"كله على اللاب توب".. مين هيسيب التليفون ويمسك كتاب؟!
صورة تعبيرية للاب توب
أدوات حديثة أفقدت المكتبة المدرسية دورها، مغلفة بتكنولوجيا فائقة تخطف أنظار الصغار، حتى قلَّ شغفهم نحو هذا المكان الذى لم يعد يستهويهم، لأن البديل أكثر إثارة، يتمتع بسرعة وسهولة فى نقل المعلومات وإغراءات تنسيهم عدد صفحات الكتاب أو القصة وحياة أخرى فضلوها عن حصة المكتبة التى تأتى مرة واحدة فى الأسبوع، بجانب تراجع دور المُعلم وتعامله معها على أنها ترفيه واستبدالها بحصة للانتهاء من المنهج باكراً.
"مصطفى": نتحمل جزءاً من الذنب
حازم مصطفى، طالب فى الصف الثالث الثانوى، يحب القراءة داخل المكتبة للاطلاع على المجموعة الكاملة لأعمال إبراهيم ناجى وأحمد شوقى، وينتظر الحصة بفارغ الصبر لتنمية هوايته فى الشعر، مؤكداً أن الإقبال ضعيف جداً ولم يعد هناك اهتمام من أقرانه نظراً لكونها حصة اختيارية، مضيفاً: «ممكن نبقى 5 بس من الفصل كله فى المكتبة لأن الزمن اتغير وكذلك أذواق الناس والإنترنت أصبح وسيلة أسرع للمعرفة». «مفيش عندنا مكتبة».. هكذا عبرت سعاد محمود، التلميذة فى الصف السادس الابتدائى، عن فقدانها للمكان المحمل بالكتب والقصص، بجانب عدم وجود معمل أو غرفة حاسب آلى، مؤكدة أن مدرستهم متواضعة لوجودها فى إحدى مدن محافظة الشرقية.
ويدرس محمد عادل فى الصف الثالث الثانوى، مؤكداً أن حصة المكتبة لم تعد موجودة، وحل مكانها إما حصة ألعاب أو يأخذها مدرس أى مادة للانتهاء من المنهج سريعاً، وإن حدث ودخلوها يتم تشغيل قناة ناشونال جيوجرافيك لهم لحين إعلان جرس الانتهاء أو الجلوس فى الفصل دون أى سبب.
وقالت والدته صباح حسن، إن دور المكتبة المدرسية تراجع كثيراً مقارنة بالسابق، وانطفأ شغف الصغار نحو القصص ومعرفة تفاصيل الحكايات وتم استبدالها بالتكنولوجيا الحديثة التى «غطت على حاجات كتير»، أصبح «جوجل» هو وسيلتهم للمعرفة، متذكرة حين كانت تنتظر حصة المكتبة التى تأخذها فى رحلة للخيال والاستمتاع بقراءة القصص والكتب العلمية، مضيفة: «المدرسة مريَّحة دماغها ومابقتش مستعدة تحبب الولاد فى القراءة».
"كوكب": "مفيش استجابة بسبب الإنترنت والألعاب"
كوكب سليم، ولى أمر طفلين فى المرحلة الابتدائية، وافقتها فى الرأى، مؤكدة أن التقصير من الطرفين؛ الطلاب والمدرسة، فكلاهما لم يعد لديه الدافع لتصفح كتاب وتحديث العناوين بما يتناسب مع طبيعة الجيل الحالى، مضيفة: «مفيش استجابة مادام فيه تليفون ونت وألعاب». ويرى مصطفى حسين، مدرس لغة عربية وولى أمر، أن التقصير ليس من المدرسة وحدها بل من أولياء الأمور أيضاً بسبب الاستجابة لرغبات أبنائهم وشراء الأجهزة الحديثة لهم التى جعلتهم يعزفون عن الكتاب وقراءة القصص، مؤكداً أنه قبل ثلاث سنوات حصل على كتب مجانية من هيئة قصور الثقافة لتغذية المدرسة بكتب عن الثقافة المسرحية، «ومفيش ولا طفل دخل رغم إن الكتب قيمة جداً»، وأصبح كل شىء إلكترونياً، حتى هو نفسه بدأ يعتمد على التكنولوجيا فى تنزيل الكتب التى يحتاجها والمعاجم التى يلجأ إليها فى عمله و«كله على اللاب توب»، مشيراً إلى أن القراءة أصبحت هواية نادرة بين أبناء الجيل الحالى إلا القليل منه بعدما انصرف معظمهم إلى وسائل التسلية والترفيه الأخرى.