الطب الشرعي كشف آثار تعذيب الطفلة.. غدا أولى جلسات محاكمة جدة "جنة"
الطفلة جنة
تنظر محكمة جنايات المنصورة، غدا الاثنين، أولى جلسات محاكمة جدة الطفلة "جنة" 4 سنوات، والتي توفيت بعد أن ذاقت ألوانا من العذاب على فترات، وهي في حضانة جدتها للأم "المتهمة" والتي أنكرت تعذيبها وادعت أن الحروق الموجودة بها كانت بسبب انسكاب زيت عليها، والغرغرينا في ساقها والتي تسبب في بترها بسبب سقوطها على السلم.
وورد في محضر جمع الاستدلالات في 21 سبتمبر 2019 ببلاغ من مستشفى شربين العام بوصول المصابة جثة محمد سمير بادعاء إصابات متفرقة بالجسم وادعاء حرق مع حروق بمنطقة الحوض حول الأعضاء التناسلية الخارجية وتورم بالطرق السفلي الأيسر وتم تحويلها إلى مستشفى المنصورة الدولي وبسؤال جد المجني عليها علم بأن المدعوة صفاء عبد الفتاح عبد اللطيف، جدة المجني عليها لوالدتها، هي من قامت بالتعدي على المجني عليها بالضرب وإحداث إصاباتها وهي دائمة التعدي عليها.
وبسؤال المشكو في حقها صفاء عبدالفتاح عبداللطيف قررت أن الإصابة بساق المجني عليها نتيجة سقوطها من على السلم وسبب الحروق الموجودة بها بسبب انسكاب زيت عليها منذ حوالي أسبوع.
وأثبت تقرير الطبيب الشرعي، أنه بالانتقال إلى مستشفى المنصورة الدولى لسؤال الطفلة تبين أنها في حالة غير مستقرة ومتواجدة بداخل غرفة العناية المركزة وبمناظرة الجسم تبين أنها طفلة في منتصف العقد الأول من عمرها وتبين أنها ترقد على أحد الأسرة وموصل بها أجهزة طبية ويوجد بها ضمادة طبية كبيرة على منطقة الوسط، كما تبين زرقة بالساق اليمنى وبعض الإصابات القديمة المتفرقة بعموم الجسم.
وبترت الساق اليسرى للطفلة في 25 سبتمبر ثم توفيت الطفلة يوم 28 سبتمبر نتيجة توقف بعضلة القلب والتنفس بسبب تسمم الدم ناتج عن غرغرينا بالطرف السفلي الأيسر والذي تم بتره مع ملاحظة جروح مستقيمة بأماكن متفرقة من الجسم ناتجة عن حروق وتم عمل الإنعاش القلبي الرئوي بعد توقف عضلة القلب.
وانتقل الطب الشرعي إلى مستشفى المنصورة الدولى بناء على قرار من النيابة العامة لتوقيع الكشف الطبي الشرعي على المجني عليها جنة محمد سمير، حيث تبينت أنها متواجدة بالعناية المركزة - أطفال بالدور الخامس بالمستشفى على أحد الأسرة وبمناظرتها وجدنا علامات الإعياء الشديدة بادية علها وتعاني من زيادة في معدل التنفس وتسارع في ضربات القلب وارتفاع حرارة الجسم مع تورم باليدين وبجفنى العينين، وبالكشف الطبي الشرعي عليها تبينت بها أثر لحروق نارية من الدرجات الثلاث الأولى شاملة منطقة الظهر والكليتين ومنطقة العانة، وهذه الحروق بها مظاهر تقيح شديد وتخرج منها إفرازات صديدية كثيفة مع أثر لتكدمات شريطية طولية بالظهر وبالساقين وبالعضدين مع وجود غرغرينا بالطرف السفلي الأيسر شاملة القدم والساق وواصلة حتى مستوى منتصف الفخذ، وكذلك مظاهر قصور شديد بالدورة الدموية الطرفية الطرف السفلي الأيمن، وبخلاف ذلك فلم يمكنني أن أقوم بفحص في جسم المجني عليها نظرا لحالة الإعياء والإجهاد الشديدين التي كانت عليه الحالة.
وبالكشف الطبي على الجثة داخل ثلاجة المشرحة تبين وجود حروق نارية من الدرجات الثلاث الأولى بها مظاهر تقيح شديد وتخرج منها إفرازات صديدية كثيفة صفراء اللون كريهة الرائحة غير منتظمة الشكل شاملة منطقة العانة والكليتين والظهر، وحروق نارية من الدرجات الأولى والثانية مستطيلة الشكل تقريبا تتراوح أطوالها ما بين 10 و15 سم تقريبا وأقل عرض لها هو 2 سم تقريبا بها مظاهر تقيح شديد والمغطاة بإفرازات صديدية صفراء اللون كريهة الرائحة واسعة بمنطقة الصدر والظهر والطرفين العلويين، وتكدمات الشريطية مزدوجة الحافة تتراوح أطوالها ما بين 10 و20 سم تقريبا في طور الالتئام النهائي واقعة بالظهر ويمين الصدر، وتكدمات بيضاوية الشكل كل منها على هيئة قوسين متقابلين يحدان بينهما مساحة من الجلد السليم أبعاده حوالى 4×6 سم تقريبا واقعة بوحشية العضدين الأيمن والأيسر (عض آدمي).
وبتشريح جدر وعضلات البطن والحوض ومنطقة الظهر تبين وجود انسكابات دموية تتخلل الأنسجة الواقعة أسفل التكدمات الموصوفة بتلك المناطق مختلطة بإفرازات صديدية كثيفة صفراء اللون لزجة القوام وكريهة الرائحة، وأحشاء البطن بها علامات تشير لوجود فشل بها ( تضخم الكليتين - تضخم بالكبد) وبفحص الطرف السفلي الأيسر المبتور بمعرفة أطباء مستشفى المنصورة الدولى تبينت به غرغرينا من النوع الرطب (أسوأ أنواع الغرغرينا) شاملة كل الجزء المبتور كما تبينت أيضا غرغرينا من نفس النوع بالطرف السفلي الأيمن ولكن كانت أقل ضراوة من الناحية اليسرى، وتحسست باقي عظام الجثة فوجدت موحدة الصلابة بالكشف الموضعي على غشاء بكارة المجني عليها وجدناه سليما وخاليا من أي تمزقات به هذا كما تلاحظ لي وجود أثر لتكدمات ملتفة حول المساعدين والساق اليمني (ما ينشا عن - تقيد المجني عليها بشدة وعلف لفترات زمنية طويلة برباط محكم).