أحد أبطال حرب أكتوبر: عادت لنا الكرامة والعزة وكسرنا أنف موشى ديان
بطل أكتوبر
"أعددنا لحرب أكتوبر العدة قبلها بفترة طويلة، وكنا على أتم الاستعداد لساعة الصفر، فخضعنا لتدريبات شاقة على أعلى مستوى لكي نستعيد كرامتنا، كنا في حرب ثأرية مع العدو"، بتلك الكلمات بدأ عادل زقزوق، 72 عام، أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة حديثه لـ "الوطن".
يروي زقزوق التفاصيل قائلا: "حين اندلعت الحرب كنت برتبة رقيب مجند قائد مجموعة استطلاع سلاح المظلات خلف خطوط العدو، حيث كنا مقسمين لفرقتين الأولى دورها الاستطلاع لوقف تقدم احتياطات العدو عن العبور والمجموعة لواء 182 مظلات بقيادة العميد إسماعيل عزمي التي قادت واقعة الدفراسور لصد هجوم العدو الذي كان يستهدف احتلال محافظة الإسماعيلية"، متابعا: "كافة أبطال حرب أكتوبر قدموا بطولات رائعة فكانت معركة شهد لها التاريخ".
ويستطرد قائلا: "أمضيت في الجيش 8 سنوات شاركت خلالها في نكسة 67 وحرب الاستنزاف وحرب أكتوبر"، متابعا: "لم يكن أحد يعلم موعد الحرب فجميعنا علمنا بالموعد في الثانية ظهرا، وعلمنا بها من خلال الطلعات الجوية لسلاح الطيران المتجه ناحية سيناء، كانت الطائرات تنطلق محملة بالصواريخ والوقود لتعود مرة أخرى للقاعدة دون الصواريخ، هنا علمنا بأن الحرب اندلعت، حيث شن سلاح الطيران بضربات جوية في العمق".
ويردف زقزوق قائلا: "كنا مستعدين جيدا للحرب بالتدريبات المتواصلة، ونحن كسلاح المظلات كنا متواجدين في المطارات، بحيث نكون تحت الطيران، ونتقدم في أي اتجاه تطلبه القيادة"، مضيفا: "حرب أكتوبر كانت حرب ثأرية بعد هزيمتنا في 67 فلم يكن حينها لدينا سوى تسليح بدائي تم تطويعه لقوة هجومية جبارة بعزيمة الأبطال وإرادة الله عز وجل تمكنا من هزيمة العدو الذي كان دائما يردد أنه لا يقهر فقد اختار الله هؤلاء الجنود ليكونوا وقود لنار اشتعلت في العدو لنسترد كرامتنا وعزتنا وأرضنا من العدو".
وتابع: "مفيش في الحرب زميل يترك زميله مصاب في أرض المعركة فقد كنا مشاريع شهادة جميعنا، فقد كتبنا شهادات وفاتنا ونحن أحياء وكل منا كتب في وصيته لو واحد مات مين هيستلم جثمانه فتعلمنا عدم ترك جريح في أرض المعركة حيث كنا نقوم بتسليمه للمستشفى للعلاج وحال الاستشهاد نحافظ على الجثمان ونسلمه قبل العودة لقواعدنا".
وأكد أن المظلات المصرية قدمت أسطورة قتالية في معركة الدفراسور، وأعطينا لشارون وأعوانه درس لن تنساه إسرائيل مدى الحياة، ولم ولن يعلنوا خسائرهم الحقيقة حتى الآن في تلك المعركة.
