حكاية سائق "الستاموني".. اختطف طفل ابنة عمه وطلب فدية نصف مليون جنيه
المتهم باختطاف طفل الدقهلية
اختمرت في ذهنه فكرة شيطانية باختطاف نجل ابنة عمه، ليحصل على فدية قدرها نصف مليون جنيه، فقرر انتظاره على الطريق العام بمنطقة الستاموني في الدقهلية، واصطحبه إلى منزل صديقه لإخفائه هناك، وأجرى مكالمة هاتفية لأسرته طلب فيها الفدية، إلا أن نهايته كانت في قبضة المباحث، هو وباقي أفراد العصابة، التي ساهمت في خطف وإخفاء الطفل، وأعادت الشرطة الطفل سالما لأسرته.
في الرابع من الشهر الجاري تلقى مركز شرطة الستاموني بمحافظة الدقهلية، بلاغا من "أ.م.ا"، 46 سنة صاحب ماكينة طحين مُقيم بدائرة المركز، بخروج طفله "م"، 12 سنة، طالب بالصف السادس الإبتدائى، لشراء بعض الاحتياجات من سوبر ماركت مجاور لمسكنهما وعدم عودته واتصال مجهول به، وطلب مبلغ خمسمائة ألف جنيه كفدية لإطلاق سراح ابنه.
شكلت أجهزة الأمن بشكل فوري فريق بحث برئاسة قطاع الأمن العام، بمشاركة مفتشى القطاع وقيادات إدارة البحث الجنائي، وتم تتبع خط الهاتف الذي أجريت منه مكالمة طلب الفدية، وسماع أقوال أسرة الطفل المختطف، وتبين أن الأسرة ليس لها أعداء ولم يتهموا أحدا باختطاف الطفل، لطيب علاقتهم بجميع من يتعاملون معهم، وعدم وجود خلافات مع أحد.
وبإجراء التحريات والتحقيقات المستمرة، وسؤال شهود العيان، اكتشفت الشرطة أن الطفل كان آخر ظهور له وقت أن خرج لشراء بعض المستلزمات للمنزل من السوبر ماركت، كان برفقة ابن عم والدته، وأنه اختفى بعدها، وبإعداد عدة أكمنة للمشتبه فيه، تم ضبطه وتبين أنه يدعى "ع.ع.م"، 22 سنة سائق، مُقيم بدائرة المركز، وباستجوابه اعترف باختطاف الطفل وأنه أجرى المكالمة الهاتفية بأسرته وطلب مبلغ خمسمائة ألف جنيه مقابل إطلاق سراحه.
اعترفات المتهم تضمنت اشتراكه مع "و.م"، 39 سنة، وأنه أخفى الطفل بـ "شقة" المتهم الثاني (شريكه في الجريمة) بمنطقة المستقبل بمدينة الإسماعيلية، واتفقا على ابتزاز أسرة الطفل للحصول على المال ثم إعادته مرة أخرى.
وبعد استصدار إذن من النيابة العامة وتقنين الإجراءات وتكثيف مناقشة المتهم الأول واعترافه بارتكابه الواقعة بالاشتراك مع الثاني، للحصول على فدية وقيام الثاني بإخفاء الطفل بـ "شقته" الكائنة بمنطقة المستقبل في الإسماعيلية، تم التنسيق مع قيادات إدارة البحث الجنائي بأمن الإسماعيلية، واستهداف "الشقة" مكان إخفاء الطفل بمأمورية إلا أن المتهم الثاني شعر باكتشاف أمره فنقله لمنزل متهمة أخرى.
وبتكثيف التحريات تبين أن المتهمة الثالثة هي "ك.ع.ا"، 45 سنة ربة منزل، وابنتها "غ.س.ا"، 18 سنة طالبة، مُقيمتان بكفر أيوب دائرة مركز بلبيس بالشرقية، وكشفت التحريات أن المتهمتين الثالثة والرابعة اشتركا مع المتهم الثاني في الجريمة بموافقتهما على إخفاء الطفل طرفهما، فتم التنسيق مع قيادات إدارة البحث الجنائي بأمن الشرقية، ومداهمة شقة المتهمتين.
ونجحت الأجهزة الأمنية في العثور على الطفل وتم تحريره، وأمكن ضبط المتهمتين، وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الواقعة، فحُررت المحاضر اللازمة وأخطرت النيابة العامة التي تولت التحقيق، وأعادت الشرطة الطفل إلى أسرته وسط حالة من الفرحة وقدمت أسرته الشكر لأجهزة الأمن على سرعة كشف غموض الواقعة وإعادة الطفل سالما.