرارى، وطالب الخبراء بسرعة نقل إشراف الكبارى ذات الأهمية إلى هيئة الطرق والكبارى، التى تمتلك القدرة على الحفاظ على تلك المشروعات.
يقول الدكتور أسامة عقيل، أستاذ الطرق والمرور والمطارات بكلية الهندسة جامعة عين شمس، إن كبارى القاهرة الكبرى لا تخضع لعملية الصيانة الدورية لإصلاح التالف منها، لافتاً إلى أنه من المفترض أن يتم تنظيم جدول زمنى لصيانة أى كوبرى منذ إنشائه يشمل كشفا دورياً عليه، إلا أن ذلك لا يحدث رغم ما توفره الصيانة الوقائية من مبالغ مالية قد تصرف بعد انهيار الكوبرى، وأكد «عقيل» أن معظم الكبارى بداخل محافظتى القاهرة والجيزة تابعة للمحليات، وأن المحليات تعانى من الإهمال الشديد فى إجراء عمليات الصيانة مما يهدد تلك الكبارى بالانهيار، مشيراً إلى أن الانهيار يقع أحياناً بسبب طريقة إنشاء الكبارى الخاطئة وأحياناً وسائل النقل نفسها، فنجد أن الكبارى حدثت لها انهيارات بسبب أن الأحمال كبيرة عليها فى ظل عدم وجود قيود على الأحمال ولا مراقبة جادة لها، وهناك كبارى تنهار بسبب عيوب فى تنفيذها وتصميمها، وهذه العيوب تتضح بعد الانتهاء من تنفيذ الكبارى، حيث توجد عيوب فنية معقدة، وأهم عيب أنه يتم إنشاؤها دون مراعاة للنسبة والتناسب بين قدرتها على التحمل ومقدار الأحمال التى تتعرض لها، ما قد يتسبب فى انهيار الكوبرى، ومن ضمن العوامل الأخرى أن يكون التنفيذ تم بطريقة خاطئة أو تكون جودة التنفيذ رديئة.
"عقيل": الفواصل يجب أن تكون مطاطية لتمتص قوة خبط وحمل السيارات.. والصيانة كل 6 شهور
وبرر «عقيل» سوء حالة الكبارى بعدم توفير ميزانية صيانة بعد إنشاء الكوبرى، فحينما تتم إقامة كوبرى بمنطقة ما، تكتفى الوزارة فقط بدراسة ميزانية إنشاء الكوبرى وتغض البصر عن مدى استمرارية الكوبرى بجودته الإنشائية لعدم توافر ميزانية صيانة وتطوير، والمتاح فقط هو الصيانة الطارئة التى ترتبط بحدوث الكارثة، رغم أن الكوبرى يجب أن يخضع للصيانة كل 6 أشهر على الأقل. وبعيداً عن الصيانة الدورية فإن فواصل الكبارى تكون عادة ذات تصميم خاطئ، بحسب «عقيل»، إذ يجب أن تكون مطاطية لكى تمتص قوة تخبط وحمل السيارات أعلى الكوبرى، بالإضافة إلى حفاظها على عملية التمدد والانكماش الحرارى، واختتم عقيل حديثه مطالباً بسرعة نقل إشراف الكبارى ذات الأهمية إلى هيئة الطرق والكبارى، التى تمتلك القدرة على الحفاظ على تلك المشروعات.
من جانبة قال الدكتور إبراهيم مبروك، أستاذ النقل والمرور والطرق بكلية الهندسة بجامعة الأزهر، إنه عندما يتم تصميم الكبارى أو الطرق فإن ذلك يتم وفقاً للكود المصرى المتوافر به كل الشروط والمواصفات، مؤكداً أن أحد أهم أسباب مشاكل الكبارى فى مصر هو عدم التزام سيارات النقل الثقيل بالحمولات المقررة، ففى حال وزنها على الطرق يتبين أن حمولتها تكون فى العادة 3 أضعاف الحمولة المقررة، ما قد يسبب هبوط الكبارى، الذى ينتج عنه كوارث، وفى هذه الحالة تكون أعمال الصيانة غير مجدية، مع أن هناك أكثر من جهة منوطة بحل مشكلة انهيار وهبوط الكبارى، منها إدارات المرور وهيئة الطرق والكبارى والوحدات المحلية بالمحافظات التى تتبعها شبكة الكبارى والطرق الداخلية، وحتى الكبارى التى لا تسير عليها سيارات النقل الثقيل فهى تحتاج لأعمال صيانة دورية نتيجة العوامل الطبيعية. وطالب مبروك بسن تشريعات تضاعف عقوبة المخالفين للحفاظ على شبكة الكبارى والطرق فى مصر
ويرى الدكتور حمدى برغوت، خبير النقل الدولى واللوجيستيات، أن أى كبارى سواء خرسانية أو معدنية لها أسلوب بناء وحسابات إنشائية ولها جدول صيانة، لا بد أن يتم الالتزام به بشدة، لكن للأسف فإن الخدمات الاستشارية التى تقوم بعمل الحسابات يكون بها خطأ، أو قد يأتى الخطأ فى أسلوب تنفيذ التصميم من قبل المقاولين، وبالنسبة للكبارى المعدنية، فطبقاً لـ«برغوت» يكون عمرها أطول وصيانتها أسهل وطريقة تنفيذها أسرع، ويمكن تنفيذها بعيداً عن منطقة الإنشاء كمصانع وورش معدنية ويتم نقلها، فهى أفضل من الكبارى الخرسانية لكن المعدنية تكلفتها أعلى وكفاءتها أفضل، ملقياً اللوم فى مشاكل الكبارى على عدم التخطيط على المدى البعيد، مؤكداً أنه لا بد من دراسة المواصفات بين الكبارى ومدى تحملها والغرض من إنشائها.