ويضيف زقزوق "قمنا بإغراق دباباتهم في تلك المعركة وكانوا صيد ثمين لأسلحتنا البسيطة، ولكن جسارة قواتنا كانت الأهم فقد كان للعدو هاجس بأنهم سيواجهون الجندي الذي قابلوه في 1967 لكن وجدوا قلعة متحركة يحمل فوق ظهره مايسقط به الطائرة ويدمر به الدبابة ويدافع به عن نفسه وعلموا جيدا أن هؤلاء الأبطال خير أجناد الأرض ولم نسمح لهم بدخول الإسماعيلية وكم تمنيت الاستشهاد في سبيل الوطن ولكن لم يشاء الله فمن نال الشهادة وروت دماءه أرض مصر الطاهرة هم الأبطال فلن ينال العدو أرض مصر إلا على جثث أبطالها فلدينا من الخبرة القتالية ما يفوق أعتى جيوش العالم فقواتنا الخاصة رقم 1 على مستوى العالم".
ويستطرد بطل حرب أكتوبر: "حينما جاء العدو ليستلم نعوش مجنديه كانت أعدادهم كبيرة جدا فالموت لدى قواتنا أمر عادي فحياتنا لم تكن تسوى شئ لجانب كرامتنا فكنا نريد ترك العزة والفخر لأولادنا ولا نترك أرض مدنسة بأقدام العدو فقد كانت تلك أمنية كل الأبطال الذين شاركوا في حرب أكتوبر فالعزة والكرامة التي تركنها لأبنائنا يعيش عليها أحفادنا لوقتنا هذا".
واستكمل: "نحن الجيل الذي تمكن من كسر أنف موشى ديان وشارون ورفاقهم فمصر ظلت ولازالت أعظم دولة في العالم، وقوة لا يستهان بها، ودائما ما يفكر العدو ألف مرة قبل مجرد التفكير في الاقتراب من مصر".
ويتذكر زقزوق أيام حرب أكتوبر، قائلا: "لم يقدم مواطن بلاغ واحد في أي قسم شرطة سواء بالسرقة أو خلافه في تلك الفترة فالجميع كان على قلب رجل واحد من أجل الملحمة الكبرى ملحمة أكتوبر المجيدة فكنا تقرعنا الهزيمة المرة بصبر وإيمان في 67 لذا قررنا بعون الله استشعار لذة النصر وهدفنا كان النصر أو الشهادة نكون أو لا نكون ونداء الله أكبر كان يربط الأرض بالسماء وربنا رد كيدهم في نحورهم فلم يعمل حتى الآن فيلم واحد يجسد البطولة الحقيقة لأبطال حرب أكتوبر".
ويقول زقزوق: "تعاملنا مع العدو وفقا لاتفاقيات جنيف ولم نتبع معه سوى تعليمات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فلم نقتلع أو نحرق زرع ولم نعذب أي من جنودهم كنا نعطى للأسير المياه والأكل لذا بعدما عادوا أصيبوا بحالة انفصام في الشخصية وباتوا يرددون القادة خذلونا وجدنا وحوش نحاربهم وليس كما وصف لنا قادتنا"، متابعا: "صديقى محمد المصري دمر 29 دبابة للعدو كأنه كان يصطاد عصافير".
ويتذكر زقزوق دوره، قائلا: "كانت مهمتي استطلاع موقع وإمكانيات العدو ومدعم بإيه ويحتاج قوات تتعامل معه قد إيه واحتياطاته قد إيه"، كما تعلمت اللغة العبرية لكي أتمكن من التعامل مع العدو وحتى الآن، لذا يتذكرني القادة بعدما تركت علامة بارز في موقعي.
ووجه زقزوق رسالة للمصريين قائلا: "حافظوا على مصر بكل ماتملكون من قوة ولا تلتفتوا لما يطلقه العدو من شائعات متابعا نحن 100 مليون مواطن عدونا يريد ضياع دولتنا أين سنذهب مصر مهبط الأنبياء فقد حماها الله سبحانه وتعالى".
وختم حديثه قائلا: "نحن كأبطال حرب أكتوبر جنود تحت الطلب فلدينا الخبرة للتعامل مع كل من أراد سوء ببلدنا والله لنقطع رقبته".