كباري "ناهيا وأرض اللواء والأزهر".. إرشادات غائبة ورقابة مفقودة.. ومواطنون: "نريد حلا"
اللوحات الإرشادية المرورية تغيب عن أغلب الطرق والكبارى
عقارب الساعة تشير إلى الواحدة ظهراً يوم ٥ مايو الماضى، السيارات تسير بشكل طبيعى أعلى كوبرى ناهيا الذى يربط بولاق الدكرور بشارع جامعة الدول العربية، وفجأة سمع الجميع صوت ارتطام قوى بالأرض، وباستطلاع الأمر تبين سقوط سيارة من أعلى الكوبرى، ما أدى إلى إصابة ٣ أشخاص، وكشفت تحقيقات النيابة العامة وقتها أن سيارة نقل جامبو، كانت تسير عكس الاتجاه فاصطدمت بأخرى وسقطت على وحدة مرور العجوزة، ما أدى إلى وفاة سيدة كانت تنهى أوراقاً خاصة بها داخل وحدة المرور الموجودة تحت الكوبرى.
الحادثة تناقلتها وسائل الإعلام بشكل موسع، وأظهرت مخالفة قائد السيارة لقواعد السير، ما أدى إلى اختلال عجلة القيادة فى يده بعد التصادم وسقوطه بسيارته من أعلى الكوبرى، ولم تكن هذه الواقعة هى الأولى من نوعها، وأكد نبيل خالد، ٤٩ سنة، أحد أهالى منطقة بولاق، أن حوادث سقوط السيارات من أعلى الكوبرى متكررة، خاصة أن هذا الكوبرى به منحنى يتطلب من السائق أن يبطئ الحركة حتى لا يصطدم بالسور، مضيفاً أن هذا الكوبرى يعانى بشكل كبير من عدم توافر وسائل الأمان للسائقين، وليس به لوحات إرشادية، بجانب قلة عدد المطبات الهوائية، وهو ما يسمح للسائقين بتجاوز السرعات المحددة.
«السور الحديدى ذو الارتفاع المنخفض لا يمنع سقوط السيارات وهو تجميل للكوبرى وليس لحماية الأرواح، السور ملهوش لازمة، أقل خبطة بتوقعه، ولما بيصلحوه كل اللى بيعملوه إنهم يركبوا الأجزاء اللى اتكسرت بس، يعنى بيتلحم، وده فى حد ذاته غلط، وكمان الحديد من أكتر عيوبه إنه بيصدى وده بيخليه مع أى خبطة بيقع وياخد العربيات وينزل، لكن لو بقى خرسانة خفيفة، مستحيل العربيات تاخده وتقع، وبكده هتكون نسبة الوفيات قليلة»، هكذا علق محمد عيسى، ٢٩ سنة، سائق، على حالة الكوبرى.
صعدنا الكوبرى من اتجاه جامعة الدول العربية، وسرنا مسافة ليست قليلة حتى تمكنا من الوصول إلى نهايته، وهناك العديد من سيارات السرفيس تقف بشكل عشوائى عند آخر الكوبرى، وعن هذا الوضع السيئ قال عمرو إسماعيل، ٤٧ سنة، أحد سكان بولاق الدكرور: «المنحنى بتاع الكوبرى خطير، إزاى العربيات تقف بالشكل ده، لو حد مش عارف الطريق كويس، هيجرى بأقصى سرعة وقت النزول، لأنه هيكون فاهم إن الطريق فاضى وممهد، لكنه هيتفاجئ بالعربيات فى وشه».
وروى «إسماعيل» أحد الحوادث العالقة فى ذهنه، قائلاً: «بقالى ٥ سنين فى المنطقة، مش قادر أنسى يوم ما عربية نقل جرفت كشك قدامها ومعاه كذا عربية كانت واقفة عند آخر الكوبرى».
«عايز تشوف الزحمة بجد تعالى الصبح بدرى، مستحيل تعرف تمشى»، جملة قالها أحد المواطنين وطلب عدم ذكر اسمه، مضيفاً: السائق المتجه نحو شارع جامعة الدول العربية يتعين عليه الصعود من مدخل صغير المساحة به عدد من الحفر العميقة، والسيارات تسير واحده تلو الأخرى.
وفى منطقة قريبة من كوبرى ناهيا وتحديداً فى منطقة أرض اللواء يشكو السكان من اقتراب منحنيات الكوبرى من الشقق والمساكن الخاصة بهم، وقال أسامة محمد، أحد السكان، إن اقتراب منحنيات الكوبرى من المساكن يشكل خطراً كبيراً عليهم نظراً للسرعات التى يسير بها السائقون، مضيفاً: «ممكن عربية تطير داخل العمارة من شدة السرعة». وفى منطقة العتبة يعانى كوبرى الأزهر منذ فترة طويلة من ضعف البنية التحتية والإهمال، حسب توصيف عيسى رامى، أحد أصحاب المحلات المواجهة للكوبرى، مشيراً إلى أن أبرز المشكلات تتلخص فى السرعة الكبيرة التى يسير بها السائقون دون رقابة، وضعف السور المحيط بالكوبرى، ما يجعله عرضة للانهيار والسقوط على المشاة، وهذا ما حدث منذ فترة، وتابع: «العربية اتعلقت نصها فوق ونصها تحت»، وطالب «رامى» بضرورة تقوية سور الكوبرى ووضع إرشادات عليه للسائقين ومتابعة التزامهم بها حتى لا ينسوا السرعة المسموح بها.